تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع النون

صفحة 291 - الجزء 18

  وسَواكِنُ: جَزيرَةٌ حَسَنَةٌ قُرْبَ مكَّةَ، وهي بينَ جدَّةَ وبلادِ الحَبَشَةِ، وهي أَوَّلُ عمالَةِ الحَبَشِ.

  والأَسْكانُ: الأَقْواتُ، الواحِدُ سَكَنٌ بالتَّحْريكِ، وقيلَ: هو بضمَّتَيْن؛ ومنه حدِيثُ المَهْديّ: «حتى إنَّ العُنْقودَ ليكونَ سُكْنَ أَهْلِ الدارِ»، أَي قُوتَهم مِن بَرَكَتِه، وهو بمنْزِلَةِ النُّزْلِ، وهو طَعامُ القوْمِ الذين ينزلُونَ عليه؛ قيلَ: وإنَّما قيلَ للقُوتِ سُكْنٌ لأَنَّ المَكانَ به يُسْكَنُ، وهذا كما يُقالُ نُزْلُ العَسْكرِ لأَرْزاقِهم المقدَّرَةِ لهم إذا نزلوا⁣(⁣١) مَنْزِلاً.

  وسَمَّوْا ساكِناً، وقد تقدَّمَ؛ وساكِنَةَ، ومنهم: ساكِنَةُ بنْتُ الجعْدِ المحدِّثَةُ؛ ومَسْكَناً، كمَقْعَدٍ، ومنهم: محمدُ ابنُ⁣(⁣٢) مَسْكَنِ السرَّاجُ البُخارِيُّ رَوَى عنه أَسْباطُ بنُ اليسع، ويقالُ له مِسْكِينٌ أَيْضاً؛ ومُسْكِناً مِثْلُ مُحْسِنٍ، ومنهم: مُسْكِنُ بنُ تمامٍ القشيريُّ الذي شَهِدَ وقْعَةَ الخازرِ مَعَ عُمَيْر بنِ الحبابِ؛ وسَكِينَةَ، وقد تقدَّمَ وهي كجُهَيْنَةَ.

  ومِسْكينٌ الدَّارِميُّ: شاعِرٌ مُجيدٌ، وهو مِسْكينُ بنُ عامِرِ بنِ أنيفِ بنِ شُرَيْح بنِ عَمْرو بنِ عدسِ بنِ زيْدِ بنِ عبْدِ الله بن دَارِمٍ.

  ودِرعُ بنُ يَسْكُنَ، كيَنْصُرُ: تابِعِيٌّ، كذا في النُّسخِ، والصَّوابُ: يافِعِيٌّ أَي مِن بَني يافِعٍ، له خَبَرٌ، كذا في التبْصِيرِ.

  وسَكَنٌ الضِّمْرِيُّ، محرَّكةً، وظاهِرُ سِياقِه يَقْتَضِي الفتْحَ.

  أَو سُكَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: اخْتُلِفَ في صُحْبتِه.

  * قلْتُ: لم يَخْتَلَفْ في صُحْبتِه وإنَّما اخْتُلِفَ في اسمِه، رَوَى عن عَطَاء بنِ يَسَارٍ حدِيثاً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَسْكَنَه مِثْل سَكَّنَه.

  والسُّكَّانُ، كرُمَّانٍ، جَمْعُ ساكِنٍ وأَيْضاً: ذَنَبُ السَّفِينَةِ، عرَبيٌّ صَحِيحٌ.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: هي الخَيْزُرَانَةُ والكَوْثَلُ.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: ما تُسَكَّنُ به السَّفِينَةُ تُمْنَعُ به مِن الحرَكَةِ والاضْطِرابِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: ما به تُعَدَّلُ، وأَنْشَدَ لطرَفَةَ:

  كسُكَّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ⁣(⁣٣)

  وكشَدَّادٍ: قرْيَةٌ بالسغد.

  والسَّكْنُ، بالفتْحِ: البيتُ لأنَّه يُسْكَنُ فيه.

  وبالتَّحْريكِ: المرْأَةُ لأنَّه يُسْكَنُ إليها.

  وأَيْضاً: الساكِنُ؛ قالَ الرَّاجزُ:

  ليَلْجَؤُا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ ... إلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ⁣(⁣٤)

  ومَرْعًى مُسْكِنٌ كمُحْسِنٍ: إذا كانَ كثيراً لا يُحْوجُ إلى الظَّعْن، وكذلِكَ مَرْعًى مُرْبعٌ ومُنْزِلٌ.

  والسُّكْنُ، بالضمِّ: المَسْكَنُ وسُكَّانُ الدَّارِ: هُمُ الجنِّ المُقِيمونَ بها.

  والسَّكِينَةُ: الرَّحْمةُ والنَّصْرُ.

  ويقالُ للوَقُورِ: عليه السَّكِينَةُ والسُّكونُ.

  وتَسَكَّنَ الرَّجُلُ مِن السَّكِينَةِ.

  وتَرَكْتُهم على سَكِنَاتِهم، بكسْرِ الكافِ وفتْحِها، أَي على اسْتِقامَتِهم وحُسْنِ حالِهم، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الفرَّاءِ.

  وقالَ ثَعْلَب: وعلى مَساكِنِهم.

  وفي المُحْكَم: على مَنازِلِهم؛ قالَ: وهذا هو الجَيِّد لأنَّ الأوَّلَ لا يُطابقُ فيه الاسْمُ الخَبَر، إذا المُبْتدأ اسمٌ والخَبَر مَصْدرٌ.


(١) في اللسان: أُنزلوا.

(٢) في التبصير ٤/ ١٢٨١ مسكن بن محمد بن السراج.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٦ وصدره:

وأتلع نهاضٌ إذا صعدتْ به

(٤) اللسان.