تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شتخن]:

صفحة 314 - الجزء 18

  وقالَ الرَّاجزُ:

  إني سأُبْدي لكَ فيما أُبْدِي ... لي شَجَنانِ شَجَنٌ بنَجْدِ

  وشَجَنٌ لي بِبِلادِ الهِنْدِ⁣(⁣١)

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  حتى إذا قَضُّوا لبُاناتِ الشُّجَنْ ... وكُلَّ حاجٍ لفُلاتٍ أَوْ لِهَنْ⁣(⁣٢)

  ج شُجونٌ وأشْجانٌ.

  وذَكَرَ العينيُّ: أنَّ الشَّجَنَ بمعْنَى الحُزْنِ جَمْعُه أَشْجانٌ، وبمعْنَى الحاجَةِ جَمْعُه شُجُونٌ.

  وفي موازَنَةِ الآمديّ: في شُجون جَمْع شَجَن، وما أَقَلّ ما يُجْمَع فعل على فعول، قالوا: أسد وأُسُودٍ.

  وفي الهمع: أنَّه يطرد في فَعَل محرَّكةً غَيْر أَجْوف ولا مُضاعَف، ثم قالَ: وقيلَ لا يطردُ بل هو سماعيٌّ، وبه جَزَمَ ابنُ مالِكٍ، ¦ في شرْحِ الكافِيَةِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  ذَكَرْتُكِ حيثُ اسْتَأْمَنَ الوَحْشُ والتَقَتْ ... رِفاقٌ من الآفاقِ شَتَّى شُجُونُها⁣(⁣٣)

  أَرادَ: حَاجَاتها؛ ويُرْوَى لحُونُها، أَي لُغاتُها؛ وأَنْشَدَنا شيْخُنا:

  أَترى الزَّمان كما عَهدت بوَصْلِكم ... يوْماً يَجُودُ لتَنْقضِي أَشْجَاني⁣(⁣٤)

  وشَجَنَتْه الحاجَةُ تَشْجُنُه شَجْناً: حَبَسَتْه.

  وما شَجَنَكَ عنَّا: أَي ما حَبَسَك.

  ورَوَاه أَبو عُبَيْدٍ: ما شَجَزَكَ. وشَجَنَ الأَمرُ فلاناً: أَحْزَنَه، شَجْناً بالفتْحِ، وشُجُوناً بالضَّمِّ، كأَشْجَنَهُ، فشَجُنَ، كفَرِحَ وكَرُمَ، شَجَناً، بالتَّحْريكِ، وشُجُوناً، بالضمِّ، فهو شاجِنٌ.

  وقالَ اللَّيْثُ: شَجُنْتُ شَجَناً: أي صارَ الشَّجَنُ فيَّ.

  والشَّجْنَةُ، بالكسْرِ: شُعْبَةٌ من عُنْقُودٍ تُدْرِكُ كُلُّها.

  وقد أَشْجَنَ الكَرْمُ: صارَ ذَا شِجْنة.

  والشِّجْنَةُ: الصَّدْعُ في الجَبَلِ؛ عن اللّحْيانيّ.

  وشجْنةُ: ع.

  وشَجْنَةُ بنُ عُطارِدِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْبِ بنِ سعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيمٍ، وفيه يقولُ الشَّاعِرُ:

  كرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنَةَ لم يَدَعْ ... من دَارِمٍ أَحَداً ولا مِن نَهْشَلِ⁣(⁣٥)

  وتَشَجَّنَ الرَّجُلُ: تَذَكَّرَ؛ عن اللَّيْثِ، وأَنْشَدَ:

  هَيَّجْنَ أَشْجاناً لمن تَشَجَّنا⁣(⁣٦)

  وتَشَجَّنَ الشَّجَرُ: الْتَفَّ واشْتَبَكَتْ أَغْصانُه.

  وقوْلُهم: الحديثُ ذُو شُجُونٍ: أَي فُنُونٍ وأغْراضٍ؛ وقيلَ: أَي يدْخُلُ بعضُه في بعضٍ، أَي ذُو شُعَبٍ وامْتِساكٍ بعضُه ببعضٍ.

  وقالَ أو عُبَيْد: يُرادُ أنَّ الحدِيثَ يتفرَّقُ بالإنْسانِ شُعَبُه ووَجْهُه، يُضْرَبُ مَثَلاً للحدِيثِ يُسْتَذْكَرُ به غيرُهُ.

  قالَ: وكانَ المُفَضَّلُ الضَّبِّي يُحَدِّث عن ضَبَّة بنِ أُدٍّ بهذا المَثَلِ، وقد ذَكَرَه غيرُهُ؛ قالَ: كانَ خَرَجَ لضبَّة ولدَان: سَعْدٌ وسَعيدٌ في طَلَبِ إبِل، فرجَعَ سَعْدٌ ولم يَرْجعْ سَعيدٌ، فبَيْنما هو يُسايرُ الحارِثَ بن كَعْبٍ إذ قالَ له: في هذا المَوْضِعِ قَتَلْت فَتًى، ووَصَفَ صِفَةَ ابْنِه، وقالَ هذا سَيْفه، فقالَ ضَبَّة: أَرِني أَنْظُرْ إليه، فلمَّا أَخَذَه


(١) اللسان والصحاح وفيها «ببلاد السند» والثاني والثالث في المقاييس ٣/ ٢٤٩.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والصحاح والأساس.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) اللسان والتهذيب، وفي اللسان شجب:

ذكرن أشجانا لمن تشجبا ... وهجن إعجاباً لمن تعجبا