تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[همذن]:

صفحة 590 - الجزء 18

  وقالَ اللَّيثُ: حَنَّ وأنَّ وهَنَّ وهو الحَنِينُ والأنِينُ والهَنِينُ، قَرِيبٌ بَعْضها مِن بعضٍ. ويقالُ: الحَنِينُ أَرْفَعُ مِن الأنينِ.

  والهانَّةُ، بالتَّشْديدِ، والهُنانَةُ، بالضَّمِّ: الشَّحْمَةُ في باطِنِ العَيْنِ تَحْتَ المُقْلَةِ.

  وقيلَ: الهُنانَةُ كلُّ شحْمٍ.

  ويقالُ: ما بِبَعيرِي هانَّةٌ ولا هُنانَةٌ.

  والهُنانَةُ أَيْضاً: بَقِيَّةُ المُخِّ، نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.

  وقيلَ: ما بالبَعيرِ هُنانَةٌ أَي الطِّرْقُ بالجَمَلِ؛ قالَ الفَرَزْدَقُ:

  أَيُفايُشُونَكَ والعِظَامُ رقيقةٌ ... والمُخُّ مُمْتَخَرُ الهَنانَةِ رارُ؟⁣(⁣١)

  وقيلَ: ما به هانَّةٌ، أَي شيءٌ من خيرٍ؛ وهو على المَثَلِ.

  وأَهَنَّهُ اللهُ فهو مَهْنُونٌ، كأحَمَّه فهو مَحْمومٌ؛ وله نَظائِرُ تقدَّمَتْ.

  والهِنَنَةُ، كعِنَبةٍ: ضَرْبٌ مِن القَنافِذِ، وتقدَّمَ له في منن أنَّ المنَنَةَ أُنْثى القَنافِذِ.

  وهُونِينُ، بالضَّمِّ: د في جِبالِ عامِلَةَ مُطِلٌّ على نواحِي حمْصَ.

  وهَنِّنُ⁣(⁣٢)، بكسْرِ النُّونِ الأُولى المُشَدَّدَةِ: ة باليَمِنِ؛ عن ياقوت، ¦، وهي غيرُ أُمِّ حنين الذي تقدَّمَ ذِكْرُها.

  والهَنُ، مُخَفَّفاً: الفَرْجُ، أَصْلُهُ هَنٌّ بالتَّشْديدِ، عند بعضِهم⁣(⁣٣)، فيُصَغَّرُ هُنَيْناً؛ وأَنْشَدَ بعضُهم:

  يا قاتل اللهُ صُبياناً تجيء بهم ... أُمُّ الهُنَيْنين من زَنْدٍ لَهَا وارِي⁣(⁣٤)

  وأَحد الهنيين هنين والمكبر تَصْغِيرُه هن، ثم يُخَفَّفُ فيُقالُ: هَنُ، وسَيَأْتي ذِكْرُه في المُعْتَلِّ.

  وقَوْلُهم: تَنَحَّ هاهُنا وهاهُنَّا، وهذه بتَشْديدِ النُّونِ، وهَهُنَّا⁣(⁣٥)، بتَشْديدِ النّونِ مع حَذْفِ الألفِ، أَي أُبْعُد قَلِيلاً.

  أَو يقالُ للحَبيبِ هَهُنا وهُنَا، مُخَفَّفَتَيْن: أَي اقْتَرِبْ؛ وللبَغِيضِ هَهَنَّا، بفَتْحَتَيْن وتَشْديدِ النونِ، وهَنَّا، كحَتَّى: أَي تَنَحَّ، ويَجِيءُ في الياءِ إنْ شاءَ اللهُ تعالى.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الهَنَّانَةُ: التي تبْكِي وتَئِنُّ؛ قالَ:

  لا تَنْكحي أَبداً هَنَّانَهْ ... عُجَيِّزاً كأنَّها شَيْطانَهْ⁣(⁣٦)

  وقوْلُ الراعي:

  أَفي أَثَرِ الأظْعانِ عَيْنُك تَلْمَحُ ... أَجَلْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلبَك مِتْيَحُ⁣(⁣٧)

  يقولُ: ليسَ الأمرُ حيثُ ذَهَبْتَ.

  ويقُولونَ: يا هَناهُ، أَي رجُلُ، ولا يُسْتَعْملُ إلَّا في النِّداءِ؛ وسيَأْتي في المُعْتلِّ مُفَصَّلا.

  وهُنَيْنُ، كزُبَيْرٍ: ناحِيَةٌ من سَواحِلِ تلمسان.

  وهَنَه يَهِنُه هَناً: أَصابَ منه هَناً، كأنَّهُ أَصابَ شيئاً من أَعْضائِه.

  قالَ الهَرَويُّ: عَرَضْتُ ذلِكَ على الأزْهرِيّ فأنْكَرَه وقالَ: إنَّما هو وَهَنَه وَهْناً إذا أَضْعَفَه.


(١) ديوانه ص ٤٧٢ برواية:

نهضت لتحرز شلوها فتحورت ... والمخ من قصب القوائم دار

والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة: وهُنَنٌ، كصُرَدٌ.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: فَخُفِّفَ.

(٤) اللسان والتهذيب والتكملة، قال الصاغاني: والرواية:

يا قبح الله صلعاناً تجيء بهم ... أم الهُنَيْبرت

وهو للقتال الكلابي.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة: وهَنَّا.

(٦) اللسان والتهذيب وفيهما: «لا تنكحن».

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٣٤ واللسان والمقاييس ٦/ ١٤ وعجزه في الصحاح.