تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كنب]:

صفحة 389 - الجزء 2

  والكَلْحَبَةُ: لَقَبُ⁣(⁣١) عبدِ الله ابْنِ كَلْحَبَةَ، قاله أَبو عُبَيْدَة. ويقال: هُبَيْرَةُ بْنُ كَلْحَبَةَ، ويقال: اسمُه جَرِيرُ بْنُ هُبَيْرَةَ، كما نقله الحافِظ، وأَثْبَتُ ذلك أَنّ اسْمَهُ هُبَيْرَةُ بْنُ عبدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ مَنافِ بْنِ عُرَيْنِ⁣(⁣٢) بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ، التَّمِيميُّ العَرَنيُّ⁣(⁣٣)، بفتح العين وسكون الرّاءِ، كذا في النُّسَخ وفي بعضها بالتحْرِيك، ومثلُهُ في التكمِلة: فارِسُ العَرَادَة، وهي فرَسٌ كانت له. والذي في لسان العرب: والكَلْحَبَةُ اليَرْبُوعيُّ: اسْمُ هُبَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وهكذا ذكره ابْنُ الكَلْبِيّ في الأَنساب.

  وكَلْحَبَهُ بالسَّيْفِ: ضَرَبهُ به، قيلَ: وبه سُمِّيَ الرجُلُ.

  [كنب]: كَنَبَ الرجلُ، يَكْنُبُ، كُنُوباً ظاهرُهُ أَنَّهُ من حدِّ: نَصَرَ، على مقتضَى قاعدته، وضبَطَه الصّاغانىُّ من حدِّ: فَرِحَ: غَلُظَ [كَأَكْنَبَ] *، نقله الصّاغانيُّ أَيضاً.

  وكَنَبَ كُنُوباً، من حَدِّ: نَصَرَ: اسْتَغْنى، نقله الصّاغانيُّ.

  والكَنَبُ، مُحَرَّكَةً: غِلَظٌ يَعْلُو الرِّجْلَ والخُفَّ والحَافِرَ واليَدَ، أَو هو خاصٌّ بِها، أَي باليَدِ إِذا غَلُظَتْ من العَمَلِ. وقَدْ كَنِبَتْ يَدُهُ كَفَرِحَ، وأَكْنَبَتْ، فهي مُكْنِبَةٌ، قاله ابْنُ دُرَيْد. وفي الصَّحاح: أَكْنَبَتْ⁣(⁣٤)، وأَنشد أَحمدُ بْنُ يَحْيَى:

  قَدْ أَكْنَبَتْ يَداكَ⁣(⁣٥) بَعْدَ لِين ... وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ

  وقال العَجّاج:

  قد أَكْنَبَتْ نُسُورُهُ وأَكْنَبَا

  أَي: غَلُظَتْ وعَسَتْ. وفي حديثِ سَعْدٍ «رآهُ رسولُ الله ، وقد أَكْنَبَتْ يَداهُ، فقال له: أَكْنَبَتْ يَدَاكَ؟ فقال: أُعالِجُ بالمَرِّ والمِسْحَاةِ. فَأَخَذَ بيَدِه، وقال: هذه لا تَمَسُّهَا النّارُ أَبداً». أَكنبَتِ اليَدُ. إِذا ثَخُنَت، وغَلُظَ جِلْدُها، وتَعْجَّرَ⁣(⁣٦) مِن مُعاناةِ الأَشياءِ الشّاقَّة. والكَنَبُ في اليَدِ مثلُ المَجَلِ إِذا صَلُب⁣(⁣٧) من العَمَلِ، كما في الصَّحاح.

  وحافِرٌ مُكْنِبٌ⁣(⁣٨)، كمُحْسِن: غَليظٌ.

  وخُفٌّ مُكْنَبٌ، بفتح النُّون، كمِكْنَبٍ⁣(⁣٩) مثل مِنْبَرٍ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشدَ:

  بِكُلِّ مَرْثُومِ النَّوَاحِي مُكْنَبِ

  وأَكْنَبَ عَلَيْهِ بَطْنُهُ: إِذا اشتَدَّ.

  وأَكنَبَ عليه لِسَانُه: احْتَبَسَ.

  وكَنَبَهُ في جِرَابِهِ، يَكْنِبُهُ، كَنْباً كَنَزَهُ فيه، نقله الصّاغانيُّ.

  والكانِبُ: المُمْتَلِيء شِبَعاً، قال دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ:

  وأَنَتَ امْرُوٌّ جَعْدُ القَفَا مُتَعَكِّشٌ⁣(⁣١٠) ... من الأَقِطِ الحَوْلِيّ شَبْعَانُ كانِبُ

  وقال أَبو زيد: كانِبٌ: كانِزٌ.

  والكَنِبُ، ككَتِفٍ: قال أَبو حنيفَةَ: شَبِيهٌ بقَتادِنَا، هذا الّذي يَنْبُتُ عندَنَا، وقد يُخْصَفُ عندَنا بِلِحَائِهِ، ويُفْتَلُ منه شُرُطٌ باقيةٌ على النَّدَى. وقال مَرَّةً: سأَلْتُ بعضَ الأَعْرَابِ عن الكَنِبِ، فأَرَانِي شِرْسَةً متفرّقةً من نَبَات الشَّوْك، بيضاءَ العِيدانِ، كثيرَةَ الشَّوْكِ، لها في أَطرافها بَراعِيمُ، قد بدت من كُلّ بُرْعُومَةٍ شَوْكاتٌ ثلاثٌ.

  والكَنِبُ: نَبْتٌ، قال الطِّرِمّاحُ:

  مُعَالِياتٌ على الأَرْيافِ مَسْكَنُها ... أَطْرَافُ نَجْدٍ بأَرْضِ الطَّلْحِ والكَنِبِ

  وعن اللَّيث: الكَنِبُ: شَجَرٌ، قال:

  في خَضَدٍ من الكَرَاثِ والكَنِبْ

  والكَنِيبُ، على فَعِيل: اليابِسُ وفي نسخةٍ: اليَبِسُ من الشَّجَرِ، أَو هو ما تَحَطَّمَ منه وتَكَسَّرَ شَوْكُه.


(١) في نسخة من القاموس: وهبيرة بن الكلحبة فارس العرادة. (٢) في جمهرة ابن حزم وجمهرة ابن الكلبي: عَرِين.

(٣) في القاموس: العُرَني.

(*) سقطت من المطبوعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.

(٤) في الصحاح: يقال أكنبت يداه، ولا يقال كنبت.

(٥) المقاييس: «يداي.» والمضنون: جنس من الطيب.

(٦) في الأصل «تعجن» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله وتعجن كذا بخطه والصواب تعجر كما في النهاية».

(٧) في الصحاح: «صلبت».

(٨) في اللسان: والمِكْنَبُ من الحوافر.

(٩) ضبط اللسان بالقلم: كمُكْنِبٍ.

(١٠) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في التكملة: متعكش متقبض متداخل، والعكاشة بالضم والتشديد: العنكبوت اه» وفي اللسان: متعكس بالسين.