تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع النون

صفحة 532 - الجزء 18

  ومَرَّنَهُ عليه تَمْرِيناً فَتَمَرَّنَ: أَي دَرَّبَهُ فتَدَرَّبَ.

  ومارَنَتِ النَّاقَةُ مُمَارَنَةً ومِراناً وهي مُمارِنٌ: ظَهَرَ لَهُمْ أَنَّها لاقِحٌ ولم تَكُنْ، أَو هي التي يَكْثُرُ الفَحْلُ ضِرابَها⁣(⁣١) ثم لا تَلْقَحُ، أَو هي التي لا تَلْقَحُ حتى يَكُرَّ عليها الفَحْلُ.

  وفي الصِّحاحِ: المُمارِنُ مِن النُّوقِ مِثْلُ المُماجِنِ.

  يقالُ: مارَنَتِ الناقَةُ إذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ.

  ومَرَّانُ، كشَدَّادٍ: ة قُرْبَ مَكَّةَ على لَيْلَتَيْن منها بينَ الحَرَمَيْن وقيلَ: على طَريقِ البَصْرَةِ لبَني هِلالٍ مِن بَني عَلَسٍ⁣(⁣٢)، وبها دُفِنَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ، وفيه يقولُ أبو جَعْفرٍ المَنْصُورُ العبَّاسيُّ لمَّا مَرَّ على قَبْرِهِ بها:

  صَلَّى الإلهُ على شَخْصٍ تَضمَّنه ... قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ⁣(⁣٣)

  وبها أَيْضاً: قَبْرُ تَمِيمِ بنِ مُرٍّ أَبي القَبيلَةِ قالَ جَرِيرٌ:

  إني إذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني ... جارٌ لقَبْر على مَرَّانَ مَرْمُوسِ⁣(⁣٤)

  يقولُ تَمِيمُ بنُ مُرِّ جارِي الذي أَعْتَزُّ به، فتَمِيمٌ كُلُّها تَحْمِيني فلا أُبالي بمَنْ يُغْضِبُني مِن الشُّعَراءِ لفخْرِي ببَني تمِيمٍ.

  ومُرِّينُ، بالضَّمِّ وتَشْديدِ الرَّاء المَكْسورَةِ: ة بمِصْرَ، هكذا بالنسخِ، والصَّوابُ⁣(⁣٥) ناحِيَةٌ بدِيارِ مِصْرَ كما هو نَصُّ نَصْر في مُعْجمه. ومُرَيْنُ، كزُبَيْرٍ: ة بمَرْوَ، وتُعْرَفُ بمُرَيْن دشتْ، ومنها: أَحمدُ بنُ تَمِيمِ بنِ⁣(⁣٦) سالِمِ المُرَيْنيُّ المَرْوَزيُّ عن أَحمدَ بن منيعٍ وعليٍّ بنِ حَجَر، ماتَ سَنَة ٣٠٠.

  والتَّمارُنُ: انْقِطاعُ لَبَنِ الناقَةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  مَرَنَتْ يدُ فلانٍ على العَمَلِ: أَي صَلُبَتْ واستَمَرَّتْ؛ قالَ:

  قد أَكْنَبَتْ يَداك بعدَ لِينِ ... وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ⁣(⁣٧)

  ورجُلٌ مُمَرَّنُ الوَجْهِ، كمُعَظَّمٍ: أَسِيلُه.

  ومَرَنَ فلانٌ على الكَلامِ ومَرَدَ ومَجَنَ: إذا اسْتَمَرَّ فلم يَنْجَعْ فيه القَوْل.

  ويقالُ: لا أَدْرِي أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو: أَي أَيُّ الوَرَى هو.

  ومَرَنَ الجِلْدُ: لانَ؛ والثَّوْبُ: امَّلَسَ.

  وأَمْرَنْتُ الرَّجُلَ بالقَوْلِ: لَيَّنْتُه.

  والقَوْمُ على مَرِنٍ واحِدٍ، ككَتِفٍ: إذا اسْتَوَتْ أَخْلاقُهم.

  وتقولُ: لأَضْرِبَنَّ فُلاناً أَو لأَقْتُلَنَّه فيُقالُ له: أَوَمَرِناً ما أُخْرَى، أَي عَسَى أنْ يكونَ غيْر⁣(⁣٨) ما تقولُ.

  والمَرِنُ أَيْضاً: الحَالُ. يقالُ: ما زالَ ذلِكَ مَرني أَي حالي.

  وناقَةٌ مِمْرانٌ: إذا كانتْ لا تَلْقَحُ.

  والتَّمْرينُ: أن يَحْفَى الدابَّةُ فيَرِقَّ حافِرُه فتَدْهَنه بدُهْنٍ أَو تَطْلِيه بأَخْثَاء البَقَرِ وهي حارَّةٌ.

  وقالَ ابنُ حبيبٍ: المَرْنُ الحَفاءُ، وجَمْعُه أَمْرانٌ؛ قالَ جريرٌ:


(١) في القاموس بالرفع، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى نصبها.

(٢) في ياقوت: من بني عامر.

(٣) معجم البلدان: «مران» وفيه:

(صلى الإله عليك من متوسد ... قبراً ت ....

كرواية اللسان وصوّبها الصاغاني في التكملة.

(٤) اللسان والصحاح ومعجم البلدان: «مران».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والصواب الخ عبارة ياقوت: مرين بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون بلفظ جمع التصحيح من المرّ: ناحية من ديار مصر، ا ه، فلعل ما وقع للشارح تحريف» قلت الذي في ياقوت: «من ديار مضر» نقلاً عن الحازمي.

(٦) في ياقوت: أحمد بن تميم بن عباد بن سلم.

(٧) اللسان والصحاح والتكملة وبينهما مشطور ساقط هو:

وبعد دهن البان والمضنون

(٨) في الأساس: أو لتكونن حال أخرى غير ما تقول.