تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شحن]:

صفحة 315 - الجزء 18

  عَرَفَ أنّه شَيْفُ ابْنِه، فقالَ: الحدِيثُ ذُو شُجُونٍ، ثم ضَرَبَ به الحارِثَ فقَتَلَه، وفيه يقولُ الفَرَزْدقُ:

  فلا تَأْمَنَنَّ الحَرْبَ إنَّ اسْتِعارَها ... كضَبَّةَ إذ قالَ الحديثُ شُجُونُ⁣(⁣١)

  ثم إنَّ ضَبَّة لامَهُ الناسُ في قتْلِ الحارِثِ في الأَشْهرِ الحُرُمِ، فقالَ: سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ.

  والشَّجْنُ، بالفتْح: الطَّريقُ في الوادِي؛ كما في الصِّحاحِ؛ أَو في أَعْلاهُ، كذا في النُّسخِ، والصَّوابُ: أَو أَعْلاهُ؛ ج شُجُونٌ، كالشَّاجِنَةِ، وهي أَعْلى الوادِي، ج شَواجِنُ.

  قالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّواجِنُ والشُّجُونُ أَعْلَى الوادِي، واحِدُها شَجْنٌ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: هكذا حَكَى أَبو عُبَيْدٍ وليسَ بالقِياسِ لأنَّ فَعْلاً لا يكسَّرُ على فَواعِل، لا سيَّما وقد وَجَدنا الشاجِنَة، فأنْ يكونَ الشَّواجِنُ جَمْعَ شاجِنَةٍ أَوْلى؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:

  كظَهرِ اللأَى لو تُبْتَغَى رِيَّةٌ به ... نَهاراً لعَيَّتْ في بُطُونِ الشَّواجِنِ⁣(⁣٢)

  وكذلِكَ رَوَى الأَزْهريُّ عن أَبي عَمْرٍو: الشَّواجِنُ أَعالي الوادِي، واحِدَتُها شاجِنَةٌ.

  وقالَ شَمِرٌ: جَمْعُ شَجْنٍ أَشْجانٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للطِّرمَّاح في شاجِنَة للواحِدَةِ:

  أَمِنْ دِمَنٍ بشاجِنَةِ الحَجُونِ ... عَفَتْ منها المَنازِلُ مُنْذُ حِينِ

  وفي الصِّحاحِ: والشَّواجِنُ: أَوْديَةُ كَثيرَةُ الشَّجَرِ؛ قالَ مالِكُ بنُ خالِدٍ الخُنَاعيُّ:

  لما رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْ ... طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ⁣(⁣٣)

  أَي لمَّا هَرَبُوا تعلَّقتْ ثيابُهم بالطَّلْح فتَرَكُوها.

  وفي التهْذِيبِ: هي وادٍ كبيرٍ بدِيارِ ضَبَّةَ، في بَطْنِه أَطْواءٌ كَثيرَةٌ، منها لَصافٍ واللِّهابَةُ وثَبْرَةُ، مِياهُها عَذْبةٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الشَّجَنُ، محرَّكةً: هَوَى النفْسِ.

  والتّشَجُّنُ: التَّحَرُّكُ.

  وشَجَنتِ الحمامَةُ شُجُوناً: ناحَتْ وتَحَزَّنَتْ.

  والشَّجِينُ، كأَميرٍ: الحاجَةُ، والجَمْعُ أَشْجانٌ.

  ويقُولُون: شاجَنَتْني شُجُونٌ كقَوْلِهم عابَلَتْني⁣(⁣٤) عُبُولٌ.

  والشِّجْنُ والشُّجْنُ، بالكسْرِ والضِّمِّ: جَمْعانِ للشِّجْنَةِ والشُّجْنَة للغُصْن، وكذلِكَ شِجْنات وشُجْنات؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وبَيْني وبَيْنه شُجْنَةُ رَحِمٍ، بالكسْر والضَّمِّ، أَي قَرَابَةٌ مُشْتبكَةٌ.

  والشاجِنَةُ: ضَرْبٌ مِن الأوْدِيَةِ يُنْبتُ نَباتاً حَسَنا.

  وشاجِنٌ: وادٍ⁣(⁣٥) حِجازِيَّة؛ وقيلَ: ما⁣(⁣٦) بَيْنَ البَصْرةِ واليَمامَةِ؛ قالَهُ نَصْرُ.

  وشُجَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: قَرْيَةٌ باليَمَنِ.

  وذُو الشُّجُونِ: وادٍ في قوْلِ الهُذليّ.

  [شحن]: شَحَنَ السَّفينةَ، كمَنَعَ، يَشْحَنُها شَحْناً: مَلأَها.

  وأَتَمَّ جِهازَها كُلّه؛ ومنه قوْلُه تعالى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}⁣(⁣٧)، أَي المَمْلُوء.


(١) ديوانه ط بيروت ٢/ ٣٣٣ برواية:

ولا تأمنن الحرب، إن اشتغارها

واللسان والتهذيب.

(٢) ديوانه ص ١٦٥ واللسان والمقاييس ٣/ ٢٤٩.

(٣) ديوان الهذليين ٣/ ١٢ واللسان والصحاح.

(٤) في اللسان: شاجنتي شجون كقولهم عابلتي عبول.

(٥) في ياقوت: وادٍ بالحجاز.

(٦) في ياقوت: ماء.

(٧) سورة [يس، من الاية: ٤١].