فصل الميم مع النون
  ومَرَّنَهُ عليه تَمْرِيناً فَتَمَرَّنَ: أَي دَرَّبَهُ فتَدَرَّبَ.
  ومارَنَتِ النَّاقَةُ مُمَارَنَةً ومِراناً وهي مُمارِنٌ: ظَهَرَ لَهُمْ أَنَّها لاقِحٌ ولم تَكُنْ، أَو هي التي يَكْثُرُ الفَحْلُ ضِرابَها(١) ثم لا تَلْقَحُ، أَو هي التي لا تَلْقَحُ حتى يَكُرَّ عليها الفَحْلُ.
  وفي الصِّحاحِ: المُمارِنُ مِن النُّوقِ مِثْلُ المُماجِنِ.
  يقالُ: مارَنَتِ الناقَةُ إذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ.
  ومَرَّانُ، كشَدَّادٍ: ة قُرْبَ مَكَّةَ على لَيْلَتَيْن منها بينَ الحَرَمَيْن وقيلَ: على طَريقِ البَصْرَةِ لبَني هِلالٍ مِن بَني عَلَسٍ(٢)، وبها دُفِنَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ، وفيه يقولُ أبو جَعْفرٍ المَنْصُورُ العبَّاسيُّ لمَّا مَرَّ على قَبْرِهِ بها:
  صَلَّى الإلهُ على شَخْصٍ تَضمَّنه ... قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ(٣)
  وبها أَيْضاً: قَبْرُ تَمِيمِ بنِ مُرٍّ أَبي القَبيلَةِ قالَ جَرِيرٌ:
  إني إذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني ... جارٌ لقَبْر على مَرَّانَ مَرْمُوسِ(٤)
  يقولُ تَمِيمُ بنُ مُرِّ جارِي الذي أَعْتَزُّ به، فتَمِيمٌ كُلُّها تَحْمِيني فلا أُبالي بمَنْ يُغْضِبُني مِن الشُّعَراءِ لفخْرِي ببَني تمِيمٍ.
  ومُرِّينُ، بالضَّمِّ وتَشْديدِ الرَّاء المَكْسورَةِ: ة بمِصْرَ، هكذا بالنسخِ، والصَّوابُ(٥) ناحِيَةٌ بدِيارِ مِصْرَ كما هو نَصُّ نَصْر في مُعْجمه. ومُرَيْنُ، كزُبَيْرٍ: ة بمَرْوَ، وتُعْرَفُ بمُرَيْن دشتْ، ومنها: أَحمدُ بنُ تَمِيمِ بنِ(٦) سالِمِ المُرَيْنيُّ المَرْوَزيُّ عن أَحمدَ بن منيعٍ وعليٍّ بنِ حَجَر، ماتَ سَنَة ٣٠٠.
  والتَّمارُنُ: انْقِطاعُ لَبَنِ الناقَةِ.
  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:
  مَرَنَتْ يدُ فلانٍ على العَمَلِ: أَي صَلُبَتْ واستَمَرَّتْ؛ قالَ:
  قد أَكْنَبَتْ يَداك بعدَ لِينِ ... وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ(٧)
  ورجُلٌ مُمَرَّنُ الوَجْهِ، كمُعَظَّمٍ: أَسِيلُه.
  ومَرَنَ فلانٌ على الكَلامِ ومَرَدَ ومَجَنَ: إذا اسْتَمَرَّ فلم يَنْجَعْ فيه القَوْل.
  ويقالُ: لا أَدْرِي أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو: أَي أَيُّ الوَرَى هو.
  ومَرَنَ الجِلْدُ: لانَ؛ والثَّوْبُ: امَّلَسَ.
  وأَمْرَنْتُ الرَّجُلَ بالقَوْلِ: لَيَّنْتُه.
  والقَوْمُ على مَرِنٍ واحِدٍ، ككَتِفٍ: إذا اسْتَوَتْ أَخْلاقُهم.
  وتقولُ: لأَضْرِبَنَّ فُلاناً أَو لأَقْتُلَنَّه فيُقالُ له: أَوَمَرِناً ما أُخْرَى، أَي عَسَى أنْ يكونَ غيْر(٨) ما تقولُ.
  والمَرِنُ أَيْضاً: الحَالُ. يقالُ: ما زالَ ذلِكَ مَرني أَي حالي.
  وناقَةٌ مِمْرانٌ: إذا كانتْ لا تَلْقَحُ.
  والتَّمْرينُ: أن يَحْفَى الدابَّةُ فيَرِقَّ حافِرُه فتَدْهَنه بدُهْنٍ أَو تَطْلِيه بأَخْثَاء البَقَرِ وهي حارَّةٌ.
  وقالَ ابنُ حبيبٍ: المَرْنُ الحَفاءُ، وجَمْعُه أَمْرانٌ؛ قالَ جريرٌ:
(١) في القاموس بالرفع، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى نصبها.
(٢) في ياقوت: من بني عامر.
(٣) معجم البلدان: «مران» وفيه:
(صلى الإله عليك من متوسد ... قبراً ت ....
كرواية اللسان وصوّبها الصاغاني في التكملة.
(٤) اللسان والصحاح ومعجم البلدان: «مران».
(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والصواب الخ عبارة ياقوت: مرين بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون بلفظ جمع التصحيح من المرّ: ناحية من ديار مصر، ا ه، فلعل ما وقع للشارح تحريف» قلت الذي في ياقوت: «من ديار مضر» نقلاً عن الحازمي.
(٦) في ياقوت: أحمد بن تميم بن عباد بن سلم.
(٧) اللسان والصحاح والتكملة وبينهما مشطور ساقط هو:
وبعد دهن البان والمضنون
(٨) في الأساس: أو لتكونن حال أخرى غير ما تقول.