تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وجه]:

صفحة 111 - الجزء 19

  والوَجْهُ: القَلِيلُ من الماءِ، ويُحَرَّكُ، كِلْتاهُما عن الفرَّاء.

  والجِهةُ، مُثَلَّثَةً، الكسْرُ والفتْحُ نَقَلَهما ابنُ سِيدَه، والضَّمُّ عن الصَّاغانيّ والوُجْهُ، بالضمِّ والكسْرِ؛ ونقلَ في البصائِرِ التَّثْلِيثَ في الوَجْه أَيْضاً: الجانِبُ والنَّاحِيَةُ المُتَوَجَّهُ إليها والمَقْصودُ بها.

  وقالَ الجَوْهرِيُّ: ويقالُ هذا وَجْهُ الرَّأْي، أَي نَفْسُه، والاسمُ الوُجْهَةُ، بكسْرِ الواوِ وضمِّها، والواوُ تُثْبَتُ في الأسْماءِ كما قالوا وِلْدَةٌ، وإِنَّما لا تَجْتَمِعُ مع الهاءِ في المَصادِرِ، انتَهَى.

  ويقالُ: ضَلَّ وِجْهَةَ أَمْرِه، أَي قَصْدَهُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ ... لما اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بالمِطْرَقِ⁣(⁣١)

  ويقالُ: ما له جِهَةٌ في هذا الأَمْرِ ولا وِجْهَةٌ، أَي لا يبْصِرُ وَجْهَ أَمْرِه كيْفَ يأْتي له.

  وخَلِّ عن جِهَتِه: يُريدُ جِهَةَ الطَّريقِ.

  وقالَ الأصْمعيُّ: وَجَهَهُ، كوَعَدَهُ، وَجهاً: ضَرَبَ وَجْهَهُ، فهو مَوْجُوهٌ؛ وكذا جهْتُهُ فهو مَوْجُوهٌ.

  ووَجَّهَهُ في حاجَتِه تَوْجِيهاً: أَرْسَلَهُ فتَوَجَّه جِهَةَ كذا.

  ومِن المجازِ: وَجَّهَهُ الأميرُ، أَي شَرَّفَهُ؛ كأَوْجَهَهُ: صَيَّرَهُ وَجِيهاً؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لامْرئِ القَيْسِ:

  ونادَمْتُ قَيْصَرَ في مُلْكِهِ ... فأَوْجَهَنِي وركِبْتُ البَرِيدا⁣(⁣٢)

  ووَجَّهَتِ المَطَرَةُ الأرضَ: صَيَّرَتْها وَجْهاً واحِداً. كما تقولُ: تَرَكَتِ الأرضَ قَرْواً واحِداً.

  ووَجَّهَ النَّخْلَةَ: غَرَسَها فأَمالَها قِبلَ الشَّمالِ فأَقامَتْها الشَّمالُ.

  ويقالُ: قَعَدْتُ وِجاهَكَ وتُجاهَكَ، مُثَلَّثَيْنِ؛ الضَّمُّ والكَسْرُ في وِجاهَكَ في الصِّحاحِ، والفتْحُ عن اللّحْيانيّ؛ أَي حِذَاءَكَ مِن تِلْقاءِ⁣(⁣٣) وَجْهِكَ وفي الصِّحاحِ: أَي قِبالَتَكَ.

  قالَ: وقَوْلُهم: تُجاهَكَ وتِجاهَكَ بُني على قوْلِهم اتَّجَهَ لَهُم رأْيٌ؛ واسْتَعْمَلَ سِيْبَوَيْه التُّجاهَ اسْماً وظَرْفاً.

  وفي حدِيثِ صلاةِ الخَوْفِ: «وطائِفَةٌ وُجاهَ العَدوِّ»، أَي مُقابَلَتَهم وحِذاءَهُم؛ ويُرْوى: تُجاهَ العَدوِّ، والتاءُ بدلٌ من الواوِ.

  ولَقِيهُ وِجاهاً ومُواجَهَةً: قابَلَ وَجْهَهُ بوَجْهِهِ.

  وتَواجَهَا: تَقابَلا سواءٌ كانا رَجُلَيْن أَو مَنْزلَيْن.

  والمُوَجَّهُ، كمعَظَّمٍ: ذُو الجاهِ، كالوَجِيهِ.

  ومِن المجازِ: المُوَجَّهُ مِن الأَكْسِبَةِ: ذُو الوَجْهَيْنِ: كالوَجِيهَةِ.

  ومِن المجازِ: المُوَجَّهُ مِن النَّاسِ: مَنْ له حَدَبَتانِ في ظَهْرِهِ وفي صَدْرِهِ⁣(⁣٤)، على التَّشْبِيهِ بالكِساءِ المُوَجَّهِ.

  وفي حدِيثِ أَهْلِ البَيْتِ: «لا يُحِبُّنا الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ»؛ حَكَاهُ الهَرَوِيّ في الغَرِيبَيْنِ.

  وتَوَجَّهَ إليه: أَقْبَلَ؛ وهو مُطاوعُ وَجَهَه.

  وتَوَجَّهَ الجَيْشُ؛ انْهَزَمَ.

  ومِن المجازِ: تَوَجَّهَ الشيخُ، إِذا وَلَّى وكَبِرَ⁣(⁣٥) سِنُّه وأَدْبَرَ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:

  كعَهْدِكَ لا ظِلُّ الشَّبابِ يُكِنُّني ... ولا يَفَنٌ ممَّنْ تَوَجَّهَ دالِفُ⁣(⁣٦)


(١) اللسان وفيه: «بالمطرد».

(٢) اللسان.

(٣) في القاموس بالنصب، والكسر ظاهر.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة: وأبو المُوَجِّه محمدُ بنُ عَمْرٍو المُحَدّثُ.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة: والشيخ: وَلَّى، وأَدْبَرَ، وكَبِرَ، والعُمُرُ: تَوَلَّى، والجَيْشُ: انْهَزَمَ، وأَحْمَقُ ما يَتَوَجَّهُ، أَي: ما يُحْسِنُ أَنْ يَأْتِيَ الغَائِطَ، هكذا بنسخة المؤلف. وقوله: «وانهزم وولّى وكبر» مضروب عليه بنسخة المؤلف، أفاده على هامش القاموس أيضا.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٦٤ برواية: كعهدك لا عهد الشباب يضلني ولا هرم.