تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مخن]:

صفحة 527 - الجزء 18

  ويقالُ: أَتَى فُلاناً فما مَحَنَهُ شيئاً أَي ما أَعْطاهُ.

  والمَحْنُ: النِّكاحُ الشَّديدُ.

  يقالُ: مَحَنَ جارِيَتَه إذا نَكَحَها وكذلِكَ مَخنها ومَسَحَها.

  ومَحَنَ البِئْرَ مَحْناً: أَخْرَجَ تُرابَها وطِينَها؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  ومَحَنَ الأدِيمَ: لَيَّنَهُ.

  وقالَ أَبو سعيدٍ: مَدَّه حتى وَسَّعَه.

  أو مَحَنَه إذا قَشَرَهُ؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ عن الفَرَّاء؛ كمَحَّنَهُ أَي بالتَّشديدِ، هكذا في النسخِ والصَّوابُ: كمَخَنه بالخاءِ كما هو نَصُّ الفَرَّاء في نوادِرِهِ.

  وامْتَحَنَ القَوْلَ: نَظَرَ فيه ودَبَّرَهُ.

  وقيلَ: نَظَرَ إلى ما يَصِيرُ إليه صَيُّورُه⁣(⁣١).

  وقَوْلُه تعالَى: {أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ} اللهُ قُلُوبَهُمْ {لِلتَّقْوى}⁣(⁣٢)، أَي شَرَحَها، وكأنَّ مَعْناهُ وَسَّعَها للتَّقْوى.

  وقالَ مُجاهِد: أَي خَلَّصَها.

  وقالَ أَبو عُبيدَةَ: أَي صَفَّاها وهَذَّبَها.

  وقالَ غيرُهُ: أَي وَطَّأَها وذَلَّلَها.

  والمَحْنُ، بالفتْحِ: اللَّيِّنُ من كلِّ شيءٍ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  ومِن المجازِ: المَحنُ: أنْ تَدْأَبَ يَوْمَكَ أَجْمَعَ في المَشْي أَو غَيْرِهِ.

  والمُحونَةُ: المَحْقُ والبَخْسُ، فَعُولَةٌ من المَحْنِ، وبه فُسِّر قَوْلُ مُلَيح الهُذَليّ:

  وحُبُّ ليلى ولا تَخْشى مَحُونَتَه ... صَدْعٌ لنَفْسِك ممَّا ليسَ يُنْتَقَدُ⁣(⁣٣)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  مَحَنَ الفِضَّة: إذا صَفَّاها وخَلَّصَها بالنارِ؛ ومنه الحدِيثُ: «فذلِكَ الشَّهِيدُ المُمْتَحَنُ في جنَّةِ اللهِ تحت عَرْشِه»، وهو الصَّفيُّ المُهَذَّبُ.

  والمُمْتَحَنُ أَيْضاً: المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ.

  وامْتَحَنَ الذَّهَبَ والفضَّةَ: أَذابَهُما ليَخْتَبرَهُما حتى يَخْلَصَا.

  ومَحَنَ السَّوْطَ: لَيَّنَهُ.

  وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: مَحَنَه بالشَّدِّ والعَدْوِ: وهو التَّلْيينُ⁣(⁣٤) بالطَّرْدِ.

  وجِلْدٌ مُمْتَحَنٌ⁣(⁣٥): مَقْشورٌ؛ عن الفَرَّاء.

  ومُحِنَ الرَّجُلُ، بالضمِّ، فهو مَمْحُونٌ.

  وثَوْبٌ مَمْحُونٌ: خَلَقٌ بطُولِ اللُّبْسِ.

  ومَحَنْتُ ناقَتِي: جَهدْتُها بالسَّيْرِ.

  والمُحونَةُ: العارُ والتَّباعَةُ؛ وبه فَسَّر ابنُ جنِّي قَوْلَ مُلَيح الهُذَليِّ؛ قالَ: وهو مُشْتقٌّ مِن المِحْنَةِ، لأنَّ العارَ أَشَدُّ المِحَنِ؛ قالَ: ويَجوزُ أنْ يكونَ مَفْعُلَة من الحيْنِ، وذلكَ أنَّ العارَ كالقَتْلِ أَو أَشدّ؛ وقد تقدَّمَتِ الإشارَةُ إليه في حين.

  والمَمْحُونُ: المَأْبُونُ؛ عاميَّةٌ.

  [مخن]: المَخْنُ: النِّكاحُ الشَّديدُ؛ وقد مَخَنَها مَخْناً.

  والمَخْنُ: النَّزْعُ من البِئْرِ كالمَخْجِ؛ قالَ:

  قد أَمَرَ القاضِي بأَمرٍ عَدْلِ ... أنْ تَمْخَنُوها بثَمان أَدْلِ⁣(⁣٦)

  والمَخْنُ: البُكاءُ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.


(١) قوله: صيوره هو كتنّور، منتهى الأمر وعاقبته، كتبه مصحح المطبوعة المصرية.

(٢) الحجرات، الآية ٣.

(٣) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠١٦ برواية: «صدع بقلبك» والمثبت كرواية اللسان.

(٤) الأصل واللسان، وفي التهذيب: وهو البلس بالطرد.

(٥) في التهذيب: «مُمَحَّن» والأصل كاللسان.

(٦) اللسان وفيه: «بثماني» وفي الصحاح والتهذيب:

أن يمخنوها بثماني أدل