تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كفه]:

صفحة 87 - الجزء 19

  وأَيْضاً: الوَجْهُ مع الرَّأْسِ أَجْمَع.

  أَو المَمْدودُ بمعْنَى أَعْلى النُّقْرَةِ؛ والمَقْصورُ بمعْنَى الوَجْهِ والرَّأْسِ.

  ورجُلٌ ذُو مَكْرُوهَةٍ: أَي شِدَّةٍ؛ قالَ:

  وفارِس في غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس ... إِذا تَأَلَّى على مَكْروهة صَدَقا⁣(⁣١)

  وتَكَرَّهَهُ: تَسَخَّطَهُ. ويقالُ: فَعَلَهُ على تَكَرُّهٍ وتَكارُهٍ، وفَعَلَهُ مُتَكارِهاً ومُتَكَرِّهاً؛ كلُّ ذلكَ في الأساسِ.

  واسْتُكْرِهَتْ فلانَةُ: غُصِبَتْ نَفْسَها؛ كما في الأساسِ.

  زادَ غيرُهُ: فأُكْرِهَتْ على ذلكَ، وهي امْرأَةٌ مُسْتَكْرهَةٌ.

  واسْتَكْرَهَ القافِيَةَ: كَرِهَهَا.

  ويقالُ: لَقِيتُ دُونَه كَرائِهَ الدَّهْرِ ومَكَارِهَ الدَّهْرِ: وهي نَوازِلُه وشَدائِدُه، الأولى جَمْعُ كَرِيهَةٍ والثانِيَةُ جَمْعُ مَكْرُوهٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَكْرَهُ، كمقْعَدٍ: الكَراهِيَةُ؛ ومنه الحدِيثُ: «على المَنْشَطِ والمَكْرَهِ»، وهُما مَصْدرَانِ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:

  تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ ولا تُرَى ... على مَكْرَهٍ يَبْدُو بها فيَعيبُ⁣(⁣٢)

  يقولُ: لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَهُ فيَعيبُها.

  وفي الحدِيثِ: «إِسْباغُ الوُضوءِ على المَكارِهِ»، هو جَمْعُ مَكْرَهٍ لمَا يَكْرَههُ الإِنْسانُ ويشقُّ عليه، والمُرادُ بها الوُضُوء مع وُجودِ الأسْبابِ الشاقَّةِ.

  والمَكْرُوهُ: الشَّرُّ؛ وقوْلُ الشَّاعِرِ أَنْشَدَه ثَعْلَب:

  أَكْرَهَ جِلْبابٍ لمَنْ تَجَلْبَبا⁣(⁣٣)

  إنَّما هو مِن كَرُهَ ككَرُمَ لا مِنْ كَرِهْت، لأنَّ الجِلْبابَ ليسَ بكارهٍ.

  ووَجْهٌ كَرْهٌ وكَرِيهٌ: قَبيحٌ.

  ورجُلٌ كَرْهٌ: مُتَكَرِّهٌ.

  [كفه]: الكافِهُ، بالفاءِ كصاحِبٍ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هو رَئيسُ العَسْكَرِ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: هذا حَرْفٌ غَرِيبٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [كله]: الكُلَهِيُّ، كعُرَنِيِّ: نِسْبَة إلى أَبي عبدِ اللهِ محمدِ بن أَيوبِ بنِ سُلَيْمانِ العوديّ، حدَّثَ ببَغْدادَ، رَوَى عنه أَبو بكرِ بنِ شاذَانَ البزَّاز⁣(⁣٤).

  [كمه]: الكَمَهُ، محرّكةً: العَمَى الذي يُولَدُ به الإِنْسانُ، أَو عامٌّ في العَمَى العارِضِ؛ ومنه قوْلُ سُوَيدٍ:

  كَمِهَتْ عَيْناهُ لمَّا ابْيَضَّتا ... فهْوَ يَلْحَى نَفْسَه لمَّا نَزَعْ⁣(⁣٥)

  ورُبَّما يستدلُّ بالحدِيثِ: «فإنَّهما يَكْمِهانِ الأبْصارَ».

  وقالَ ابنُ بَرِّي: وقد يَجوزُ أَنْ يكونَ مُسْتعاراً مِن كَمِهَتِ الشمسُ، أَو مِن قَوْلِهم كَمِهَ الرَّجُلُ إِذا سُلِبَ عَقْلُه، قالَ: ومعْنَى البَيْتِ أَنَّ الحَسَدَ بَيَّضَ عَيْنَيْه؛ كما قالَ رُؤْبَة:

  بَيّضَ عَيْنَيْه العَمَى المُعَمِّي

  وذَكَرَ أَهْلُ اللغَةِ: أَنَّ الكَمَهَ يكونُ خِلْقةً ويكونُ حادِثاً بعْدَ بَصَرٍ، وعلى هذا الوَجْهِ الثاني فُسِّر هذا البَيْتُ.

  كَمِهَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ، فهو أَكْمَه: إِذا عَمِيَ.

  وأَيْضاً: صارَ أَعْشَى، وهو الذي يُبْصِرُ بالنهارِ ولا يُبْصِرُ بالليْلِ، وبه فَسَّرَ البُخارِي.


(١) اللسان.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان وقبله:

حتى اكتسا الرأس قناعا أشهبا ... أملح لا لذَّا ولا محبّبا

(٤) في اللباب: البزّار.

(٥) المفضلية ٤٠ لسويد بن أبي كاهل اليشكري، البيت ٨٨ برواية: «حتى ابيضتا» واللسان والتهذيب والمقاييس ٥/ ١٣٧ وعجزه في الصحاح.