تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رعشن]:

صفحة 238 - الجزء 18

  ويقالُ: ما رُطَّيْناكَ، هذه بالضَّمِّ والتَّشْديدِ وقد يُخَفَّفُ: أَي ما كَلامُكَ.

  قالَ الأَصْمعيُّ: وإذا كَثُرَتِ الإِبِلُ: وقالَ الفرَّاءُ: إذا كانت الإِبِلُ رِفاقاً ومَعَها أصْلُها* فهي الرَّطَّانَةُ، بالتَّشْديدِ، والرَّطُونُ، كما في الصِّحاحِ.

  قالَ الأَصْمعيُّ: ويقالُ لها: الطَّحَّانَةُ والطَّحُونُ أَيْضاً، ومعْنَى الرِّفاقِ أَي نَهَضوا على الإِبِلِ مُمْتارِين مِن القُرَى كلُّ جماعَةٍ رُفْقة؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  رَطَّانَة من يَلْقَها يُخَيَّب⁣(⁣١)

  [رعشن]: الرَّعْشَنُ، كجَعْفَرٍ، والنُّونُ زائِدَةٌ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ هنا.

  وهو الجَبانُ. وذُكِرَ في الشّين ما نَصّه: والرَّعْشَنُ في النّونِ وإن كانتِ النونُ زائِدَةً، أَي كزِيادَتِها في ضَيْفَن وخَلْبَن وصَيْدَن، ولكن ذَكَرَها على اللَّفْظِ وثَبَتَتِ الزِّيادَةُ، فرُبَّما يراجعُ مَنْ لا مَعْرِفَة له بزِيادَتِها فلا يجدُ المَطْلوبَ، هذا مَعَ أنَّ بعضَهم ذَهَبَ إلى أنَّه بناءٌ رباعِيٌّ على حدةٍ.

  والرَّعْشَنُ مِن الظِّلْمانِ والجِمالِ: السَّريعُ في السَّيْرِ؛ وهي بهاءٍ، وناقَةٌ رعشنَةٌ، وكذلِكَ ظَلِيمٌ رَعِشٌ، ككَتِفٍ، ونعامَةٌ رَعْشاءُ، وناقَةٌ رَعْشاءُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  مِن كلِّ رَعْشاء وناجٍ رَعْشَن

  والرَّعْشَنُ: فَرَسٌ لمُرادٍ، وفيه يقولُ شاعِرُهُم:

  وقيلا قد وزعت برعشني ... شديد الأسر يستوفي الحزاما

  كذا في كتابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبي، وقد تقدَّمَ بعضُ ما يتعلَّقُ به في الشيْنِ.

  والرَّعْشَنَةُ: ماءٌ لبَني عَمْرِو بنِ قُرَيْطٍ⁣(⁣٢)، وسعيد بنِ قُرَيْط مِن بَني أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ، سُمِّيَتْ برَعْشَنٍ مَلِكٍ لحِمْيَرَ كانَ به ارْتِعاشٌ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الذي به ارْتِعاش مِن ملُوكِ حِمْيَرَ هو شَمِرٌ ولَقَبُه يَرْعِش كيَضْرب.

  وهكذا ذَكَرَه الحافِظُ أَيْضاً في نسبِ حَسَّانِ بنِ كتريب الرعينيّ، وفي نَسَبِ عاصِمِ بنِ كليثة الفتيانيّ فتأمَّل.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [رعثن]: الرَّعْثَنَةُ: التَّلْتَلَةُ تُتَّخَذُ مِن جُفِّ الطَّلْعةِ فيشْرب منها؛ أَوْرَدَه الأزْهرِيُّ عن اللَّيْثِ في الرُّباعي.

  [رعن]: الأَرْعَنُ: الأَهْوَجُ في مَنْطِقِهِ المُسْتَرْخِي.

  وأَيْضاً: الأَحْمَقُ المُسْتَرْخِي؛ وقد رَعُنَ الرَّجُلُ، مُثَلَّثَةً، رُعونَةً ورَعَناً، محرَّكةً، وما أَرْعَنَه، وهو أرْعَنُ، وهي رَعْناءُ بَيِّنا الرُّعُونَةِ والرَّعَنِ؛ قالَ خِطَامٌ المُجاشِعِيُّ يَصِفُ ناقَةً:

  ورَحَلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ⁣(⁣٣)

  أَي اسْتِرْخاءٌ لم يحكُمْ شدَّها مِنَ الخوْفِ والعَجَلَةِ.

  وقوْلُه تعالَى: {لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا}⁣(⁣٤)؛ قيلَ: هي كَلِمةٌ كانوا يَذْهبُونَ بها إلى سبِّ النبيِّ، ، اشْتَقُّوه مِن الرُّعُونَة. وقَرَأَ الحَسَنُ: راعِناً بالتَّنْوينِ.

  قالَ ثَعْلَب: معْناهُ: لا تَقُولُوا كَذِباً وسُخْريًّا وحُمْقاً.

  ورَعَنَتْه الشَّمْسُ: آلَمَتْ دِماغَه فاسْتَرْخَى لذلك وغُشِيَ عليه.

  ورُعِنَ الرَّجُلُ، فهو مَرْعُونٌ إذا غُشِيَ عليه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  كأَنَّه من أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ⁣(⁣٥)

  أَي مَغْشِيٌّ عليه:


(*) كذا بالأصل، وفي القاموس: اهلها.

(١) اللسان والصحاح والمقاييس ٢/ ٤٠٤.

(٢) في القاموس: «قريظ» بالظاء المثالة. والأصل في الموضعين كمعجم البلدان.

(٣) اللسان والصحاح، وقبله في اللسان:

قاموا فشدوها لما يشقي الأرنْ

وبعده:

حتى أنخناها إلى منٍّ ومنْ

(٤) البقرة، الآية ١٠٤.

(٥) الصحاح والتهذيب وصدره كما في اللسان:

باكره قانص يسعى بأكلبه