تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ركن]:

صفحة 243 - الجزء 18

  لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاءَ له⁣(⁣١)

  والرُّكْنُ: ما يُقَوَّى به من مَلِكٍ وجُنْدٍ وغيرِهِ؛ وبذلِكَ فُسِّر قوْلُه تعالَى: {فَتَوَلّى بِرُكْنِهِ}⁣(⁣٢)، ودَليلُ ذلك قَوْله تعالَى: {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ}⁣(⁣٣)، أَي أَخَذْناه ورُكْنَه الذي تَوَلَّى به.

  والرُّكْنُ: العِزُّ والمَنَعَةُ، وبه فُسِّرَتِ الآيَةُ: {أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ}⁣(⁣٤).

  وقيلَ: رُكْنُ الإِنْسانِ: قُوَّتُه وشدَّتُه؛ وكذلِكَ رُكْنُ الجَبَلِ والقَصرِ، وهو جانِبُه.

  ورُكْنُ الرَّجلِ: قوْمُه وعَدَدُه ومادَّتُه؛ وبه فسِّرَتِ الآيَةُ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: أُرَاهُ على المَثَلِ.

  والرَّكْنُ، بالفتح: الجُرَذُ والفارُ⁣(⁣٥) كالرُّكَيْنِ، كزُبَيْرٍ.

  وتَرَكَّنَ الرَّجُلُ: اشْتَدَّ وامْتَنَعَ؛ وأَيْضاً تَوَقَّرَ وتَرَزَّنَ.

  والمِرْكَنُ*، كمِنْبَرٍ: آنيةٌ م مَعْروفَةٌ، وهو شبْهُ تَوْرٍ مِن أَدَمٍ يُتَّخَذ للماءِ.

  وقيلَ: هي الإِجَّانَةُ التي تُغْسَلُ فيها الثيابُ ونَحْوها؛ ومنه حديثُ حَمْنَةَ: «أَنَّها كانتْ تجْلِس في مِرْكَنٍ لأُخْتها زَيْنَب وهي مُسْتحاضَةٌ»؛ والجمْعُ مراكنُ ومراكينٌ. يقالُ: زَرَعُوا الرَّياحِيْن في المراكين.

  والرَّكِينُ، كأَميرٍ: الجَبَلُ العالي الأَرْكانِ أَو الشَّديدُها.

  ومِن المجازِ: الرَّكِينُ مِنَّا: الرَّزينُ الرَّمِيزُ السَّاكِنُ الوَقُورُ وقد رَكُنَ، ككَرُمَ، رَكانَةً ورُكونَةً: أَي رزنَ ووقرَ.

  والأُرْكُونُ، بالضَّمِّ: الدِّهْقَانُ العظيمُ، وهو رَئيسُ القَرْيةِ، أُفْعُولٌ مِن الرُّكُونِ السّكُون إلى الشَّيءِ والمَيْلُ إليه، لأَنَّ أَهْلَها يَرْكَنُونَ إليه، أَي يسْكنُونَ ويميلُونَ

  ورُكَانَةُ، كثُمامَةٍ⁣(⁣٦): ابنُ عبْدِ يَزيدَ بنِ هاشِمِ بنِ عبْدِ المُطَّلِبِ بنِ عبْدِ منافٍ المطلبيّ صَحابيٌّ صارَعَهُ النَّبيُّ، ، فصَرَعَهُ مَرَّتَيْن وكانَ شَدِيداً، يُحْكَى أنّه كانَ يقفُ على جلدِ بَعِيرٍ لَيِّن جَديدٍ حين سَلَخَه فيَجْذبُه من تحْتهِ عشرَةٌ فيَتَمَزَّقُ الجلْدُ ولا يَتَزَحْزَحُ هو عن مكانِهِ، وهو مِن مسْلِمَةِ الفتْحِ، له رِوايَةٌ؛ ويقالُ: هو الذي طلَّقَ زوْجَتَه البتّةَ فخلفه النبيّ، ، أنَّه لم يرد الثلاثَ؛ رَوَى عنه ابنُ أَخيهِ نافِعُ بنُ حجيرٍ.

  ورُكانَةُ المِصْرِيُّ الكِنْديُّ: غيرُ مَنْسوبٍ، مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه.

  * قلْتُ: الذي اخْتُلِفَ في صُحْبَتِه وهو كِنْدِيٌّ مصْريٌّ اسمُه رَكَبُ لا رُكَانَة، وقد وَهِمَ المصنِّفُ فخلَطَ رَكَباً برُكَانَةَ.

  قالَ ابنُ منْدَه: رَكَبُ المصْرِيُّ مَجْهولٌ لا تُعْرَفُ له صُحْبَةٌ.

  وقالَ غيرُهُ: له صُحْبَةٌ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: وهو كِنْدِيٌّ له حدِيثٌ، رَوَى عنه نصيحٌ العَبْسيُّ⁣(⁣٧) في التَّواضع؛ وأَمَّا رُكانَةُ الذي أَشارَ إليه فإنَّه يَرْوِي عن أَبي جَعْفرٍ محمدِ بنِ رُكانَةَ حدِيثَ المُصارَعَةِ، فهو الأَوَّلِ، حقَّقَه الحافِظُ الذهبيُّ فتأمَّل ذلك.

  وكغُرابٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ، ومِن الأَخيرِ: رُكَيْنُ بنُ الرَّبيعِ ابنِ عميلَةَ الفَزارِيُّ عن أَبيهِ وابنِ عُمَرَ، وعنه حفيدُهُ الرَّبيعُ ابنُ سهْلٍ وشعْبَةُ، وثَّقَهُ أَحمدُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الرَّكانَةُ والرَّكانِيَةُ: السّكونُ إلى الشيءِ والاطْمِئْنانُ إليه.

  ورَكِنَ يَرْكنُ، بالكسْرِ في الماضِي والضَّمّ في الغابِرِ، نادِرٌ كفَضِلَ يَفْضُلُ وحَضِرَ يَحْضُرُ ونَعِمَ يَنْعُم.


(١) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٣٦ وعجزه:

وإن تأثفك الأعداء بالرفد

والبيت في التهذيب والتكملة وصدره في اللسان.

(٢) الذاريات، الآية ٣٩.

(٣) القصص، الآية ٤٠.

(٤) هود، الآية ٨٠.

(٥) في القاموس: «والقار» وفي اللسان: الفأر.

(*) بالأصل لم يشر اليها انها من القاموس وهي كذلك.

(٦) في القاموس: «ابنُ» بإثبات الألف.

(٧) في أسد الغابة: العنسي.