[ميه]:
  أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ ... مَتَى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ
  ثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ ... حتى يقالَ سَيِّدٌ ولستُ بِهْ(١)
  وكانَ حُكْمُه أَنْ يقولَ أَتَنَبَّه، لأنَّه قالَ أُنَبَّه، ومُطاوعُ فَعَّلَ إنَّما هو تَفَعَّلَ، لكنْ لمَّا كانَ أُنَبَّه في معْنَى أَنْبَه جاءَ بالمُضارعِ عليه، فافْهَمْ.
  ويقالُ: هذا مَنْبَهَةٌ على كذا، أَي مُشْعِرٌ به(٢)؛ ومنه قَوْلُهم: أَشِيعُوا بالكُنَى فإِنَّها مَنْبَهَةٌ.
  ومَنْبَهَةٌ لفلانٍ: أَي مُشْعِرٌ بقَدْرِهِ ومُعْلٍ له. وفي الحدِيثِ: «فإِنَّه مَنْبَهَةٌ للكَرِيمِ»، أَي مَشْرفَةٌ ومَعْلاةٌ من النَّباهَةِ.
  وقالوا: المالُ مَنْبَهَةٌ للكَرِيمِ ويُسْتَغْنَى به عن اللَّئِيمِ.
  وما نَبِهَ له، كفَرِحِ: أَي ما فَطِنَ؛ والاسمُ النُّبْهُ بالضَّمِّ؛ وقد ذُكِرَ قَرِيباً.
  قالَ أَبو زيْدٍ: نَبِهْتُ للأَمْرِ، بالكسْرِ، أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وَبَهاً: فَطِنْتُ، وهو الأَمْرُ تَنْساهُ ثم تَتْنبه(٣) له.
  والنَّبَهُ، بالتَّحرِيكِ: الضَّالَّةُ تُوجَدُ عن غَفْلَةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
  يقالُ: وَجَدْتُ الضالَّةَ نَبَهاً: أَي عن غيرِ طَلَبٍ؛ وأَنْشَدَ لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَبْياً قد انْحَنَى في نوْمِه فشبَّهَه بدُمْلُجٍ قد انْفَصَمَ:
  كأَنَّه دُمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ ... في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحيِّ مَفْصومُ(٤)
  إِنَّما جَعَلَه مَفْصوماً لتَثَنِّيهِ وانْحِنائِهِ إِذا نامَ، ونَبَهٌ هنا بَدَلٌ مِن دُمْلُجٍ: أَرادَ: أَنَّ الخِشْفَ لمَّا جَمَعَ رأْسَه إلى فخْذِه واسْتَدارَ كانَ كدُمْلُجٍ مَفْصُوم أَي مَصْدوعٌ مِن غيرِ انْفِراجٍ. وقالَ الأَزْهرِيُّ في قَوْلِ ذي الرُّمَّة هذا وَضَعَه في غيرِ مَوْضِعِه: كانَ يَنْبَغي له أَنْ يقولُ كأَنَّه دُمْلُج فُقِدَ نَبَهاً.
  والنَّبَهُ: الشَّيءُ المَوْجودُ: ضِدٌّ.
  وبخطّ الصَّاغانيّ: النُّبَهُ، بضمٍ ففتحٍ: المَوْجودُ؛ قالَ: وهو مِن الأضْدادِ.
  * قُلْتُ: وهذا يَحْتاجُ إلى تأَمُّلٍ.
  والنَّبَهُ: الشَّيءُ المَشْهورُ، كالنَّبِهِ، كخَجِلٍ(٥)؛ كما في الصِّحاحِ، وبه فُسِّرَ قوْلُ ذي الرُّمَّةِ أَيْضاً.
  قالَ ابنُ بَرِّي: شَبَّه ولدَ الظَّبْيَةِ حينَ انْعَطَفَ لمَّا سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُج فِضَّةٍ نَبَهٍ، أَي أَبْيَضَ نَقيِّ كما كانَ ولدُ الظَّبْيَةِ كَذلِكَ.
  وقال في مَلْعَبٍ: لأنَّ مَلْعَبَ الحيِّ قد عُدِلَ به عن الطَّريقِ المَسْلوكِ، كما أَنَّ الظَّبْيَةَ قد عَدَلَتْ بولَدِها عن طَريقِ الصَّيَّادِ.
  ونَبُهَ الرَّجُلُ، مُثَلَّثَةً؛ ويُوجَدُ في بعضِ النسخ هنا زِيادة قَوْله عن ابنِ طريفٍ أَي التَّثْلِيث ذَكَرَه ابنُ طُريفٍ في كتابِ الأَفْعالِ، وذَكَرَه ابنُ القطَّاعِ أَيْضاً في تَهْذيبِ الأفْعالِ؛ واقْتَصَرَ الأكْثَرُونَ على الضمِّ وقالوا: هو الأفْصَحُ بدَلِيل إِتْيانِ المَصْدَرِ على النَّباهَةِ والوَصْفِ على نَبِيهٍ وفعالة وفعيل من المقيسِ في فعل المَضْمُومِ، قالَهُ شيْخُنا؛ شَرُفَ واشْتَهَرَ فهو نابِهٌ، وهو خِلافُ الخامِلِ، وهو من نَبِهَ، كنَصَرَ وعَلِمَ.
  ونَبِيهٌ ونَبَّهٌ، محرّكةً ونَبِهٌ أَيْضاً ككَتِفٍ.
  ورجُلٌ نَبَهٌ ونَبِيهٌ: إِذا كانَ شَرِيفاً مَعْروفاً؛ قالَ طرفَةُ يمدَحُ رجُلاً:
  كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى ... نَبَهٌ سَيِّدُ سادَاتٍ خِضَمّ(٦)
  وقَوْمٌ نَبَهٌ، أَيْضاً أَي بالتحْرِيكِ، كالواحِدِ، عن ابنِ الأعرابيِّ، وكأَنَّه اسمٌ للجَمْعِ.
(١) اللسان.
(٢) قوله: «مشعر به» مضروب عليه بنسخة المؤلف هامش القاموس.
(٣) في الصحاح: «تنتبه له».
(٤) ديوانه صفحة ٥٧٢ واللسان والصحاح والتهذيب.
(٥) على هامش القاموس عن نسخة: والمنسيُّ.
(٦) ديوانه ط بيروت ص ٩٠ وفيه: «نَبِهٍ سيِّدِ ساداتٍ ...» والمثبت كضبط اللسان والتهذيب.