تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شمن]:

صفحة 326 - الجزء 18

  الله الأَزْديُّ الأَنْدَلُسِيُّ الإشْبِيليُّ الشَّلَوْبِينيُّ، هكذا أَوْرَدَه ابنُ خلِّكانٍ وياقوتُ بياءِ النِّسْبَةِ، النَّحْويُّ.

  وقالَ شيْخُنا، ¦: هذا غَلَطٌ لا يُعْرَفُ في بِلادِ المَغْربِ ولا إقْليمُ الأَنْدَلُسِ مُسَمّى بهذا الاسمِ، وإنَّما معْنَى الشَّلَوْبِين والشَّلَبين بلُغَةِ أَهْلِ الأَنْدَلُس الأَبْيَض الأَشْقَر، وكانَ أَبو عليٍّ كذلِكَ فقيلَ له ذلِكَ، والمَشْهورُ أنَّه بغيرِ ياءِ النِّسْبةِ.

  * قلْتُ: وهكذا ذَكَرَه ابنُ خلِّكان أَيْضاً مِن أنَّه في لُغَةِ الأَنْدَلُس بمعْنَى الأَبْيَض الأَشْقَر وَنَقَلَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ في حاشِيَةِ الكعبيةِ عن المُغْربِ في تارِيخِ المَغْرِبِ أنَّه مَنْسوبٌ لحِصْن أَبْيَض ببِلادِهم، وهو في غَرْبِ الأَنْدَلُسِ، فلا وَجْه لإنْكارِ شيْخِنا، ومن حفظ حجَّة على من لم يَحْفظ، وُلِدَ بإشْبِيلِيَة سَنَة ٥٦٢، وتُوفي بها في صَفَر سَنَة ٦٧٥، وكان إماماً في النَّحْوِ، شَرَحَ المقدّمَةَ، الجَزولِيَّة وكِتابَ التَّوْطِئَة في النَّحْو وشَرَحَ كتابَ سِيْبَوَيْه.

  [شمن]: شَمَنَ، محرَّكةً: أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.

  وهي: ة باسْتراباذَ، منها: أَبو عليِّ حُسَيْنُ بنُ عليٍّ، صَوابُه حُسَيْنُ بنُ جَعْفرِ بنِ هِشَامٍ الطحَّان الشَّمَنِيُّ الاسْتِراباذيُّ، مُضْطربُ الحدِيثِ.

  قالَ الحافِظُ: هكذا ضَبَطَه ابنُ السَّمعانيّ بفتحِ الميمِ⁣(⁣١).

  وذَكَرَ ابنُ نُقْطَة أَنَّه رَآهُ بخطِّ عبْدِ الرَّزاقِ الجِيليّ وخَطِّ عبْدِ اللهِ بنِ السَّمَرْقَنْديّ، وهو في غايَةِ الضَّبْطِ بكسْرِها.

  وشَمَّوْنَتْ: أَهْمَلَهُ مِن الضَّبْط، وهو بفتْحِ الشِّيْن وتَشْديدِ الميمِ المَفْتوحَةِ وسكونِ الواوِ وفتْحِ النُّونِ وسكونِ التاءِ الفَوْقيَّة: د بالأَنْدَلُسِ؛ ولا أَدْرِي ما وَجْه ذِكْره هنا، وكان الأُحْرَى به حَرْف التَّاء في فصْل الشِّيْن إلَّا أَن يكونَ شَمَّوْنه بالهاءِ المَرْبُوطَة، ورَأَيْته في التّكْمِلَة بفتْحِ الشِّيْن وضمِّ الميمِ المُشَدَّدَةِ وفتْحِ النُّونِ والتَّاءِ مُطَوَّلة. وأُشْمُونَيْنِ، بالضَّمِّ بلَفْظِ التَّثْنِيَة، هكذا هو المَعْروفُ: د بالصَّعيدِ الأوْسَطِ أَزليٌّ عامِرٌ مأهل إلى هذه الغايَةِ.

  وقالَ ياقوتُ: هي قَصَبَة كُورَةٍ مِن كُوَرِ الصَّعيدِ غَرْبي النِّيْل، ذات بَساتِيْنٍ ونَخْلٍ كَثِير، سُمِّيَت باسمِ عامِرِها أُشْمُون بن مصْر بنِ بَيْصَر بنِ حامٍ، يُنْسَبُ إليها جماعَةٌ، منهم: أَبو إسْمعيل ضمامُ بنُ إسْمعيلَ بنِ مالِكٍ المفاخريّ⁣(⁣٢) الأُشْمُونيُّ تُوفي بالإسْكَنْدرِيَّة سَنَة ١٨٥.

  وهَجَنَّعُ بنُ قَيْسٍ الحارِثيُّ كانَ يَسْكُنها، وهو مِن ناقِلَةِ الكُوفَةِ، قالَهُ ابنُ يونُسَ، رَوَى عن حوشرَةَ⁣(⁣٣) بنِ مَيْسرَةَ وعن حذيفَةَ بنِ اليَمانِ، وعنه عبدُ العَزيزِ بنُ صالِحٍ وخلادُ بنُ سُلَيْمن، وذَكَرَه السَّمعانيُّ كما ذَكَرَه ابنُ يونُسَ سِواء إلَّا أَنَّه وهمٌ في مَوْضِعَيْن: أَحَدُهما أنَّه قالَ ابنُ قَيْسِ بنِ الحرِاثِ وإنّما هو الحارِثيُّ، وقالَ: هو مِن أَهْلِ أشموس، قالَ: آخِرُه سِيْن مُهْمَلَة هذا لَفْظُه، قَرْيَةٌ مِن صَعِيدِ مِصْر، وإنَّما هو الأُشْمُونَيْن؛ قالَهُ ياقوت.

  وأُشْمُونُ جُرَيْسِ، بالضَّمِّ: ة بمِصْرَ مِن المنوفية، تَحْتَ شَطَنوفَ، وقد وَرَدْتُها، وهي قَرْيَةٌ حَسَنَة على مقْربَةٍ مِن النِّيْلِ، وذَكَرَها ياقوتُ بالميمِ في آخِرِه، وتقدَّمَتْ له الإشارَة في موْضِعِه، والذي ذَكَرَه المصنِّفُ هو المَعْروفُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَشْمِيونُ، بالفتْحِ⁣(⁣٤) والميمِ مكْسُورَة؛ قرْيَةٌ ببُخارَى أَو محلَّةٌ بها، منها: أَبو عبدِ الله حاتمُ بنُ قديدٍ مِن شيوخِ البُخارِي.

  وسوقُ الأُشْمُونين: قَرْيَةٌ بالمَنُوفيَّة أَيْضاً، وقد وَرَدْتُها.

  وبضمِّ الشِّيْن والميمِ مع تَشْديدِ النُّون المكْسُورَةِ: مَزْرعَةٌ ظاهِرُ قَسْنَطَينَة أَو اسمُ قَبيلَةٍ مِن العَرَبِ ينْزِلُونَ هناك، منها: الفَقِيهُ شَرَفُ الدِّيْن محمدُ بنُ خَلَف الشّمَنِيُّ القَسْنَطِينيُّ أَحَدُ المُتَصَدِّرِين بجامِعِ عَمْرو لإقْرَاء مَذْهِب


(١) قيدها ياقوت نصاً بكسر الشين وفتح الميم.

(٢) في ياقوت «أشمون»: المعافري.

(٣) في ياقوت: حوثرة، بالثاء المثلثة، ابن مُسْهِر.

(٤) ضبطها ياقوت بالقلم بالضم.