تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عجه]:

صفحة 62 - الجزء 19

  ألا إنّنا كُلّنا بَائِدُ ... وأيّ بَني آدَمٍ خالدُ؟

  وبَدْؤُهُم كانَ من رَبّهمْ ... وكُلٌّ إلى رَبّهِ عائِدُ

  فيا عَجَبَا كيف يَعصِي الإِل ... هـ أَمْ كَيْفَ يَجْحَدُهُ الجاحِدُ

  وفي كل شيءٍ له آيَةٌ ... تَدُلّ على أَنّه واحد⁣(⁣١)

  فانْظُرْ ذلكَ. ولا عليكَ مِن اسْتِغرابِ العصام فإنَّه مِن عَدَمِ الإلْمامِ بكَلامِ الأَعْلامِ.

  والعَتاهِيَةُ أَيْضاً: ضُلَّالُ النَّاسِ من التَّجَنُّنِ والدَّهَشِ، كالعَتَاهَةِ.

  والعَتاهِيَةُ: الأَحْمَقُ.

  ويُضَمُّ، يقالُ: رجُلٌ عَتاهِيَة وعُتاهِيَة.

  وعتاهِيَةُ: اسمُ⁣(⁣٢) رجُلٍ.

  ورجُلٌ عتهٌ وعُتهِيٌّ⁣(⁣٣)، بضمِّهِما: مُبالغٌ في الأَمْرِ جِدَّا.

  قُلْتُ: الصَّوابُ في الأخيرِ بضمِّ ففتحٍ؛ ومنه قَوْلُ رُؤْبة:

  في عُتَهِيِّ اللُّبْس والتَّقَيُّنِ⁣(⁣٤)

  وهو اسمٌ مِن التّعَتُّهِ على فُعَلِيِّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه: عَتِهَ، كفَرِحَ، عتهاً فهو عتاهِيَةٌ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ⁣(⁣٥) عن الأخْفَش.

  وأَوْرَدَه ابنُ القَطَّاع أَيْضاً.

  والعَتاهَةُ: الضلالُ والحُمْقُ.

  ورجُلٌ عُنْتُهٌ وعُنْتَهِيٌّ: وهو المُبالغُ في الأَمْرِ إذا أخذَ فيه.

  [عجه]: عَجَّهَ بينهما تَعْجِيهاً: عانَهُمَا ففَرَّقَ بينهما؛ نَقَلَهُ ابنُ شُمَيْل في كتابِ الجيمِ.

  قالَ: وقالَ أَعْرابيٌّ: أَنْدَرَ اللهُ عَيْنَ فلانٍ لقد عَجَّهَ بَيْنَ ناقَتِي وولدِها.

  وتَعَجَّهَ الرَّجُلُ: تَجاهَلَ؛ وزَعَمَ بعضُهم أَنَّه بدلٌ من تاءِ تَعَتَّه.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما هي لُغَةٌ على حِدَتِها إذ لا تُبْدلُ الجيمُ مِن التاءِ.

  وتَعَجَّهَ الأمْرُ بينهما: إذا الْتَوَى.

  والعُنْجُهِيٌّ، بالضَّمِّ: المُتَكَبِّرُ⁣(⁣٦).

  وفي الصِّحاحِ: ذُو البَأْوِ.

  * قُلْتُ: ويقالُ: النّونُ أَصْليَّة، ولذا أَوْرَدَه الأزْهرِيُّ في الرّباعي.

  والعُنْجُهِيَّةُ، بهاءِ: الجَهْلُ والحُمْقُ؛ ومنه قَوْلُ أَبي محمدٍ يَحْيَى بن المُبارَكِ اليَزِيدِيّ يَهْجو شَيْبةَ بن الوَليدِ:

  عِشْ بجَدِّ فلن يَضُرَّكَ نُوكٌ ... إنَّما عَيْشُ مَنْ تَرَى بجُدُودِ⁣(⁣٧)

  عِشْ بجَدِّ وكُنْ هَبَنَّقَةَ القَيْ ... سِيّ جَهْلاً أَو شَيْبةَ بنَ الوَلِيدِ


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٢٢ وفيه: أنه جلس في دكان وراق فأخذ كتاباً فكتب على ظهره على البديهة، الأبيات، وقبل الأخير:

ولله في كل تحريكةٍ ... وفي كل تسكينة شاهدُ

(٢) في القاموس بالضم منونة، وأضافها الشارح فخففها.

(٣) في القاموس: «عُنْتُهٌ، وعُنْتُهِيٌّ»، وقد استدركهما الشارح بعد.

(٤) ديوانه ص ١٦١ واللسان وقبله في التكملة:

عليّ ديباج الشباب الأدهن

(٥) الذي نقله الجوهري عن الأخفش: رجل عتاهية وهو الأحمق، وأما عته كفرح فلم يذكره الجوهري، نبه عليها بهامش المطبوعة المصرية.

(٦) على هامش القاموس عن نسخة: والأمرُ القَويُّ.

(٧) في اللسان: «بالجدود» وفي الصحاح: «فلم» بدل: «فلن».