تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لتب]:

صفحة 398 - الجزء 2

  واسْمُ ما يُتَلَبَّبُ: اللَّبَابَةُ، قال عَنْتَرَةُ:

  ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ طِرَادِهَا ... فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبَابَةِ المُتَمطِّرِ⁣(⁣١)

  وتَلَبُّبُ المرأَةِ بمِنْطَقَتِهَا: أَنْ تَضَعَ أَحَد طَرَفَيْهَا على مَنْكِبِهَا الأَيْسَرِ، وتُخْرِجَ وَسَطَها من تحتِ يدِهَا اليُمْنَى، فَتُغَطِّيَ به صَدْرَها، وتَرُدَّ⁣(⁣٢) الطَّرَفَ الآخَرَ على مَنْكِبِها الأَيْسَرِ.

  وعن اللّيْث: والصّرِيخُ إِذا أَنْذَرَ القَوْمَ، واستَصْرَخَ: لَبَّبَ، وذلك أَن يَجَعَلَ كِنَانَتَه وقَوْسَه في عُنُقِه، ثُمّ يَقْبِضَ على تَلْبِيبِ نَفْسِه، وأَنشد:

  إِنَّا إِذا الدّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا⁣(⁣٣)

  ويُقَالُ: تَلْبيبُهُ. تَرَدُّدُه، وقد تقدَّم.

  وقال مُخَارِقُ بْنُ شِهابٍ في صَفة تَيْسِ غَنَمِه:

  ورحتْ اصَيْلاناً كَأَنَّ ضُرُوعَها ... دِلاءٌ وفِيهَا واتِدُ القَرْنِ لَبْلَبُ

  أَراد باللَّبْلَب: شَفَقَتَهُ على المِعْزَى الّتي أُرْسِلَ فيها، فهو ذُو لَبْلَبَةٍ، أَي: ذُو شَفَقَة.

  ولبّى بنُ سعدِ بْنِ شَطَن، ولبّى بنُ صبيرةَ بنِ عِنَبَةَ: بَطْنانِ من بني سامةَ بن لُؤَيٍّ، ذكره الأَميرُ عن سَيَّارٍ النَّسَّابةِ.

  ومن المَجَاز: هو مُحِبٌّ له بلَبَالِبِ قَلْبِه.

  واللُّبُّ، بالضَّمّ في لغة الأَنْدَلُسِ والعُدْوَةِ: سَبُعٌ مَعْرُوف عندهم، شَبِيهٌ بالذِّئب. قال أَبو حَيّانَ في شَرح التَّسْهِيل: وليس يكون في غيرها من البِلاد.

  وأَبو لُبَابَةَ: بِشْرُ⁣(⁣٤) بْنُ عبدِ المُنْذِرِ الأَنْصَارِيُّ، من النُّقَباءِ، وأَبو لبيبَةَ الأَشْهَليُّ: صَحَابيّان.

  ولُبَابَةُ بنتُ عبدِ اللهِ بْنِ عَبّاسِ بْنِ عبدِ المُطَّلِب: هي أُمُّ نَفيسةَ بنِت زيدِ بْنِ الحَسَن بْنِ عليّ.

  [لتب]: اللَّتْبُ، واللُّتُوب: اللُّزُوم، واللُّصُوق، نقله الجَوْهَرِيُّ عن الأَصمعيّ.

  والثَّبَاتُ، تقولُ منه: لَتَبَ، يَلْتُبُ، لَتْباً؛ فهو لاتِبٌ، وأَنشد أَبو الجَرّاحِ:

  فإِنْ يَكُ هذا من نَبِيذٍ شَرِبْتُهُ ... فإِنِّيَ من شُرْبِ النَّبِيذِ لَتائبُ

  صُدَاعٌ وتَوْصِيمُ العِظَامِ وفَتْرَةٌ ... وغَمٌّ مَع الإِشراقِ في الجَوْفِ لاتِبُ

  وقال الفَرّاءُ فِي قوله تَعَالَى {مِنْ طِينٍ لازِبٍ}⁣(⁣٥)، قال: اللَّازِبُ واللاتِب واحد. قال: وقَيْسٌ تقولُ: طِينٌ لاتِبٌ؛ والَّلاتِبُ: اللازِقُ مثلُ اللّازِب وهذا الشَّيْءُ ضَرْبَةُ لاتِب، كضَرْبَةِ لازِبٍ.

  واللَّتْبُ: الطَّعْنُ. وقد سَقَط هذا من بعض النُّسَخ، وثَبَت في غيرِه، يُقال لَتَبَ في سَبَلَةِ النّاقةِ ومَنْحَرِها: إِذا طَعَنَها⁣(⁣٦)، وكذلك اللَّتْمُ، يقال: خُذِ الشَّفْرَةَ فَالْتُبْ بها في لَبَّةِ الجَزُور، والْتُمْ بها، بمعنًى واحدٍ، أَي: اطْعَنْ بها. رواه أَبو تُرَابٍ عن ابنِ شُمَيْلٍ.

  واللَّتْبُ، واللُّتُوبُ: الشَّدُّ، يقالُ: لَتَبَ عليه ثِيَابَهُ، ورَتبَهَا: إِذا شَدَّهَا عليه.

  وقال الليث: اللَّتْبُ: لُبْسُ الثَّوْبِ، يقال: لَتَبَ عليه ثَوْبَهُ: إِذا لَبِسَهُ، كَأَنّه لا يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَهُ، كالالْتِتاب.

  واللَّتْبُ: شَدُّ الجُلِّ على الفَرَسِ، كالتَّلْتِيبِ شُدّد للمُبَالَغَة. قال مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ⁣(⁣٧):

  فَلَهُ ضَرِيبُ الشَّوْلِ إِلّا سُؤْرَهُ ... والجُلُّ فَهْوَ مُلَتَّبٌ لا يُخْلَعُ

  يَعني فَرسَهُ.

  وأَلْتَبَهُ، أَي: الأَمْرَ عَلَيْهِ إِلْتاباً: أَوْجَبَهُ، فهو مُلْتبٌ.

  والمِلْتَبُ، كَمِنْبَر: اللّازِمُ بَيْتِه فِراراً من الفِتَنِ.

  وقال اللَّيْث: المَلاتِبُ الجِبابُ، والخُلْقانُ من الثِّيابِ.


(١) عن اللسان، وبالأصل المنتظر».

(٢) عن اللسان، وفي الأصل «أو ترد».

(٣) «اعتزى» عن اللسان، وبالأصل «اعترى».

(٤) في جمهرة ابن حزم: بشير.

(٥) سورة الصافات الآية ١١.

(٦) في المقاييس: إذا وجأ.

(٧) في اللسان: مالك بن نويرة.