تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع النون

صفحة 453 - الجزء 18

  ومِن المجازِ: المَقْرونُ من أَسْبابِ الشِّعْر.

  وفي المُحْكَم: ما اقْتَرَنَتْ فيه ثَلاثُ حركاتٍ بَعْدَها ساكِنٌ كمُتَفَا مِنْ مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتن من مُفاعَلَتُنْ، فمُتَفا قَدْ قَرَنَتْ السَّبَبَيْن بالحركةِ، وقد يجوزُ إسْقاطها في الشِّعْرِ حتى يَصيرَ السَّبَبان مَفْرُوقَيْن نحْوَ عِيْلُنْ مِن مَفَاعِيْلُنْ؛ وأَمَّا المَفْرُوقُ فقد ذُكِرَ في موْضِعِه.

  والقُرْناءُ من السُّوَرِ: ما يُقْرَأُ بِهِنَّ في كلِّ ركعةٍ، جَمْعُ قَرِينَةٍ.

  والقَرانِيا: شَجَرٌ جَبَلِيٌّ ثَمَرُه كالزَّيْتُون قابِضٌ مُجَفِّفٌ مُدْمِلٌ للجِراحاتِ الكِبارِ مُضادَّةٌ للجِراحاتِ الصِّغارِ.

  والمِقْرَنُ: الخَشَبَةُ التي تُشَدُّ على رأْسِ الثَّوْرَيْنِ، وضَبَطَه بعضٌ كمِنْبَرٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه.

  كَبْشٌ أَقْرَنُ: كبيرُ القَرْنِ؛ وكذلِكَ التَّيْسُ؛ وقد قَرِنَ كُلِّ ذي قرن كفَرِحَ.

  ورُمْحٌ مَقْرُون: سِنانُه من قَرْن؛ وذلكَ أَنَّهم رُبَّما جَعَلُوا أَسِنَّةَ رِماحِهم من قُرُونِ الظِّباءِ والبَقَرِ الوَحْشِيِّ؛ قالَ الشاعِرُ:

  ورامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِيَهُ ... من فوقِ رُمْحٍ فظَلَّ مَقْرُونا⁣(⁣١)

  والقَرْنُ: البَكَرَةُ؛ والجَمْعُ أَقْرُنٌ وقُرُونٌ.

  وشابَ قَرْناها: عَلَمُ رجُلٍ، كتَأَبَّطَ شَرّاً، وذرّى⁣(⁣٢) حبّاً.

  وأَصابَ قَرْنَ الكَلإِ: إذا أَصابَ مالاً⁣(⁣٣) وافِراً.

  ويقالُ: تَجدني في قَرْنِ الكَلإِ: أَي في الغايَةِ ممَّا تَطْلُبُ منِّي.

  ويقالُ للرُّومِ ذواتُ القُرُونِ لتَوارثِهم المُلْكَ قَرْناً بعْدَ قَرْنٍ، وقيلَ: لتوافرِ شُعُورِهم وأَنَّهم لا يَجُزُّونَها؛ قالَ المُرَقِّشُ: لاتَ هَنَّا وليْتَني طَرَفَ الزُّجِّ وأَهْلِي بالشامِ ذاتُ القُرونِ⁣(⁣٤) وقالَ أبو الهَيْثمِ: القُرُونُ: حَبائِلُ الصيَّادِ يُجْعَلُ فيها قُرُونٌ يُصْطادُ بها الصِّعَاءُ والحمامُ؛ وبه فسِّرَ قَوْلُ الأَخْطَلِ يَصِفُ نِساءً:

  وإذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ ... فكأَنَّما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ⁣(⁣٥)

  والقُرَانَى، كحُبارَى: وَتَرٌ فُتِلَ مِن جلْدِ البَعيرِ؛ ومنه قوْلُ ذي الرُّمَّة:

  وشِعْبٍ أَبَى أَنْ يَسْلُكَ الغُفْرُ بينه ... سَلَكْتُ قُرانَى من قَياسِرةٍ سُمْرا⁣(⁣٦)

  وأَرادَ بالشِّعْبِ فُوقَ السَّهْمِ.

  وإبِلٌ قُرانَى: أَي ذاتُ قَرائِنٍ.

  والقَرِينُ: العَيْنُ الكَحِيلُ.

  والقَرْناءُ: العَفْلاءُ.

  وقالَ الأصْمعيُّ: القَرَنُ في المرْأَةِ كالأُدْرةِ في الرَّجُل، وهو عَيْبٌ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: القَرْناءُ مِن النِّساءِ: التي في فَرْجِها مانِعٌ يَمْنَعُ من سُلوكِ الذَّكَرِ فيه، إمَّا غُدَّةٌ غَلِيظَةٌ، أَو لحمةٌ مُرْتَتِقة، أَو عَظْمٌ.

  وقالَ اللَّيْثُ: القَرْنُ: حَدُّ رابيةٍ مُشْرِفَةٍ على وَهْدَةٍ صَغيرَةٍ.

  وقَرَّنَ⁣(⁣٧) إلى الشيءِ تَقْرِيناً: شَدَّه إليه؛ ومنه قوْلُه تعالى: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ}⁣(⁣٨) شُدِّدَ للكَثْرَةِ.


(١) اللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وذرّى حبّاً، هو لقب كما في المجد في مادة حبب».

(٣) بالأصل «ما» والمثبت عن اللسان.

(٤) من المفضلية ٤٨ للمرقش الأكبر البيت ٧، واللسان والأساس والمقاييس ٥/ ٧٧ والتهذيب.

(٥) ديوانه ص ٧٣ والقافية مرفوعة، وبالأصل «نذودا» واللسان والتكملة والتهذيب.

(٦) ديوانه ص ١٨١ واللسان والتهذيب والأساس.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وقرن الخ عبارة اللسان: وقرن الشيء بالشيء وقرنه إليه يقرنه قرناً شده إليه».

(٨) ص، الآية ٣٨.