تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع الهاء

صفحة 112 - الجزء 19

  قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ شَمِطَ ثم شاخَ ثم كَبِرَ ثم تَوَجَّهَ ثم دَلَفَ ثم دَبَّ ثم مَجَّ ثم ثَلَّبَ ثم المَوْت.

  وهُم وِجاهُ أَلْفٍ، بالكسْرِ: أَي زُهاؤُهُ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  والوَجِيهُ: ذُو الجاهِ، ج وُجَهاءُ؛ وهذا قد تقدَّمَ له فهو تكْرارٌ؛ كالوَجُهِ، كنَدُسٍ؛ وقد وَجُهَ، ككَرُمَ، وَجاهَةً: صارَ ذا جاهٍ وقَدْرٍ.

  ومِن المجازِ: مَسَحَ وَجْهَهُ بالوَجِيهِ، وهي خَرَزَةٌ⁣(⁣١) م مَعْروفَةٌ حَمْراءُ أَو عَسلِيَّة لها وَجْهانِ يَتَراءَى فيها الوَجْه كالمِرْآةِ يَمْسَحُ بها الرَّجلُ وَجْهَه إذا أَرادَ الدُّخولَ عنْدَ السُّلْطانِ؛ كالوَجِيهَةِ⁣(⁣٢).

  والوَجِيهُ من الخَيْلِ: الذي تَخْرُجُ يَداهُ مَعاً عندَ النِّتاجِ⁣(⁣٣)، وهو مجازٌ.

  ويقالُ أَيْضاً للوَلَدِ إذا خَرَجَتْ يَداهُ مِن الرَّحِمِ أَوَّلاً: وَجِيهٌ، وإذا خَرَجَتْ رِجْلاهُ أَوَّلاً يَتْنٌ، واسمُ ذلِكَ الفِعْلِ التَّوْجِيهُ.

  والوَجِيهُ: فَرَسانِ م مَعْروفانِ مِن خَيْلِ العَرَبِ نَجِيبانِ سُمَّيا بذلِكَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لطُفَيْل الغَنَويّ:

  بناتُ الغُرابِ والوجِيهِ ولاحِقٍ ... وأَعْوَجَ تَنْمي نِسْبَةَ المُتَنَسِّبِ⁣(⁣٤)

  قالَ ابنُ الكَلْبي: وكان فيمَا سَمّوا لنا من جِيادٍ فُحُولها المُنْجبات: الغُرابُ والوَجِيهُ ولاحِقٌ ومذهبٌ ومَكْتومُ، وكانتْ هذه جَمِيعُها لغَنِيِّ بنِ أَعْصر.

  وأَوْجَهَهُ: صادَفَهُ وَجِيهاً؛ وأَنْشد الجَوْهرِيُّ للمُساوِرِ بنِ هِنْدِ بنِ قَيْسِ بنِ زُهَيْر:

  إنَّ الغَواني بَعْدَما أَوْجَهْنَني ... أَعْرَضْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ شيخٌ أَعْوَرُ⁣(⁣٥)

  وتَوْجِيهُ القوائِمِ: كالصَّدَفِ إلَّا أنَّه دُونَه، أَو هو في الفَرَسِ تَدانِي العُجايَتَيْنِ؛ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ العُجانَيْن؛ والحافِرَيْنِ والْتِواءٌ في الرُّسْغَيْنِ.

  ومِن المجازِ: التَّوْجِيهُ والتَّأْسِيسُ في قَوافِي الشِّعْرِ، وذلكَ مِثْل قَوْله:

  كِلِيني لهَمِّ يا أُمَيمَة ناصِبِ⁣(⁣٦)

  فالباءُ هي القافِيَةُ، والألِفُ التي قَبْل الصَّادِ تأْسِيسٌ، والصَّادُ تَوْجِيهٌ بينَ التَّأْسِيسِ والقافِيَةِ.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عبيدٍ: التَّوجِيهُ هو الحَرْفُ الذي بينَ أَلفِ التَّأْسِيسِ وبينَ القافِيَةِ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: التَّوْجِيهُ هو حَرَكةُ الحَرْفِ⁣(⁣٧) الذي قبلَ الرَّوِيِّ المُقَيَّدِ.

  وفي المُحْكَم: الحَرْفُ الذي قَبْل الرَّوِيِّ في القافِيَةِ المُقَيَّدَةِ.

  وقيلَ له تَوْجِيهٌ لأنَّه وَجَّهَ الحَرْفَ الذي قَبْل الرَّوِيِّ المقيَّدِ إليه لا غَيْر، ولم يَحْدُث عنه حرْفُ لِينٍ كما حَدَثَ من الرَّسِّ والحَذْوِ والمَجْرَى والنَّفَاذِ، وأَمَّا الحَرْفُ الذي بينَ أَلِفِ التَّأْسِيسِ والرَّوِيِّ فإنَّه يُسمّى الدَّخِيلَ، وسُمِّي دَخِيلاً لدخولِهِ بينَ لازِمَيْن، وتُسمَّى حَرَكَتُه الإشْباعَ.

  أَو التَّوْجِيهُ: أنْ تَضُمَّهُ وتَفْتَحَه، فإن كَسَرْتَه فَسِنادٌ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: هذا قَوْلُ أَهْلِ اللّغَةِ، وتَحْرِيره أَنْ تقولَ: إنَّ التَّوْجيهَ اخْتِلافُ حركَةِ الحَرْفِ الذي قَبْل الرَّوِيِّ المقيَّدِ كقَوْلِهِ:


(١) على هامش القاموس عن نسخة: حَمْراءُ.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة: أو عَسَلِيَّةٌ لها وَجْهان، يَتَراءى فيها الوجْهُ كالمِرْآةِ، يَمْسَحُ بها الرَّجُلُ وَجْهَهُ إذا أَراد الدُّخولَ على السُّلطانِ.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: وهو مَهْرُ وَجِيَّهٌ.

(٤) اللسان.

(٥) الصحاح وفي اللسان برواية: «وأرى الغواني أدبرن ثمَت»

(٦) ديوانه ص ٩ وعجزه:

وليل أقاسيه بطيءِ الكواكبِ

(٧) في القاموس: الحرفُ بالرفع، والكسر ظاهر.