تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع الموحدة

صفحة 386 - الجزء 2

  وهي دُونَ المَجَازِ، على طريق اليمَنِ إِليها من ناحيتها.

  والكُلَابُ، كَغُراب: ع قاله أَبو عُبَيْد. أَوماءٌ معروف لبني تَمِيم، بينَ الكُوفَةِ، والبَصْرةِ على سبْعِ لَيال من اليَمَامَةِ⁣(⁣١) أَو نَحْوِها. لَهُ يومٌ كانَت عندَهُ وقعةٌ للعرب، قال السَّفّاحُ⁣(⁣٢) بْنُ خَالِدٍ التَّغْلَبِيُّ:

  إِنّ الكُلابَ ماؤُنا، فخَلُّوهْ ... وساجِراً، والله، لَنْ تَحُلُّوهْ

  وساجِرٌ: اسْمُ ماءِ يجتمع من السَّيْل.

  وكان أَوّلَ مَنْ وَرَدَ الكُلَابَ من بني تَمِيمٍ سُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ، وكان من بني تَغْلِبَ. وقالوا: الْكُلَابُ الأَوّلُ، والكُلَابُ الثّاني، وهُمَا يومانِ مشهورانِ للعرب. ومنه حديثُ عَرْفَجَةَ: أَنَّ أَنْفَهُ أُصِيبَ يَوْمَ الكُلَابِ، فاتَّخَذَ أَنْفاً من فضَّة». قال أَبو عُبَيْد: كلَّابٌ الأَوّلُ وكُلَابٌ الثّاني: يَوْمَانِ كانا بينَ مُلُوك كنْدَةَ وبني تَمِيم. وبينَ الدَّهْنَاءِ واليَمَامة موضعٌ يُقالُ له الكُلابُ أَيضاً، كذا قالوه، والصَّحيح أَنّه هو الأَول.

  والكَلَابُ كَسَحَابِ* ذَهَابُ: العَقْلِ، من الكَلَبِ مُحَرّكةً.

  وقد كُلِبَ الرَّجُلُ كعُنِيَ إِذا أَصابَهُ ذلك، وقد تقدّمَ معنى الكَلَبِ.

  ولِسانُ الكَلْبِ: سَيْفُ تُبَّعٍ اليَمانِيّ أَبِي كَرِبٍ كان في طُولِ ثَلاثَةِ أَذْرُع، كأَنَّهُ البَقْلُ خُضْرَةً، مُشَطَّبٌ، عَريض، نقله الصّاغانيُّ.

  ولسانُ الكَلْب: اسْمُ سُيوف أُخَرَ**، منها: سيفٌ كان لأَوْسِ بْنِ حارِثَةَ بْنِ لأُمٍ الطّائِيّ، وفيه يقولُ:

  فإِنَّ لِسَانَ الكَلْبِ مانِعُ حَوْزَتِي ... إِذا حَشَدَتْ⁣(⁣٣) مَعْنٌ وأَفْنَاءُ بُحْتُرِ

  وأَيضاً سيفُ عَمْرِو بْنِ زَيْد⁣(⁣٤) الكَلْبِيّ، وسَيْفُ زَمْعَةَ بن الأَسودِ بْنِ المُطَّلِبِ، ثم صار إِلى ابْنِهِ عبدِ الله، وبه قَتَلَ هُدْبَةَ بْنَ الخَشْرَمِ.

  وذُو الكَلْبِ: عمْرُو بن العَجْلانِ الهُذَليُّ، سُمِّيَ به لأَنّه كان له كَلْبٌ لا يُفَارِقُه، وهو من شُعَراءِ هُذَيْلٍ مشهورٌ.

  ونَهْرُ الكَلْبِ: بَيْنَ بَيْرُوتَ وصَيْدَاءَ⁣(⁣٥) من سواحلِ الشَّام.

  وكَلْبُ الجَرَبَّةِ، بتشديد المُوَحَّدَة: ع، هكذا نقلَهُ الصّاغانيُّ.

  وكَلَّابٌ والعُقَيْلِيُّ، كَكَتَّان، وكذا كَلّابُ بْنُ حَمْزَةَ، وكُنْيَتُهُ أَبو الهَيْذَامِ بالذّال المعجمة: شاعِرانِ نقلهما الصّاغانيّ والحافظُ.

  وفَاتَهُ كَلَّابُ بْنُ الخُواريّ التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ الّذِي عَلَّقَ فيه السِّلَفِيُّ.

  والكَالِبُ، والكَلَّابُ: صاحبُ الكِلابِ المُعَدَّةِ للصَّيْد، وقيل: سائسُ كِلَابٍ، وقد تقدّم.

  ودَيْرُ الكَلْبِ: بناحِيَةِ المَوْصِلِ بالقربِ من باعَذْراءَ، كذا قَيَّدَهُ الصّاغانيّ بالفتح، وصوابُهُ بالتْحريك⁣(⁣٦).

  وجُبُّ الكَلْبِ: تقدّم ذِكْرُهُ في ج ب ب.

  وعَبْدُ اللهِ بْنُ سَعيدِ بْنِ كُلّابٍ، كرُمَّانٍ التَّمِيميُّ البِصْرِيُّ: مُتَكَلِّمٌ، وهو رأْسُ الطّائفة الكُلّابِيّة من أهل السُّنَّة. كانت بينَهُ وبينَ المُعْتَزِلَة مناظراتٌ في زمن المأْمونِ، ووَفاتُهُ بعدَ الأَرْبَعينَ ومِائَتَيْنِ. ويقال له ابْنُ كُلّابٍ، وهو لقبٌ، لشدّة مُجَادَلَتِه في مجلسِ المناظرةِ. وهكذا كما يُقال: فُلانٌ ابْنُ بَجْدَتِهَا، لا أَنّ كُلَّاباً جَدٌّ له كما ظُنَّ، ومن الغريبِ قولُ والد الفَخْرِ الرّازيّ في آخِر كتابه: غايةِ المَرام في علم الكلام: إِنّه أَخو يَحْيَى بن سَعِيد القَطّانِ المُحَدِّث. وفيه نَظَرٌ.

  وقَوْلُهم: الكِلابُ هي روايةُ الجُمهورِ، وعليها اقتصر أَبو عُبَيْدٍ في أَمثاله، وثعلبٌ في الفَصيح، وغيرُ واحدٍ، أَو


(١) عن معجم البلدان، وبالأصل «الثمامة» وفيه أن هذا الماء بين جبلة وشمام، واسمه قِدّة وإنما سمي الكلاب لما لقوا فيه من الشر.

(٢) واسمه: مسلمة. سمي السفاح يوم الكلاب لأنه كان يسفح ما في أسقية أصحابه وقال لهم: لا ماء لكم دون الكلاب فقاتلوا عنه وإلا فموتوا حراراً.

(*) عن القاموس: كالسَّحاب.

(**) عن القاموس: يلي أُحَرَ: ونبتٌ.

(٣) بالأصل «حسدت» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله حسدت كذا بخطه والصواب حشدت بالشين كما في التكملة» ومثله في اللسان.

(٤) عن التكملة، وبالأصل: «زير».

(٥) في القاموس: صيدا. [هكذا بالأصل ومعجم البلدان والصواب بين طرابلس وبيروت].

(٦) وفي معجم البلدان: دير الكَلَب بالتحريك.