تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضطن]:

صفحة 346 - الجزء 18

  هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: إبْطُ الجَبَلِ.

  ففي النوادِرِ: هذا ضِغْنُ الجَبَلِ وإبْطُه بمعْنًى.

  والضِّغْنُ: المَيْلُ. يقالُ: ضَغِنُوا عليه: أَي مالُوا.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: ضَغِنْتُ إلى فلانٍ: أَي مِلْتُ إليه كما يَضْغَنُ البَعيرُ إلى وَطَنِه.

  وإذا قيلَ في النَّاقَةِ هي ذاتُ ضِغْنٍ فإنَّما يُرادُ نِزاعها، أَي الشَّوْقُ، إلى وَطَنِها، ورُبَّما اسْتُعِير ذلِكَ في الإنْسانِ؛ قالَ:

  تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً ... تُسائِلُ عن ضِغْنِ النِّساءِ النَّواكِحِ⁣(⁣١)

  والضِّغْنُ: الحِقْدُ الشَّديدُ والعَداوَةُ والبَغْضاءُ، والجَمْعُ الأَضْغانُ، كالضَّغِينَةِ، والجَمْعُ الضَّغائِنُ؛ وأَمَّا قوْلُ الرَّاجزِ:

  بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا

  فقد يكونُ جَمْع ضَغِينَة، كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ، أَو حذفَ الهَاء لضَرْورَةِ الرَّوِيّ، أَو هُما لُغَتانِ كحُقٍّ وحُقَّةٍ، وبَياضٍ وبَياضَةٍ.

  وقد ضَغِنَ إليه وعليه، كفَرِحَ، ضِغْناً وضَغَناً: مالَ واشْتَاقَ وحَقَدَ.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: ضَغِنَ الرَّجُل يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إذا وَغِرَ صَدْرُه وذَوِيَ⁣(⁣٢).

  وامْرَأَةٌ ذاتُ ضِغْنٍ على زوْجِها إذا أَبْغَضَتْه.

  وتَضاغَنُوا واضْطَغَنُوا: أَي انْطَوَوْا على الأحْقادِ.

  ويقالُ: أضْغَنَ فلانٌ على فلانٍ ضَغِينَةً: اضْطَمَرَها.

  واضْطَغَنَه: أَخَذَه تَحْتَ حِصْنِهِ؛ وأَنْشَدَ الأَحْمر للعامِرِيَّة:

  لقد رَأَيْت رجلاً دُهْرِيَّا ... يَمْشِي وراءَ القوْمِ سَيْتَهِيَّا

  كأَنَّه مُضْطَغِنٌ صَبِيَّا⁣(⁣٣)

  أَي حامِلُه في حجْرِه.

  وفَرَسٌ ضاغِنٌ: ما يُعْطِي جَرْيَهُ إلَّا بالضَّرْبِ.

  ومِن المجازِ: قَناةٌ ضَغِينةٌ، كفَرِحَةٍ: أَي عَوْجاءُ؛ وقد ضغنتْ ضَغَناً، قالَ:

  إنَّ قَناتِي من صَلِيباتِ القَنا ... ما زادَها التَّثْقِيفُ إلَّا ضَغَنا⁣(⁣٤)

  والضَّغِينيُّ: الأَسَدُ كأَنَّه يُنْسَبُ إلى الضَّغِينَةِ، وهو الحِقْدُ لكَوْنِه حَقُوداً.

  وضَغِنَ إلى الدُّنيا، كفَرِحَ، رَكَنَ ومالَ إليها؛ قالَ:

  إنَّ الذين إلى لذَّاتِها ضَغِنُوا ... وكان فيها لهم عيشٌ ومُرْتَفَقُ⁣(⁣٥)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ: سَلَلْتُ ضِغْنَ فلانٍ وضَغِينَتَه وضغنْتَه: إذا طَلَبْت مَرْضاتَه.

  وضِغْنُ الدَّابَّةِ، بالكسْرِ: عَسَرُه والْتواؤُه؛ قالَ:

  كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشِي في الرِّفاقِ

  وقالَ الشمَّاخُ:

  أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها ... كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ⁣(⁣٦)

  وفَرَسٌ ضَغِنٌ، ككَتِفٍ: مِثْل ضَاغِن.

  وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ ضَغُونٌ، الذَّكَرُ والأُنْثى فيه سِواءٌ، وهو الذي يَجْرِي كأَنَّما يرجعُ القَهْقَرَى.


(١) اللسان.

(٢) في التهذيب واللسان: ودوي.

(٣) اللسان والأخير في التهذيب والصحاح والمقاييس ٣/ ٣٦٤.

(٤) اللسان والتهذيب والأساس.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) اللسان وعجزه في الصحاح منسوباً فيهما للشماخ.