تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أتو]:

صفحة 134 - الجزء 19

  وإِبَّيَانُ بكسْرٍ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ: قَرْيَةٌ قُرْبَ قَبْرِ يونُسَ ابنِ متَّى #، عن ياقوت.

  [أتو]: والأَتْوُ: الاسْتِقامَةُ في السَّيْرِ وفي السُّرْعةِ⁣(⁣١).

  والأَتْوُ: الطَّريقةُ. يقالُ: ما زالَ كَلامُه على أَتْوٍ واحِدٍ، أَي طَريقَةٍ واحِدَةٍ.

  وحَكَى ابنُ الأَعْرابيِّ: خَطَبَ الأَميرُ فما زالَ على أَتْوٍ واحِدٍ.

  والأَتْوُ: المَوْتُ والبَلاءُ.

  قالَ ابنُ شُمَيْل: أَتَى على فلانٍ أَتْوٌ، أَي مَوْتٌ أَو بَلاءٌ يُصِيبُه؛ يقالُ: إِن أَتَى عليَّ أَتْوٌ فغُلامِي حُرٌّ، أَي إِنْ مُتُّ.

  والأَتْوُ: المَرَضُ الشَّديدُ، أَو كَسْرُ يَدٍ أَو رِجْلٍ.

  والأَتْوُ: الشَّخْصُ العَظيمُ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ عن أَبي زيْدٍ.

  والأَتْوُ: العَطاءُ. يقالُ: لفُلانٍ أَتْوٌ، أَي عَطاءٌ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وأَتَوْتُه آتُوهُ أَتْواً وإِتاوَةً، ككِتابَةٍ: رَشَوْتُه؛ كَذلِكَ حَكَاهُ أَبو عبيدٍ، جَعَلَ الإِتاوَةَ مَصْدراً؛ ونَقَلَهُ الصَّاغانيّ عن أَبي زيْدٍ.

  والإِتاوَةُ أَيْضاً: الخَراجُ. يقالُ: أَدَّى إِتاوَةَ أَرْضِه، أَي خَراجَها. وضُرِبَتْ عليهم الإِتاوَةُ: أَي الجِبايَةُ، وجَعَلَه بعضٌ مِن المجازِ.

  وشَكَمَ فَاهُ بالإِتاوَةِ: أَي الرِّشْوَة؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشرِيُّ لجابرِ بنِ⁣(⁣٢) جُنِيِّ التَّغْلَبيِّ:

  ففي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ ... وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ سِيدَه: وأَمَّا أَبو عبيدٍ فأَنْشَدَ هذا البَيْتَ على الإِتاوَةِ التي هي المَصْدَرُ، قالَ: ويقوِّيَه قَوْله: مَكْسُ دِرْهَم، لأنَّه عطف عرَض على عرَضٍ.

  وكلُّ ما أُخِذ بكُدّةٍ أَو قُسِمَ على موْضعٍ مِن الجِبايَةِ وغيرها إِتاوَةٌ؛ أَو تَخُصُّ الرِّشْوَةَ على الماءِ، ج أَتاوَى، كسَكَارَى؛ وأَمَّا قَوْلُ الجعْدِيّ:

  مَوالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرابةٍ ... ولكنْ قَطِيناً يَسْأَلونَ الأَتاوِيَا⁣(⁣٤)

  أَي هُمْ خدَمٌ يَسْأَلونَ الخَراجَ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما كانَ قِياسُه أَن يقولَ أَتاوَى كقَوْلِنا في عِلاوةٍ وهِراوَةٍ عَلاوَى وهَراوَى، غَيْر أَنَّ هذا الشاعِرَ سَلَكَ طَريقاً أُخْرَى غَيْر هذه، وذلك أَنَّه لمَّا كسَّرَ إِتاوَةً حدثَ في مثالِ التَّكْسيرِ هَمْزةٌ بَعْد أَلِفِه بَدَلاً مِن أَلِفِ فِعالةٍ كهَمْزةِ وَسائِل وَكَنائِن، فصارَ التَّقْديرُ به إلى إِتاءٍ، ثم يبدلُ مِن كَسْرَةِ الهَمْزةِ فَتْحة لأنَّها عارِضَةٌ في الجَمْعِ، واللّام مُعْتَلَّة كبابِ مَطَايا وعَطَايا فيَصِيرُ إلى أَتاأَى، ثم تُبْدِل من الهَمْزةِ واواً لظُهورِها لاماً في الواحِدِ فتقولُ أَتاوَى كعَلاوَى، وكَذلِكَ تقولُ العَرَبُ في تَكْسيرِ إتاوَةٍ أَتاوَى، غَيْر أَنَّ هذا الشاعِرَ لو فَعَلَ ذلِكَ لأَفْسَدَ قافِيَتَه، لكنَّه احْتاجَ إلى إِقْرارِ الهَمْزةِ بحالِها لتصِحَّ بَعْدها الياءُ التي هي رَوِيُّ القافِيَةِ كما مَعَها مِنَ القَوافِي التي هي الرَّوابِيا والأَدانِيا ونَحْو ذلِكَ، ليَزُولَ لَفْظُ الهَمْزَةِ، إِذ كانتِ العادَةُ في هذه الهَمْزةِ أَن تُعَلَّ وتُغَيَّر إِذا كانتِ اللَّام مُعْتلَّة، فرأَى إِبْدال هَمْزة إتاءٍ واواً ليَزولَ لفظُ الهَمْزةِ التي مِن عادَتِها في هذا المَوْضِعِ أَنْ تُعَلَّ ولا تصحَّ لمَا ذَكَرْنا، فصارَ الأَتاوِيا.

  وأُتى، كعُروَة وعُرىً، وهو نادِرٌ؛ قالَ الطِّرمَّاحُ:

  لنا العَضُدُ السُّدَّى على الناسِ والأُتَى ... على كلِّ حافٍ من مَعَدِّ وناعِلِ⁣(⁣٥)

  وقالَ أَيْضاً:


(١) في القاموس: «والسرعةُ، وتصرف الشارح بالعبارة خطأ بحيث يفهم منه الإستقامة في السرعة أيضاً، وليس صحيحاً ففي اللسان. كالقاموس. الإستقامةُ في السير والسرعةُ.

(٢) في الأساس: «حُنيّ» وفي اللسان: حُنيّ بن جابر التغلبي.

(٣) البيت في اللسان والصحاح والأساس والتهذيب والمقاييس ١/ ٥١ والبيت من المفضلية ٤٢ لجابر بن حُنيّ التغلبي برواية: «وفي كل».

(٤) اللسان والصحاح.

(٥) اللسان وفيه: في معدِّ وناعل.