تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضفن]:

صفحة 347 - الجزء 18

  قالَ الخَليلُ: ويقالُ للنَّحُوصِ إذا وَحِمَتْ واسْتَصْعَبَتْ على الجَأْبِ إنَّها ذاتُ ضِغْنٍ.

  والاضْطِغانُ: الاشْتِمالُ، وهو أَن يُدْخلَ الثَّوْبَ مِن تحْت يدِهِ اليُمُنى وطَرَفَه الآخَر مِن تَحْت يِدِه اليُسْرى، ثم يضمّهما بيدِهِ اليُسْرى، وقيلَ: الاضْطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ. وخَطَّأَهُ الأَزْهرِيُّ.

  والمُضاغِنُ: المُشاحِنُ لأَخِيهِ كالمُضْطَغن.

  وضِغْنٌ بالكسْرِ: ماءٌ لفزارَةَ بينَ خَيْبَر وفيد؛ عن نَصْر.

  [ضفن]: ضَفَنَ إليهم يَضْفِنُ: أَتاهُمْ يَجْلِسُ إليهم؛ ومنه الضَّيْفَنُ الذي يَجِيءُ مع الضَّيْفِ؛ كذا حَكَاه أَبو عُبَيْدٍ في الأَجْناسِ مع ضفنَ.

  وقالَ النحويون: نونُ ضَيْفَن زائِدَةٌ.

  وضَفَنَ بغائِطِه ضَفْناً: رَمَى به.

  وضَفَنَ بحاجَتِه: قَضَى.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: ضَفَنَ الرَّجلُ المرْأَةَ ضَفْناً: نَكَحَها.

  وضَفَنَ البَعيرُ برِجْلِه خَبَطَ بها.

  وضَفَنَ الشَّيءَ على ناقَتِه: حَمَلَ⁣(⁣١) إيَّاهُ عليها.

  وضَفَنَ فلاناً: ضَرَبَه بِرِجْلِهِ على عَجُزِهِ؛ وقيلَ: ضَرَبَ اسْتَه بظَهْرِ قَدَمِه، فهو مَضْفُونٌ وضَفِينٌ.

  وضَفَنَ به الأَرضَ: إذا ضَرَبَها به؛ قالَ الراجزُ:

  قَفَنْتُه بالصوتِ أَيَّ قَفْنِ ... وبالعَصا مِن طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ⁣(⁣٢)

  وضَفَنَ ضَرْعَ النَّاقَةِ: إذا ضَمَّهُ للحَلبِ، عن أَبي زيْدٍ.

  واضْطَفَنَ: ضَرَبَ بقَدَمِهِ مُؤَخَّرَ نَفْسِهِ.

  والضِّفَنُّ، كهِجَفٍّ وطِمِرٍّ: القَصيرُ.

  وأَيْضاً: الأَحْمَقُ في عِظَمِ خَلْقٍ؛ عن الفرَّاءِ؛ وكذلِكَ ضَفَنْدَدُ، وكَسْر الفاءِ عنْد ابنِ الأعْرابيِّ أَحْسَن. وتَضافَنُوا عليه: تَعاوَنُوا.

  والضَّيْفَنُ: مَرَّ في الفاءِ على أنَّ النُّونَ زائِدَةٌ؛ وقد ذُكِرَ هنا ما يُشْتَقُّ منه، وهو ضفن إليهم.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الضِّفْنِينُ، بالكسْرِ: تابعُ الرُّكبانِ، عن كُراعٍ وحْدِه.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: ولا أَحُقُّه.

  وضَفَنُوا عليه: مالُوا عليه.

  وامْرأَةٌ ضِفَنّة، كهِجَفَّةٍ: حَمْقاءُ رِخْوَة ضَخْمَة؛ قالَ:

  وضِفَنَّةٌ مثلُ الأتانِ ضِبِرَّةٌ ... ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ ما تَشْبَعُ⁣(⁣٣)

  والضِّفَنَّانُ، بكسْرٍ ففتحٍ فتَشْديدٍ: الأحْمَقُ الكَثيرُ اللحْمِ الثَّقِيلُ، والجَمْعُ ضِفْنانٌ، كقِرْدَانٍ نادِرٌ.

  [ضمن]: ضَمِنَ الشَّيءَ وضَمِنَ به، كعَلِمَ ضَماناً وضَمْناً، فهو ضامِنٌ وضَمِينٌ: كَفَلَهُ.

  قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: فلانٌ ضامِنٌ وضَمِينٌ، كسامِنٍ وسَمِينٍ، وناصِرٍ ونَصِيرٍ، وكافِلٍ وكَفِيلٍ. يقالُ: ضَمِنْتُ الشيءَ ضَماناً فأنا ضامِنٌ ومَضْمُونٌ.

  وفي الحدِيثِ: «مَنْ ماتَ في سبيلِ اللهِ فهو ضامِنٌ على الله أَنْ يدخِلَه الجنَّةَ»، أَي ذُو ضَمانٍ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: وهذا مَذْهبُ الخَليلِ وسِيْبَوَيْه.

  وفي حدِيثٍ آخَر: «الإمامُ ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ»، أَرادَ بالضَّمَانِ هنا الحِفْظَ والرِّعايَة، لا ضَمَان الغَرامَة لأنَّه يَحْفَظ على القوْمِ صَلاتَهم، وقيلَ: إنَّ صَلَاة المقتدى في عهْدَتِه وصحَّتها مَقْرُونَة بصحَّةِ صَلاتِه، فهو كالمُتَكفِّل لهم صحَّة صَلاتِهم.

  وضَمَّنْتُهُ الشَّيءَ تَضْمِيناً فَتَضَمَّنَهُ عَنِّي: أَي غَرَّمْتُهُ فالتَزَمَهُ.

  وضَمَّنَ الشَّيءَ الشَّيءَ: إذا أَوْدَعَه إيَّاه كما تُودِعُ الوِعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وقد تضَمَّنَه هو؛ قالَ ابنُ الرِّقَاعِ


(١) في القاموس: حَمَلَهُ عليها.

(٢) اللسان وفيه «قفنته بالسوط».

(٣) اللسان.