تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كتب]:

صفحة 351 - الجزء 2

  والكُبَّة. بالضَّمّ: جماعةٌ من الخيل. وكُبَّةُ الخيلِ: مُعْظَمُهَا، عن ثعلب. ومن كلام بعضِهم لبعضِ الملوك: لَقِيتُهُ⁣(⁣١) في الكَبَّة، طَعَنْتُهُ في السبَّة، فأَخْرَجْتُها من اللَّبَّة.

  وقد مَرَّ بتفصيله في سَبَّ، فراجِعْهُ.

  ويُقَالُ: عليه كُبَّةٌ [وبَقَرَةٌ]⁣(⁣٢) أَيّ: عِيالٌ.

  وكُبْكِبُوا فيها: أَيْ جُمِعُوا.

  وجاءَ مُتَكَبْكِباً في ثِيابه: أَي مُتَزَمِّلاً.

  ومن المَجَازِ: تَكَبَّبَ الرَّجُلُ، إِذا تَلَفَّفَ في ثوبه. كذا في الأَساس.

  وفي النّوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً، ودَبْكَلْتُهُ، وزَمْزَمْتُهُ⁣(⁣٣)، وصَرْصَرْتُهُ، وَكَرْكَرْتُه: إِذا جَمَعْتَهُ ورَدَدْتَ أَطْرَافَ ما انْتَشَر مِنْه، وكذلك كَبْكَبْتُه. كذا في لسان العرب.

  والكُبَّةُ، بالضَّمّ: غُدَّةٌ شِبْهُ الخُرَّاج، وأَهلُ مِصْر يُطْلِقُونَها على الطّاعون، وأَهلُ الشّام على لحْمٍ يُرَضُّ، ويُخْلَطُ مع دقِيقِ الأَرُزّ، ويُسَوَّى منه كهَيْئَةِ الرُّغْفَانِ الصِّغَارِ ونحوِها.

  وكَبَابٌ، كسَحابٍ: جَبَلٌ.

  [كتب]: كَتَبهُ، يَكْتُبُ، كَتْباً بالفَتْح المَصْدَرُ المَقِيسُ، وكِتَاباً بالكسر على خِلاف القِياس. وقيل: هو اسْمٌ كاللَّباس، عن اللِّحْيانيّ. وقِيل: أَصلُه المصدرُ، ثمّ استُعمِلَ فيما سيأْتي من معانيه. قاله شيخُنا. وكذا: كِتابَةً، وكِتْبَةً، بالكسر فيهما؛ خَطَّهُ، قال أَبو النَّجْمِ:

  أَقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ زِيَاد كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتلفْ

  تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لَامَ الِفْ

  وفي لسان العرب، قال: ورأَيتُ في بعض النُّسَخ «تِكِتِّبانِ» بكسر التّاءِ، وهي لُغَةُ بَهْراءَ، يَكْسِرُونَ التَّاءَ، فيقولونَ: تِعْلَمُونَ. ثمّ أَتْبَع الكافَ كسرةَ التّاءِ، ككَتَّبَهُ مُضَعَّفاً، وعن ابن سِيدَهْ: اكْتَتَبَه كَكَتَبَه⁣(⁣٤)، أَو كَتَّبَهُ: إِذا خَطَّهُ. واكْتَتَبَهُ: إِذا اسْتَمْلاهُ، كاسْتَكْتَبَهُ.

  واكْتَتَبَ فلانٌ كِتَاباً: أَي سأَلَ أَنْ يُكْتَبَ له.

  واسْتَكْتَبَهُ الشَّيْءَ: أَي سَأَلَهُ أَنْ يَكْتُبَه له. وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز: {اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}⁣(⁣٥) أَي: استَكْتَبَها.

  والكِتَابُ: ما يُكْتَبُ فِيهِ، وفي الحديثِ: «مَنْ نَظَرَ إِلى كِتَابِ أَخيهِ بغَيرِ إِذْنِه، فكَأَنَّما يَنْظُرُ في النَّارِ»⁣(⁣٦). وهو محمولٌ على الكِتَابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانةٌ يَكرَهُ صاحِبُهُ أَنْ يُطَّلَعَ عليه. وقِيلَ: هو عامٌّ في كلِّ كِتاب. ويُؤَنَّثُ على نيّةِ الصَّحيفةِ. وحكى الأَصْمَعِيُّ عن أَبِي عَمْرِو بْن العَلَاءِ: أَنَّهُ سَمِعَ بعضَ العربِ يقولُ، وذَكَرَ إِنْسَاناً، فقال: فُلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْه كِتابي فاحْتَقَرَهَا. اللَّغُوبُ: الأَحْمَقُ.

  والكِتَابُ: الدَّوَاةُ يُكْتَبُ منها.

  والكِتَابُ: التَّوْرَاةُ، قال الزَّجَّاجُ في قوله تعالَى: {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ}، وقَولُهُ {كِتابَ اللهِ}:⁣(⁣٧) جائزٌ أَنْ يكونَ التَّوْراةَ، وأَن يكونَ القُرآنَ.

  والكِتَابُ: الصَّحِيفَةُ يُكْتَبُ فيها.

  والكِتَابُ يُوضَعُ مَوْضِعَ الفَرْضِ، قال اللهُ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ}⁣(⁣٨)، وقال، ø {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ}⁣(⁣٩) مَعْنَاهُ: فُرِضَ. قال: {وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها}⁣(⁣١٠)، أَي: فَرَضْنا.

  ومِنْ هذا: الكِتَابُ يأْتِي بمعنى الحُكْمِ، وفي الحديثِ: «لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابَ اللهِ» أَي: بحُكْمِ اللهِ الّذِي أَنزَلَ في كِتابه، وكَتَبَه على عِبَاده، ولم يُرِدِ القُرْآنَ؛ لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْرَ لهما فيه؛ قال الجَعْدِيُّ:

  يا بِنتَ عَمِّي، كِتَابُ اللهِ أَخْرَجَنِي ... عَنْكُمْ، وهَلْ أَمْنَعَنَّ الله مَا فَعَلا


(١) اللسان: طعنته.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «بالراء» وفي اللسان: وحبكرته حبكرةً ودبكلته دبكلة وحبحبته حبحبةً وزمزمته زمزمةً وصرصرته صرصرةً.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «تكتبه».

(٥) سورة الفرقان الآية: ٥.

(٦) قال ابن الاثير: هذا تمثيل: أي كما يحذر النار، فليحذر هذا الصنيع، وقيل: معناه كأنما ينظر إلى ما يوجب عليه النار.

(٧) سورة البقرة الآية ١٠١.

(٨) سورة البقرة الآية ١٧٨.

(٩) سورة البقرة الآية ١٨٣.

(١٠) سورة المائدة الآية ٤٥.