تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أتو]:

صفحة 135 - الجزء 19

  وأَهْل الأُتَى اللَّاتي على عَهْدِ تُبَّعٍ ... على كلِّ ذي مالٍ غريب وعاهِن⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ على حذْفِ الزائِدِ فيكونُ مِن بابِ رِشْوَة ورشاً.

  وأَتَتِ النَّخْلةُ والشَّجرةُ تَأْتُو وأَتْواً، وإِتاءً، بالكسْرِ عن كُراعٍ: طَلَعَ ثَمَرُها، أَو بَدَا صلاحُها، أَو كَثُرَ حَمْلُها، والاسمُ الإِتاءَةُ.

  والإِتاءُ، ككِتابٍ: ما يَخْرُجُ من إِكالِ الشَّجَرِ؛ قالَ عبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَة الأَنْصارِيُّ:

  هُنالِكَ لا أُبالِي نَخْلَ بَعْلٍ ... ولا سَقْيٍ وإِن عَظُمَ الإِتاءُ⁣(⁣٢)

  عَنَى بهُنالِكَ مَوْضِعَ الجِهادِ، أَي أَسْتَشْهدُ فأُرْزَق عنْدَ اللهِ فلا أُبالي نخلاً ولا زَرْعاً.

  والإِتاءُ: النَّماءُ. وقد أتَتِ الماشِيَةُ إتاءً: نَمَتْ، وكَذلِكَ إِتاءُ الزَّرْعِ: رَيْعُه.

  والأَتاوِيُّ والأَتِيُّ، ويُثَلَّثَان، اقْتَصَر الجَوْهرِيُّ على الفتْحِ فيهما، والضمّ في الأُتيّ عن سِيْبَوَيْه، وبه رُوِي الحدِيثُ. قالَ أَبو عبيدٍ: وكَلامُ العَرَبِ بالفَتْحِ.

  ونَقَلَ الصَّاغانيُّ الضمَّ والكسْرَ فيهما عن أَبي عَمْروٍ، وقالَ: إِنّ الكسْرَ في الثاني غَرِيبٌ.

  جَدْوَلٌ، أَي نَهْرٌ، تُؤْتِيهِ، تَسْوقُه وتُسَهِّلهُ، إلى أَرْضِكَ.

  وقالَ الأصْمَعيُّ: كلُّ جَدْوَلِ ماءٍ أَتِيٌّ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ يَسْتَقِي على رأْسِ البِئْرِ وهو يَرْتجزُ ويقولُ:

  لَيُمْخَضَنْ جَوْفُكِ بالدُّليِّ ... حتى تَعُودي أَقْطَعَ الأَتِيِّ⁣(⁣٣)

  وقيلَ: الأُتيُّ، بالضمِّ، جَمْعُ أَتيٍّ. أَو الأَتيُّ: السَّيْلُ الغرِيبُ لا يُدْرَى مِن أَيْنَ أَتَى، وكَذلِكَ الأَتاوِيُّ.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: أَتيٌّ أَتى ولُبِّسَ⁣(⁣٤) مَطَرَه علينا؛ قالَ العجَّاجُ:

  كأَنَّهُ والهَوْلُ عَسْكَرِيّ ... سَيْلٌ أَتيٌّ مَدَّهُ أَتيُّ⁣(⁣٥)

  وبه سُمِّي الرَّجُلُ الغَريبُ أَتِيّاً وأَتاوِيّاً، والجَمْعُ أَتاوِيُّونَ.

  وقالَ الأصْمَعيُّ: الأَتيُّ الرَّجُلُ يكونُ في القوْم ليس منهم؛ ولهذا قيلَ للسَّيْلِ الذي يأْتي مِن بلَدٍ قد مُطِّر فيه إلى بَلَدٍ لم يُمْطر فيه أَتيٌّ.

  وقالَ الكِسائيُّ: الأَتاوِيُّ، بالفتْحِ: الغَريبُ الذي هو في غَيْرِ وَطنِه؛ وقَوْلُ المرْأَةِ التي هَجَتِ الأَنْصارَ، وحَبَّذا هذا الهجَاءُ:

  أَطَعْتُمْ أَتاوِيَّ من غيرِكُم ... فلا من مُرادَ ولا مَذْحِج⁣(⁣٦)

  أَرادَتْ بالأَتاوِيِّ النَّبيِّ ، فقَتَلَها بعضُ الصَّحابَةٍ فأُهْدِرَ دَمُها، وقيلَ: بلِ السَّيْلُ شُبِّه بالرَّجُلِ لأَنَّه غَريبٌ مثْلُه؛ وشاهِدُ الجَمْع قَوْلُ الشاعرِ:

  لا يُعْدَلُنَّ أَتاوِيُّونَ تَضْرِبُهم ... نَكْباءُ صِرٌّ بأَصْحابِ المُحِلَّاتِ⁣(⁣٧)

  أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ هكذا.

  قالَ الفارِسِيُّ: ويُرْوى: لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون، فحذفَ المَفْعول، وأَرادَ: لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون شأْنُهم كذا أَنْفُسَهم.

  ونِسْوَةٌ أَتاوِيَّات، وأَنْشَدَ الكِسائيُّ وأَبو الجرَّاحِ لحميدٍ الأَرْقَطِ:


(١) اللسان.

(٢) اللسان والصحاح والتهذيب والمقاييس ١/ ٥٢ برواية: «نخل سقي ولا بعلٍ».

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «وليس».

(٥) اللسان والثاني في الصحاح.

(٦) اللسان.

(٧) اللسان والصحاح والمقاييس ١/ ٥٢ والحيوان ٥/ ٩٧.