تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كثب]:

صفحة 354 - الجزء 2

  لا يُكْتَبُونَ ولا يُكَتُّ عَدِيدهُم ... حَفَلَتْ بِساحَتِهِمْ كَتَائِبُ أَوْعَبُوا⁣(⁣١)

  أَي: لا يُهَيَّؤُونَ.

  وتَكَتَّبُوا: تَجَمَّعُوا، ومنه: تَكَتَّبَ الرَّجُلُ: تَحَزَّمَ، وجَمَعَ عليه ثِيَابَه. وهو مجاز⁣(⁣٢).

  وبَنُو كَتْبٍ، بالفَتْح: بَطْنَ من العرب.

  والمُكَتَّبُ، كمُعَظَّم⁣(⁣٣): العُنْقُودُ من العِنَبِ ونحوِهِ، أُكِلَ بعضُ ما فِيهِ وتُرِكَ بعضُهُ.

  والمُكَاتَبَةُ بمعنى التَّكاتُب، يُقَال: كاتَبَ صدِيقَهُ، وتَكاتَبا.

  ومن المجاز المُكَاتَبَة، وهو أَنْ يُكَاتِبَكَ عَبْدُكَ على نَفْسِه بثَمَنِه. فإِذا سَعَى. وأَدَّاهُ، عَتَقَ. وهي لَفْظَةٌ إِسْلاميّة، صرّح به الدَّمِيرِيّ. والسَّيِّدُ مُكَاتِبٌ، والعَبْدُ مُكَاتَبٌ إِذا عقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المالِ سُمِّيَتْ مُكَاتَبَةً، لِمَا يَكْتُبُ العَبْدُ على السَّيِّد من العِتْقِ إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه، ولِمَا يَكْتُبُ السَّيِّدُ على العَبْدِ من النُّجُومِ الَّتي يُؤَدِّيهَا في مَحلِّها، وأَنَّ له تَعجيزَهُ إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْم يَحِلُّ عليه. وأَحكامُ المُكَاتَبَة، مُصَرَّحَةٌ في فُروع الفِقْه.

  * ومِمّا لم يذكُرْهُ المُؤَلِّفُ: الكُتَيْبَةُ، مصغَّرةً، اسمٌ لبعضِ قُرَى خَيْبَرَ. ومنه حديثُ الزُّهْرِيِّ: «الكُتَيْبَةُ أَكثرُهَا عَنْوَةٌ» يعني: أَنّه فَتَحَهَا قَهْراً، لا عن صُلْحٍ.

  والمَكْتَبُ: من قُرَى ابْنِ⁣(⁣٤) جِبْلَةَ في اليَمَن، نقلْتُهُ عن المُعْجَم.

  [كثب]: الكَثْبُ: الجَمْعُ من قُرْبٍ، وفي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ: «كُنْتُ في الصُّفَّةِ، فبَعَثَ النّبيُّ ، بتَمْرِ عَجْوَةٍ فكُثِبَ بَيْنَنَا، وقِيلَ: كُلُوهُ، ولا تُوَزِّعُوهُ» أَي: تُركَ بينَ أَيْدينا مجموعاً. ومنه الحديثُ: «جِئتُ عَلِيًّا، وبَيْنَ يَدَيْه قَرَنْفُلٌ مكثُوبٌ»، أَي: مُجْمُوع والكَثْبُ: الاجْتِمَاعُ، يُقالُ: كَثَبَ القَوْمُ، إِذا اجتمَعُوا، فهم كاثِبُونَ: مجتمِعونَ. والكَثْبُ: الصَّبُّ، يُقال: كَثَبَ الشَّيْءَ كَثْباً: إِذا جَمَعَه من قُرْبٍ، وصَبَّهُ، قالَ الشّاعرُ:

  على السَّيِّدِ الصَّعْبِ لَوْ أَنَّه ... يَقُومُ على ذِرْوَةِ الصّاقِبِ

  لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَى ... مَكَانَ النَّبِيِّ مِنَ الكاثِبِ

  الكاثِبُ: الجَامِعُ لِما نَدَر من الحَصَى، والنَّبِيّ: ما نَبَا منه إِذا دُقَّ، وسيأْتي الكلام عليه. والكَثْبُ: الدُّخُولُ، يُقَال: كَثَبُوا لَكُمْ أَي: دَخَلُوا بينَكُمْ وفيكُمْ، وهو من القُرْبِ يَكْثُبُ بالضَّمّ، ويَكْثِبُ بالكسر، في كُلِّ ما ذُكر.

  والكَثْبُ: وادٍ لِطَيِّئٍ القبيلةِ المشهورة.

  والكَثَبُ، بالتَّحْرِيكِ: القُرْبُ وهُوَ كَثَبَك: أَي، قُرْبَكَ.

  قال سِيبَوَيْه: لا يُستعْمَلُ إِلّا ظَرْفاً. ويُقال: هو يَرْمِي مِنْ كَثَبٍ، أَي: من قُرْب، وتَمَكُّنٍ. أَنشدَ ابْنُ إِسحاقَ:

  فهذانِ يَذُودانِ ... وذا مِنْ كَثَبٍ يَرْمِي

  والكَثَبُ: ع بدِيارِ بني طَيِّئٍ. وهو غيرُ الكَثْبِ، بفتحٍ فسكونٍ، المتقدم ذِكْرُهُ وهكذا بالتَّحْرِيك، ضَبَطَهُ صاحبُ المُعْجَمِ والصّاغانيُّ.

  وكَثَبَ عَلَيْهِ: إِذَا قَارَبَهُ، حَمَل وكَرَّ.

  وكَثَبَ كِنَانَتَهُ - بالكسر: الجَعْبَةَ -: نَكَثَها هكَذا في النُّسْخَة والصَّوابُ: نَكَبَهَا⁣(⁣٥)، أَي نَثَرَها، كما سيأْتي.

  وعن أَبي حاتِمٍ: احْتَلَبُوا كُثَباً، أَي: من كُلِّ شاةٍ شيئاً قليلاً.

  وقد كَثَبَ لَبَنُها: إِذا قَلَّ، إِمّا عند غَزارَةٍ، وإِمَّا عِنْدَ قِلَّةٍ⁣(⁣٦).

  والكَثِيبُ: هو التَّلُّ المُسْتَطِيلُ المُحْدَوْدِبُ من الرَّمْل.

  وقيل: الكَثِيبُ من الرَّمْل: القِطْعَةُ تَنقادُ مُحْدَوْدِبَةً. وقيل: هو ما اجتمع واحْدَوْدَبَ ج أَكْثِبَةٌ، وكُثُبٌ بضمَّتَيْن في


(١) بالأصل «جفلت» وما أثبتناه عن شرح أشعار الهذليين.

(٢) هذه عبارة الاساس.

(٣) في إحدى نسخ القاموس: كمعلَّم.

(٤) في معجم البلدان: ذي جبلة.

(٥) في القاموس المطبوع: نكبها.

(٦) اللسان: قلةِ كلإٍ.