تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحن]:

صفحة 272 - الجزء 18

  وقالَ مجاهِدٌ: هو اسمُ الأَرْضِ السَّابِعَةِ.

  وقيلَ: في سِجِّين أَي في حِسَابٍ.

  وقيلَ: معْنى الآيَةِ: كتابُهُم في حَبْسٍ لخسَاسَةِ مَنْزلتِهِم عنْدَ اللهِ، ø.

  وأَمَّا قوْلُ الخفاجيِّ: سِجِّين: كِتابٌ جامِعٌ لأَعْمالِ الكَفَرَةِ.

  فذَكَرَ الرَّاغِبُ: أَنَّ كلَّ شيءٍ ذَكَرَه اللهُ، ø، بقوْلِه: {وَما أَدْراكَ}، فَسَّره، وكلَّ ما ذَكَرَه بقوْلهِ؛ {وَما يُدْرِيكَ}، تَرَكَه مُبْهماً؛ وفي هذا المَوْضِعِ ذَكَرَ: {وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ}⁣(⁣١) وكذا في قوْلِه، ø: {وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ}⁣(⁣٢)، ثم فسَّر الكِتابَ لا السِّجِّين والعَلِيّين؛ قالَ: وفي هذه لَطِيفَة مَوْضِعها الكُتُب المُطَوَّلات.

  والسِّجِّينُ: العَلانِيَةُ. يقالُ: فَعَلَ ذلك سِجِّيناً: أَي عَلانِيَة.

  وقالَ الأَصْمعيُّ: السِّجِّينُ: السِّلْتِينُ مِن النَّخْلِ، وهو ما يُحْفَر في أُصُولِها حُفّراً تجْذِبُ الماءَ إليها إذا كانتْ لا يَصِل إليها الماءُ.

  وسَجَّنَهُ تسْجِيناً: شَقَّقَهُ.

  وسَجنَ النَّخْلَ: جَعَلَها سِلْتِيناً. يقالُ: سَجِّنْ جِذْعَكَ، لُغَةُ أَهْلِ البَحْرَيْن؛ وسِلْتِين ليسَ بعَرَبيٍّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  السَّاجُونُ: الحَديدُ الأنِيثُ.

  ورجُلٌ مَسْجُونٌ، وقوْمٌ مَسْجونُونَ، وسَجَّنُوهم.

  وسَجَنَ لِسانَه: سَكَتَ، وهو مجازٌ.

  وسَجِينٌ، كأَميرٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الغربية، منها الجمالُ عبْدُ اللهِ بنُ أَحمدَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ محمدِ الأَزْهرِيُّ الحَنَفيُّ، ¦، أَخَذَ عن الحافِظِ السّخاوِيّ، ماتَ سَنَة ٨٨٦. وشيْخُ مشايخِنَا الشَّيْخُ الشَّمْسُ محمدُ بنُ عبْدِ الرَّحْمن أَحْمد السّجينيُّ الشافِعِيُّ الضَّريرُ، كانَ علَّامَةً، ولِيًّا مُحَقِّقاً، وابنُ أَخيهِ أَبو محمدٍ عبْدُ الرَّؤُوف بنُ محمدٍ تَوَلَّى مشْيَخَة الأَزْهرِ بعْدَ شيخِنا الوَليّ الشَّمْس الحفنيّ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه، وتُوفي في رابعِ عَشَر شوَّال سَنَة ١١٨٢.

  وسُجَّانٌ، كرُمَّانٍ: جَمْعُ ساجِنٍ، ككاتِبٍ، وكِتابٍ.

  وسَجَّانَةُ، كرُمَّانَةٍ: قرْيَةٌ بطَرَابُلُس المَغْربِ، منها: عبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ السجانيُّ أَخَذَ عن العلَّامَةِ الطَّرطُوشيِّ، ¦ عليهم أَجْمَعِيْن.

  [سحن]: السُّحْنَةُ والسَّحْناءُ، بفتْحِهما ويُحَرَّكَانِ في الصِّحاحِ.

  وكانَ الفرَّاءُ يقولُ: السَّحَناءُ والثَّأَداءُ.

  قالَ أَبو عُبَيْدٍ: ولم أَسْمَعْ أَحداً يقولُهما بالتَّحْرِيكِ غيَرهُ.

  وقالَ ابنُ كيسان: إنْما حُرِّكتا لمكانِ حَرْفِ الحَلْقِ.

  لِينُ البَشَرَةِ.

  وقيلَ: النَّعْمَةُ، بفتْحِ النُّونِ، وهو التَّنعم كما في التَّهْذيبِ والمُحْكَم.

  وقيلَ: الهَيْئَةُ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: اللَّوْنُ والحالُ؛ يقالُ: هؤلاءِ قوْمٌ حَسَنٌ سَحْنَتُهم، أَي حَسَنٌ شَعَرُهم ودِيباجَةُ لَوْنِهم.

  وجاءَ الفَرَسُ مَسْحِناً، كمَجْلِسٍ⁣(⁣٣)؛ وفي بعضِ النُّسحِ مُسْحِناً كمُحْسِنٍ، والصَّوابُ: مُسْحَناً كمُكْرَمٍ: حَسَنَ الحالِ حَسَنُ المَنْظرِ، وهي بهاءٍ.

  وتَسَحَّنَ المالَ وساحَنَهُ: نَظَرَ إلى سَحْنائِهِ.

  وعلى الأَوَّل اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ.

  والمُسَاحَنَةُ: المُلَاقَاةُ.


(١) المطففين، الآية ٨.

(٢) المطففين، الآية ١٩.

(٣) في القاموس: كمُحْسِنٍ.