تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شكدن]:

صفحة 325 - الجزء 18

  وشيءٌ شَقْنٌ، بالفتْحِ، وشَقِنٌ، ككَتِفٍ وأَميرٍ: أي قَليلٌ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ في ترْكيبِ زله:

  وقد زَلِهَتْ نَفْسِي من الجَهْدِ والذي ... أُطالِبُه شَقْنٌ ولكنه نَذْلُ⁣(⁣١)

  قالَ: الشَّقْنُ: القَليلُ الوَتْح مِن كلِّ شيءٍ.

  وقالَ الكِسائيّ: قليل شَقْنٌ ووَتْحٌ بَيِّنُ الشُّقُونَةِ والوُتُوحَةِ.

  وقيلَ: قليل شَقْنٌ: إتْباعٌ له مِثْل وَتْحٍ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: لا وَجْه للإتْباعِ في شَقْن لأنَّ له معْنًى مَعْروفاً في حالِ انْفِرادِه؛ قالَ الرَّاجز:

  قد دلِهَتْ نفْسِي مِن الشَّقْنِ

  وأَبو الفَضْل العبَّاسُ بنُ أَحمدَ بنِ محمدٍ عن أَبي القاسِمِ القشيريّ وأَبي عُثْمان الصَّابونيّ، ووالِدُه أَبو العبَّاسِ أَحمدُ مِن أَفْرَاد الأئِمَّةِ، رَوَى عن أَبي الفتيان الرُّؤَاسِيّ؛ وأَسْلَمُ بنُ الفضْلِ الشَّقَّانِيَّانِ، مُشَدَّداً، محدِّثانِ.

  ويقالُ فيه: الشقان، بالكسْرِ أَيْضاً: قيلَ: لأَنَّهما جَبَلانِ بكلِّ واحِدٍ منهما شقٌّ يَخْرجُ منه الماءُ، والمَشْهورُ الفتْح.

  * قلْتُ: فحينَئِذٍ محلُّ ذِكْرِه في القافِ.

  [شكدن]: مُشْكَدانَةُ، بالضَّمِّ فالسكونِ ففتحِ الكافِ ودالٍ مُهْملَة.

  أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.

  وهي كلمةٌ فارِسِيَّة مَعْناها حَبَّة المِسْك؛ ولَقَبُ عبدِ الله بنِ عامِرٍ المحدِّثِ؛ لطِيبِ رِيحِه. ظاهِرُ سِياقِه أَنَّه مِن شكدن والمِيم زائِدَة، وكيفَ يكونُ ذلِكَ واللَّفْظَة أَعْجميَّة؛ ومَرَّ له في الكافِ أَيْضاً ويأْتي له في الميمِ والنُّون أَيْضاً، فاعتبرَ المِيم أَصْلاً فيهما، فكلُّ ذلِكَ مِن التَّصَرّفاتِ الفاسِدَةِ، والصَّوابُ أَصالَةُ حُرُوفِه وذِكْره في الميمِ مع النُّونِ دُونَ تصرُّفٍ فيه فتأَمَّل ذلِكَ وقَوْل شيْخِنا مَوْضُوع لموضع غَلَطٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه.

  [شكن]: انْشَكَنَ: تَعامَسَ وتَجاهَلَ.

  قالَ الأصْمعيُّ: ولا أَحْسَبُه عَربيّاً.

  وشِكانٌ، ككِتابٍ: قَرْيَةٌ ببُخارَى في ظنِّ السّمعانيّ، منها: أَبو إسْحق إبراهيمُ بنُ سالِمِ⁣(⁣٢) بنِ محمدِ بنِ أَحمدَ، تَفَقَّه على أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ الفضْلِ الإمام، وحدَّثَ عن أَبي عبدِ الله الرَّازِي، وعنه السيِّدُ أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ عليِّ الجَعْفَريُّ، تُوفي سَنَة⁣(⁣٣) ٣٣٣.

  وإشْكُونِيةُ، بالكسْرِ وضمِّ الكافِ وكسْرِ النُّونِ والياء مَفْتوحَة: بلَدٌ مِن نواحِي الرُّوم بالثَّغْر غَزَاهُ سَيْفُ الدَّوْلة ابنُ حمْدان، عن ياقوت، ¦.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [شكستن]: شِكِسْتَان: بكسْرَتَيْن فسكونٍ: قَرْيةٌ بالسّغْدِ، منها: أَبو إسْحق إبراهيمُ بنُ إسْحق الحافِظُ، عن أَبي نعيمٍ الفضْلِ بنِ دُكَيْن، وعنه مَسْعودُ بنُ كامِلِ بنِ العبَّاسِ، رحِمَهم اللهُ تعالى.

  [شلبن]: شَلَوْبِينُ أَو شَلَوْبِينَةُ⁣(⁣٤): أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.

  وظاهِرُ سِياقِه أنَّه بفتْحِ اللامِ وكسْرِ الباءِ الموحَّدَةِ العربية، وهكذا ضَبَطَه غيرُ واحِدٍ، ومنهم مَنْ ضَبَطَه بضمِّ اللَّامِ أَيْضاً أَشارَ له الدّمامِيني، وقالوا: بعْدَ الواوِ حَرْف يُنْطَقُ به بينَ الباءِ والفاءِ، وهو عجميٌّ، قالَهُ الدّمامِيني، ويعْنِي به الباء العجْمِيَّة.

  * قلْتُ: وسَمِعْتُ غيرَ واحِدٍ مِن الشُّيوخِ يقولُ: إنَّ شِينَه مَشُوبَة بالجيمِ الفارِسِيَّة.

  د بالمَغْربِ⁣(⁣٥) منه أَبو عليٍّ عُمَرُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ⁣(⁣٦)


(١) التهذيب «زله» ٦/ ١٥٤، واللسان.

(٢) في اللباب: «سلم» ومثله في التبصير ٢/ ٧٣٧.

(٣) في التبصير واللباب سنة ٤٢٣، وقيدها ابن الأثير بالحروف.

(٤) في ياقوت: شَلوبِينِيَةُ.

(٥) في ياقوت: حصن بالأندلس من أعمال كورة البيرة على شاطئ البحر.

(٦) في ياقوت: محمد.