تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ننن]:

صفحة 563 - الجزء 18

  قَرَأَ الفرَّاءُ بالوَجْهَيْن جَمِيعاً، وكانَ الأعْمَشُ وحَمْزَةُ يبينانها، وبعضُهم يَتْركُ البَيانَ.

  وقالَ ابنُ الأنْبارِي: النُّونُ تخفى مع حُرُوفِ الفَمِ خاصَّةً لقُرْبِها منها، وتبين مع حُرُوفِ الحَلْقِ عامَّة لبُعْدِها منها، وأَحْكامُها مَبْسوطَةٌ في كتابِ الرِّعايَةِ لمكي.

  ج نِينانٌ، بالكسْرِ، أَي جَمْعُ النُّونِ الذي بمعْنَى الحُوتِ، ومنه حدِيثُ عليٍّ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه: «يعلم اختِلافَ النِّينانِ في البحارِ الغامِراتِ»، أَصْلُه نونان قُلِبَتِ الواوُ ياءً لكسْرَةِ النُّونِ؛ قالَهُ شيْخُنا، ¦.

  وكان سِيْبَوَيْه يَجْعَلُه غَلَطاً وخَطَّأ بَشَّاراً في نظْمِه، واسْتَعْمَلَه المتنبِّي وغَلَّطُوه أَيْضاً.

  ويُجْمَعُ أَيْضاً على أنْوانٍ⁣(⁣١).

  والنُّونُ: شَفْرَةُ السَّيْفِ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:

  بذِي نُونَينِ فَصَّالٍ مِقَطِّ⁣(⁣٢)

  وذُو النُّونِ: لَقَبُ يُونُسَ بن مَتَّى، على نبيِّنا وعليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وقد ذَكَرَه اللهُ تعالى في كتابِهِ وسَمَّاهُ كَذلِكَ، لأنَّه حَبَسَه في جَوْفِ الحُوتِ الذي الْتَقَمَه.

  وذُو النُّونِ: اسمُ سَيْفِ لَهم، قيلَ: كانَ لمالِكِ بنِ قَيْسِ أَخي قَيْسِ بنِ زهيرٍ لكَوْنِه على مِثالِ سَمَكَةٍ فقَتَلَهُ حَمَلُ بنُ بَدْرٍ وأَخَذَ منه سَيْفَه ذا النُّونِ، فلمَّا كانَ يَوْم الهباءَةِ قَتَلَ الحَارِثُ⁣(⁣٣) بنُ زُهيرٍ حَمَلَ بن بَدْرٍ وأَخَذَ منه ذَا النُّونِ، وفيه يقولُ الحارِثُ:

  ويُخْبرُهم مكانُ النُّونِ مِنِّي ... وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلال⁣(⁣٤)

  وتقدَّمَ تفْسِيرُه في خلل.

  وفي الصِّحاحِ: النُّونُ سَيْفٌ لبعضِ العَرَبِ؛ وأنْشَدَ:

  سأجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي

  أَي سأجْعَلُ هذا السَّيْفَ الذي اسْتَفَدْته مَكانَ ذلِكَ السَّيْفِ الآخَرِ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: النُّونُ سَيْفُ حنَشِ بنِ عَمْرٍو؛ وقيلَ: هو سَيْفُ مالِكِ بنِ زُهَيرٍ.

  وذُو النُّونِ⁣(⁣٥) سَيْفُ مَعْقِلِ بنِ خُوَيْلَدِ الهُذَليُّ، وكانَ عَرِيضاً مَعْطوفَ طَرَفَيْ الظُّبَّةِ، وفيه يقولُ:

  قَرَيْتُك في الشَّرِيطِ إذا الْتَقَينا ... وذو النُّونَيْنِ يومَ الحَرْبِ زَيْني⁣(⁣٦)

  ونُونةُ، بالضَّمِّ، بنْتُ أُمَيَّة بنِ عبدِ شمْسٍ، عَمَّةُ أَبي سُفْيانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ.

  والنُّونَةُ: الكَلِمَةُ من الصَّوابِ.

  وأَيْضاً: السَّمكَةُ.

  وقالَ أبو ترابٍ: أنْشَدَني جماعَةٌ مِن فُصَحاء قَيْسٍ وأَهْلِ الصِّدْقِ منهم:

  حامِلَةٌ دَلْوُك لا مَحْمُولَهْ ... مَلأى من الماءِ كعينِ النُّونَهْ⁣(⁣٧)

  فقلْتُ لهم: رَوَاها الأصْمعيُّ كعَيْنِ المُولَه فلم يَعْرِفُوها، وقالوا: النُّونَةُ سَمَكَةٌ.

  وقالَ أبو عَمْرٍو: والمُولَهُ العَنْكَبُوتُ.

  والنُّونَةُ: النُّقْرَةُ في ذَقَنِ الصَّبِيِّ الصَّغِيرِ؛ ومنه حدِيثُ عُثْمانَ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه: رأَى صَبِيًّا مَلِيحاً فقالَ: «دَسِّمُوا⁣(⁣٨) نُونَتَه»، أَي سوِّدُوها لئَلَّا تُصِيبُه العَيْنُ؛ حَكَاهُ الهَرَويُّ في الغَريبَيْن، وتقدَّمَ في دسم.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: هي الخُنْعُبَةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدَةُ والقَلْدَةُ والهَرْتَمَةُ والعَرْتَمَةُ والحَثْرَمَةُ؛ وقد ذُكِرَ كُلُّ ذلِكَ في مواضِعِه.


(١) في القاموس: أنوانٌ بالرفع منونة، وتصرف الشارح بالعبارة كما هو ظاهر.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) كذا بالأصل واللسان والتكملة، وفي معجم البلدان: «قيس».

(٤) اللسان والصحاح وصدره فيها سدِد قريباً، والتكملة والتهذيب.

(٥) في القاموس والتكملة: «وذُو النُّونَيْنِ».

(٦) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٣١٩ في زيادات شعره، برواية: «فزينك» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(٧) اللسان.

(٨) الأصل واللسان وفي التهذيب: «وسموا» بالواو.