تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع النون

صفحة 466 - الجزء 18

  قالَ الخَطِيبُ: سَمِعَ ببَغْدادَ أَبا أَحمدَ الفَرَضِيَّ وأَبا⁣(⁣١) الصَّلْت المجبر، وبدِمَشْقَ: عَبْد الرَّحمن بن أَبي نَصْر، وبمِصْرَ: ابن النحَّاس، ورَافَقَني إلى خُراسانَ.

  والقَانُونُ: مِقْياسُ كلِّ شيءٍ وطَرِيقُه، ج قَوانِينُ؛ قيلَ: رُومِيَّةٌ؛ وقيلَ: فارِسِيَّةٌ.

  وفي المُحْكَم: أُرَاها دَخِيلةً.

  وفي الاصْطِلاحِ: أَمْرٌ كُلِّيٌّ يَنْطَبقُ على جَمِيعِ جُزْئِيَّاتِهِ التي تَتَعرَّف أَحْكامَها منه كقَوْلِ النُّحاة الفاعِلُ مَرْفوعٌ والمَفْعُولُ مَنْصوبٌ.

  وقانونُ: ع بينَ دِمَشْقَ وبَعْلَبَكَّ، عن نَصْر.

  والقُناقِنُ، بالضَّمِّ: البَصيرُ بالماءِ في حَفْرِ القُنِيِّ.

  وقيلَ: هو البَصيرُ بالماءِ تَحْت الأرْضِ، ج قَناقِنُ، بالفتْحِ.

  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: القُناقِنُ البَصيرُ بحَفْرِ المِياهِ واسْتخراجِها؛ قالَ الطرمَّاحُ:

  يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغ من خَشْيةِ الرَّدَى ... ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ اسْتِماعَ القَناقِنِ⁣(⁣٢)

  القُناقِنُ: المُهَنْدسُ الذي يَعْرفُ مَوْضِعَ الماءِ تَحْتَ الأرْضِ؛ وأَصْلُه بالفارِسِيَّةِ وهو مُعَرَّبٌ مُشْتَقٌّ مِن الحَفْرِ من قَوْلِهم بالفارِسِيَّةِ كِنْ كِنْ، أَي احْفِرْ احْفِرْ.

  سُئِلَ ابنُ عبَّاس، ®: لمَ تَفَقَّدَ سُلَيْمنُ الهُدْهُدَ من بَيْنِ الطَّيْرِ؟ قالَ: لأنَّه كانَ قُناقِناً يَعْرفُ مَواضِعَ الماءِ تَحْتَ الأرْضِ.

  وقيلَ: القُناقِنُ: هو الذي يَسْمَعُ فيَعْرفُ مقدارَ الماءِ في البِئْرِ قَرِيباً أَو بَعِيداً.

  والقِنْقِنُ، بالكسْرِ: صَدَفٌ بَحْرِيٌّ، الواحِدَةُ قِنْقِنَةُ بهاءٍ.

  والقِنْقِنُ: جُرَذٌ كِبارٌ. والقِنْقِنُ: الدَّليلُ الهادِي البَصيرُ.

  واسْتَقَنَّ: أَقامَ مع غَنَمِه يَشْرَبُ أَلْبانَها ويكونُ معها حيثُ ذَهَبَتْ؛ قالَ الأعْلَم الهُذَليُّ:

  فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ مُسْتَقِنّاً ... لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُ⁣(⁣٣)

  قالَ الأَزْهرِيُّ: أي مُسْتَخْدِماً امْرأَةً كأنَّها ضَبُعٌ؛ ويُرْوَى: مُقْتَئِنّاً ومُقْبَئِنّاً.

  واسْتَقَنَّ بالأَمْرِ: اسْتَقَلَّ، النُّونُ بَدَلٌ عن اللامِ.

  والقَنَنُ: السَّنَنُ، زِنَةٌ ومعْنًى وكذلِكَ القَمَنُ بالميمِ.

  والقِنِّينَةُ، كسِكِّينَةٍ: إناءٌ من زُجاجِ للشَّرابِ، ولم يُقيِّدْه الجَوْهرِيُّ بالزجَّاجِ، والجَمْعُ قِنَانٌ، نادِرٌ.

  وقيلَ: وِعاءٌ يُتَّخَذُ من خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخِلُه بحَواجِزَ بينَ مَواضِع الآنِيَةِ على صيغَةِ القَشْوةِ.

  والقِنَّانَةُ، بالكسْرِ والتَّشْديدِ: نَهْرٌ بسَوادِ العِراقِ.

  وقَنُوناً، بضمِّ النونِ⁣(⁣٤): وادٍ بالسَّراةِ.

  وقالَ نَصْر: جَبَلٌ في بِلادِ غَطَفانَ، واخْتُلِفَ في وَزْنِه فقيلَ: فَعُولا، وقيلَ: فَعَوْعَل، وسَيَأْتي في قرى.

  وقُنَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: بدِمَشْقَ، وسَيَأْتي للمصنِّفِ قَرِيباً مِثْلَ ذلكَ في قَنَى، فأَحدُهما تَصْحيفٌ عن الآخَرِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قُنَّةُ كلِّ شيءٍ: أَعْلاهُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  أَما ودِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها ... على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما⁣(⁣٥)

  وقالَ ابنُ شُمَيْل: القُنَّةُ: الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ، وهي القارَّةُ لا تُنْبِتُ شيئاً.


(١) في التبصير ٣/ ١١٥٦ بن الصلت.

(٢) اللسان والتهذيب والأساس وعجزه فيها:

وينصتن إنصات الرجال القناقن

(٣) شرح أشعار الهذليين ١/ ٣٢٢ واللسان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بضم النون، الذي في التكملة مضبوط بفتح النون، وعبارة ياقوت: قنونا بالفتح دنونين بوزن فَعَوْعَل من القنا أو فَعَوْلا من القن الخ ا ه» والذي في التكملة المطبوع بفتح القاف وإسكان النون.

(٥) اللسان والصحاح.