[سقن]:
  السَّكَنُ، محرَّكةً، والسُّكْنَى، كبُشْرَى، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، كما أنَّ العُتْبَى اسمٌ مِن الإِعْتابِ، والأوَّلُ عن اللّحْيانيّ قالَ: والسَّكَنُ أَيْضاً سُكْنَى الرَّجُل في الدارِ.
  يقالُ: لك فيها سَكَنٌ، أَي سُكْنَى.
  والسُّكْنَى: أنْ يُسْكَنَ الرَّجُل بِلا كِرْوَة، كالعُمْرَى.
  والمَسْكَنُ، كمَقْعَدٍ: هي لُغَةُ الحِجازِ، وتُكْسَرُ كافُه، وهي نادِرَةٌ: المَنْزِلُ والبَيْتُ، جَمْعُه مَساكِنٌ.
  ومَسْكِنٌ، كمَسْجِدٍ: ع بالكُوفَة.
  وقالَ نَصْر: صقْعٌ بالعِراقِ قُتِلَ فيه مصعب ابن الزُّبَيْر.
  وذَكَرَ ياقوتُ أنَّه مِن كُورِ الإسْتَان العالي في غربيه.
  والسَّكْنُ، بالفتْحِ: أَهْلُ الدَّارِ، اسمٌ لجمْعِ ساكِنٍ، كشارِبٍ وشَرْبٍ؛ وقيلَ: جَمْع على قوْلِ الأَخْفَش؛ قالَ سَلامةُ بنُ جَنْدَلَ:
  ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ(١)
  وأَنْشَدَ الجَوْهِرِيُّ لذي الرُّمَّةِ:
  فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين تَحَمَّلوا ... عن الدارِ والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدّلِ(٢)
  قالَ ابنُ بَرِّي: أَي صارَ خَلَفاً وبَدَلاً للظّباءِ والبَقَرِ.
  وفي حدِيثِ يأْجُوج ومأْجُوج: «حتى إنَّ الرُّمَّانَة لتُشْبعُ السِّكْنَ»، أَي أَهْل البَيْتِ.
  وقالَ اللّحْيانيُّ: السَّكْنُ: جِمَاعُ القَبِيلَةِ. يقالُ: تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذَهبُوا.
  والسَّكَنُ، بالتَّحريكِ: النَّارُ، لأنَّه يُسْتَأْنَسُ بها، كما سُمِّيت مُؤْنسة؛ وهو مجازٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للراجزِ:
  أَلْجأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهُ ... إلى سَوادِ إبِلٍ وثَلَّهُ
  وسَكَنٍ تُوقَدُ في مِظَلَّهْ(٣)
  وقالَ آخَرُ يَصِفُ قناةً ثَقَّفَها بالنارِ والدُّهُن:
  أَقامَها بسَكَنٍ وأَدْهان(٤)
  والسَّكَنُ: كلُّ ما يُسْكَنُ إليه ويُطْمأَنُّ به مِن أَهْلٍ وغيرِهِ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {جَعَلَ} لكُمُ {اللَّيْلَ سَكَناً}(٥).
  وفي الحدِيثِ: «اللهُمَّ أنْزِلْ علينا في أرْضِنا سَكَنَها»، أَي غيَاث أَهْلها الذي تَسْكُن أَنْفَسهم إليه.
  وفي الصِّحاح: فلانٌ بنُ السَّكَنِ: رجُلٌ؛ وقد يُسَكَّنُ، قالَ: هكذا كانَ الأَصْمعيُّ يقولُه بجزْمِ الكافِ.
  قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ حبيبٍ: يقالُ سَكَنٌ وسَكْنٌ؛ قالَ جَرير في الإسْكانِ:
  ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني ... وعَمْرو بنُ عَفْرا لا سلامَ على عَمْرِو!
  والسَّكَنُ: الرَّحْمَةُ والبَرَكَةُ، وبه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}(٦) أَي رحْمَةٌ وبَرَكَةٌ.
  وقالَ الزَّجاجُ: أَي يَسْكنُون بها.
  والمِسْكينُ بالكسْرِ وتُفْتَحُ مِيمُه لُغَةٌ لبَني أَسَدٍ، حَكَاها الكِسائيُّ، وهي نادِرَةٌ لأنَّه ليسَ في الكَلامِ مِفْعِيل: من لا شيءَ له يكْفِي عيالَهُ؛ أَوْ لَهُ ما لا يَكْفِيه، أَو الذي أَسْكَنَه الفَقْرُ، أَي قَلَّلَ حَرَكَته، كذا في النُّسخِ، والصَّوابُ: وقَلَّلَ حَرَكَته، ونَصّ أبي إسْحق: أَي قَلَّلَ حَرَكَته.
  قالَ ابنُ سِيْدَه: وهذا بَعِيدٌ لأنَّ مِسْكِيناً في معْنَى فاعِلٍ. وقوْلُه: الذي أَسْكَنَه الفَقْرُ يُخْرجُه إلى معْنَى مَفْعولٍ.
  والمِسْكِينُ: الذَّليلُ والضَّعيفُ.
  وفي الصِّحاحِ: المِسْكِينُ الفَقِيرُ، وقد يكونُ بمعْنَى الذّلَّةِ والضَّعْفِ، ثم قالَ: وكانَ يونسُ يقولُ: المِسْكِينُ
(١) المفضلية ٢٢ البيت ١٥ برواية: «يعطي دواء» واللسان وعجزه في التهذيب.
(٢) اللسان والصحاح.
(٣) الصحاح واللسان والتهذيب بدون نسبة.
(٤) اللسان والتهذيب وفي المقاييس ٣/ ٨٨ برواية: «قد قومت».
(٥) الأنعام، الآية ٩٦ وفيها: «وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً».
(٦) التوبة، الآية ١٠٣.