تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهمزة مع الواو والياء

صفحة 139 - الجزء 19

  وفي الأساسِ: اغْتَلَمَتْ أَن تُؤْتَى.

  واسْتَأَتَّ زيْدٌ فلاناً: اسْتَبْطَأَهُ وسَأَلَهُ الإتْيانَ. يقالُ: ما أَتَيْناكَ حتى اسْتَأَتَيْناكَ إذا اسْتَبْطَؤُوهُ؛ كما في الأساسِ؛ وهو عن ابنِ خَالَوَيْه.

  ورجُلٌ مِيتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاءٌ، مِن آتاهُ جازَاهُ وأَعْطَاهُ، فعلى الأوَّل فاعَلَهُ، وعلى الثاني: أَفْعَلَهُ، كما تقدَّمَ.

  وتَأَتَّى له: تَرَفَّقَ وأَتَاهُ مِن وَجْهِه؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وهو قَوْلُ الأصْمَعيِّ.

  وتَأَتَّى له الأَمْرُ: تَهَيَّأَ وتَسَهَّلَتْ طَرِيقُه، قالَ:

  تَأَتَّى له الخَيْرُ حتى انْجَبَرْ⁣(⁣١)

  وقيلَ: التَّأَتِّي: التَّهَيؤُ للقِيامِ؛ ومنه قَوْلُ الأَعْشى:

  إذا هي تَأَتَّى قَريب القِيام ... تَهادَى كما قد رأَيْتَ البَهِيرا⁣(⁣٢)

  وأَتَيْتُ الماءَ وللماءِ تَأْتِيَةً، على تَفْعِلَةٍ، وتَأَتِّياً⁣(⁣٣)، بالتَّشْديدِ: سَهَّلْتُ سَبِيلَه ووَّجَّهْتُ له مَجْرىً حتى جَرَى إلى مَقارِّهِ. ومنه حدِيثُ ظُبْيان في صفَةِ دِيارِ ثَمُود: «وأَتَّوْا جَداوِلَها»، أَي سَهَّلُوا طُرُقَ المِياهِ إليها.

  وفي حدِيثٍ آخَر: رأَى رَجُلاً يُؤَتِّي الماءَ إلى الأرضِ، أَي يُطَرِّق كأَنَّه جعَلَه يَأَتي إليها، وأَنْشَدَ ابنُ الأعرابيِّ لأبي محمدٍ الفَقْعَسِيّ:

  تَقْذِفهُ في مثلِ غِيطان النِّيهْ ... في كلِّ تِيهٍ جَدْول تُؤَتِّيهْ⁣(⁣٤)

  وأُتِيَ فلانٌ، كعُنِيَ: أَشْرَفَ عليه العَدُوُّ ودَنا منه.

  ويقالُ: أُتِيتَ يا فُلان إذا أُنْذِرَ عَدُوَّاً أَشْرَفَ عليه، نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ. وأَتَّى بمعْنَى حتَّى لُغَةٌ فيه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأَتيْهُ: المرَّةُ الواحِدَةُ مِن الإِتيانِ.

  والمِيتاءُ، كالمِيداءِ، مَمْدُودَانِ: آخِرُ الغايَةِ حيثُ يَنْتهِي إليه جَرْيُ الخَيلِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  ووَعْدٌ مَأْتِيٌّ: أَي آتٍ؛ كحجابٍ مَسْتُورٍ أَي ساتِرٍ، لأَنَّ ما أَتَيْته فقد أَتَاكَ.

  قَالَ الجَوْهرِيُّ: وقد يكونُ مَفْعولاً لأنَّ ما أَتاكَ مِن أَمْرِ اللهِ فقد أَتَيْتَه أَنْتَ، وإِنَّما شُدِّدَ لأنَّ واوَ مَفْعولٍ انْقَلَبَتْ ياءً، لكَسْرةِ ما قَبْلها فأُدغِمَتْ في الياءِ التي هي لامُ الفِعْلِ.

  وأتى الفَاحِشَةَ: تلَبَّسَ بها، ويُكَنَّى بالإتْيانِ عن الوَطْءِ؛ ومنه قَوْلُهُ تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ}⁣(⁣٥)، وهو مِن أَحْسَنِ الكِنايَاتِ.

  ورجُلٌ مَأْتِيُّ: أَتى فيه، ومنه قَوْلُ بعضِ المُولّدين:

  يَأْتي ويُؤْتَى ليسَ ينكرُ ذا ولا ... هذا كَذلِكَ إبْرة الخيَّاط

  وقَوْلُه تعالى: {أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً}⁣(⁣٦). قالَ أَبو إسْحاق: مَعْناهُ يُرْجِعُكُم إلى نَفْسِه.

  وقَوْلُه، ø: {أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ}⁣(⁣٧)؛ أَي قَرُبَ ودَنا إِتْيانُه.

  ومِن أَمْثالِهم: مَأْتِيٌّ أَنْتَ أَيُّها السَّوادُ، أَي، لا بُدَّ لَكَ مِن هذا الأَمْرِ.

  وأُتِيَ على يدِ فُلانٍ: إِذا هَلَك له مالٌ، قالَ الحُطيْئة:

  أَخُو المَرْء يُؤْتَى دونه ثم يُتَّقَى ... بِزُبِّ الْلِّحَى جز الخُصى كالجَمامِحِ⁣(⁣٨)


(١) الأساس والتهذيب وفيهما: «الدهر بدل الخير» وفي المقاييس ١/ ٥١ برواية:

وتأتى له الدهر حتى جبر

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٨٥ وصدره فيه:

وإن هي ناءت تريد القيام

فلا شاهد فيها، والمثبت كرواية اللسان، وفي التهذيب: تريد القيام بدل «قريب القيام».

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: وتَأْتِيئاً.

(٤) اللسان.

(٥) الشعراء الآية ١٦٥.

(٦) البقرة الآية ١٤٨.

(٧) الآية الأولى من سورة النحل.

(٨) ديوانه ط بيروت ص ١٣٠ برواية «جرد الخصى» واللسان والتهذيب.