تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هندن]:

صفحة 591 - الجزء 18

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [هندن]: هِنْدُوانُ، بالكسْرِ وضمِّ الدالِ: مَحَلَّةٌ ببلخ ينزلُها الغلْمانُ والجَوَارِي؛ منها الإمامُ أَبو جَعْفرٍ محمدُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عُمَر الهِنْدُوانيُّ المُلَقَّبُ بأبي حَنيفَةَ الصَّغيرِ لفقْهِه، ماتَ، ¦، ببُخارى سَنَة ٣٦٢. وهُنْدُوانُ، بالضمِّ⁣(⁣١): نَهْرٌ بينَ خُوزستان وأَرَّجان، عليه وِلايَةٌ كَبيرَةٌ.

  وهِنْديجان، بالكسْرِ قَرْيةٌ بخوزستان، ذات آثارٍ عَجِيبَةٍ وأبْنِيةٍ عالِيةٍ تُثارُ منها الدَّفائِن كما تُثَارُ بمِصْرَ، حَرَسَها اللهُ تعالى.

  [هنزمن]: الهِنْزَمْنُ، كجِرْدَحْلٍ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وهو الجماعَةُ، مُعَرَّبُ هَنْجُمَنْ، بفتحٍ فسكونٍ فضمِ الجيمِ وفتحِ الميمِ، أَو أَنْجُمَنْ بالألِفِ، وهو المَشْهورُ المُتَعارفُ عنْدَ الفُرْسِ، ويُطْلَقُ على مجْلِسِ الشّرْبِ، أَو لمِجْمَعِ النَّاسِ مُطْلقاً، أَو لعيدٍ مِن أَعْيادِ النّصارَى، أَو لسائِرِ العَجَم؛ قالَ الأعْشى:

  إذا كانَ هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما⁣(⁣٢)

  ويقالُ أَيْضاً: الهِنْزَمْرُ، بالرّاءِ، والهِيْزَمْنُ بالياءِ بَدَلُ النّونِ الأُولى.

  [هون]: هانَ يَهُونُ هُوناً، بالضَّمِّ، وهَواناً ومَهانَةً: ذَلَّ؛ قالَ ذُو الإصْبَع:

  اذهَبْ إليك فما أُمِّي براعِيةٍ ... تَرْعَى المَخاضَ ولا أُغْضِي على الهُونِ⁣(⁣٣)

  وقيلَ: الهَوانُ والمَهانَةُ: اسْمانِ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: المَهانَةُ مَفْعَلَةٌ مِن الهَوَانِ، والمِيمُ زائِدَةٌ والمُهانَةُ مِن الحَقارَةِ فَعالَةٌ والمِيمُ أَصْليَّة، وقد تقدَّمَ وبها رُوِي الحدِيثُ: «ليسَ بالجافي ولا بالمَهِين».

  وهانَ هَوْناً: سَهُلَ، فهو هَيِّنٌ وهَيْنٌ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ، وأَهْوَنُ؛ ومنه قَوْلُه تعالى: وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ⁣(⁣٤) أي كلّ ذلِكَ هَيِّنٌ عليه، وليسَتْ للمُفاضَلَةِ لأنَّه ليسَ شيءٌ أَيْسَرُ عليه مِن غيرِهِ؛ ومنه قَوْلُ الشَّاعِرِ:

  لَعَمْرُك لا أَدْرِي وإنِّي لأوْجَلُ ... على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ⁣(⁣٥)

  ج أَهْوِناءُ كشيءٍ وأَشْيِئاء على أَفْعِلاء.

  والهَوْنُ: السَّكِينَةُ والوَقارُ والرِّفْقُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  هَوْنَكُما لا يَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا ... ولا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ مَنْ ماتا⁣(⁣٦)

  ومنه الحدِيثُ: «كان يَمْشِي هَوْناً»، أَي برِفْقٍ ولِيْنٍ وتَثبّتٍ.

  والهَوْنُ: الحَقيرُ مِن كلّ شيءٍ.

  والهُوْنُ: بالضَّمِّ: الخِزْيُ؛ ومنه قَوْلُه تعالى: {فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ}⁣(⁣٧)، أَي ذي الخِزْيِ؛ كالمَهانَةِ، مَفْعلةٌ منه.

  والهُوْنُ بنُ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلْياس بنِ مُضَرَ، أَبو قَبيلَةٍ وهو أَخُو القَارَة.

  وقالَ المفضَّلُ الضَّبِّيُّ: القارَةُ بنُو الهَوْنِ.

  ورَوَى أبو طالِبٍ فيه فتْحَ الهاءِ أَيْضاً، وقد تقدَّمَ ذِكْرُ القارَةِ في موضِعِهِ.

  وما أَدْرِي أَيُّ الهُوْن هو، أَي الخَلْقُ كُلُّهُم.


(١) ضبطها ياقوت بالقلم بالكسر، وبالنص بضم الدال.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٨٦ وصدره:

وآس وخيري ومروٌ وسوسنٌ

وعجزه في اللسان.

(٣) في المفضلية ٣١ لذي الأصبع العدواني، ملفق من بيتين:

(عفّ يؤوس إذا ما خففت من بلد ... هوناً فلست بوقاف على الهون

عني إليك فما أمي براعية ... ترعى المخاض وما رأي بمغبون

والمثبت كرواية اللسان.

(٤) الروم، الآية ٢٧.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان.

(٧) فصلت، الآية ١٧.