تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أثي]:

صفحة 140 - الجزء 19

  قَوْلُه: أَخُو المَرْءِ، أَي أَخُو المَقْتُول الذي يَرْضَى مِن دِيَّةِ أَخيهِ بِتُيوسٍ طَوِيلَة اللِّحَى، يعْنِي لا خَيْر فيمَا دونه، أَي يُقْتَل ثم يُتَّقَى بِتُيوسٍ، ويقالُ: يُؤْتَى دونه أَي يُذْهَبُ به ويُغْلَبُ عليه؛ وقالَ آخَرُ:

  أَتَى دون حُلْوِ العَيْشِ حتى أَمرَّه ... نُكُوبٌ على آثارِهنَّ نُكُوبُ⁣(⁣١)

  أَي ذَهَبَ بحُلْوِ العَيْشِ.

  وقَوْلُه تعالى: {فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ}⁣(⁣٢)، أَي قَلَعَ بُنْيانَهم من قَواعِدِه وأَساسِه فهَدَمَه عليهم حتى أَهْلَكَهُم.

  وقالَ السَّمين نَقْلاً عن ابنِ الأَنْبارِي في تَفْسيرِ هذه الآية: فأَتَى اللهُ مَكْرَهُم مِن أَجْله، أَي عَادَ ضَرَر المَكْر عليهم، وهل هذا مَجازٌ أَو حَقيقَةٌ؛ والمُرادُ به نمْرُوذ، أَو صَرْحه خَلافٌ، قالَ: ويُعَبَّرُ بالإِتْيانِ عن الهَلاكِ، كقَوْلهِ تعالى: {فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}⁣(⁣٣).

  ويقالُ: أَتى فلان من مَأْمَنِه: أَي جاءَهُ الهَلاكُ مِن جهَةِ أَمْنه.

  وأُتِيَ الرَّجُل، كعُنِيَ: وهي⁣(⁣٤) وتغَيَّر عليه حِسُّه فتَوَهَّم ما ليسَ بصَحِيحٍ صَحيحاً.

  وفَرَسٌ أَتيٌّ ومُسْتَأْتٍ ومُؤَتَّى ومُسْتَأْتَى⁣(⁣٥)، بغيْرِ هاءٍ: إِذا أَوْ دَقَتْ⁣(⁣٦).

  وآتِ: مَعْناه هَاتِ، دَخَلَتِ الهاءُ على الألِفِ.

  وما أَحْسَنَ أَتْيَ يَدَي هذه الناقَة: أَي رَجْع يدَيْها في سَيْرِها.

  وهو كرِيمُ المُؤَاتاةِ جَميلُ المُوَاسَاةِ: أَي حَسَن المُطَاوَعَةِ. وآتيْتُه على ذلِكَ الأَمْرِ: إِذا وَافَقْته وطاوَعْته. والعامَّةُ تقولُ: وأَتَيْتُه؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: هي لُغَةٌ لأهْلِ اليَمَنِ، جَعَلُوها واواً على تَخْفيفِ الهَمْزةِ.

  ومنه الحدِيثُ: «خَيْرُ النِّساءِ المُواتِيَةُ لزَوْجِها».

  وتَأَتَّى لمَعْرُوفِه: تَعَرَّضَ له، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وتَأَتى له بِسَهْمٍ حتى أَصَابَهُ: إِذا تَقَصَّدَه؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ.

  وأَتَّى اللهُ لفلانٍ أَمْرَه تَأْتِيَةً هَيَّأَهُ.

  ورجُلٌ أَتِيٌّ: نافِذٌ يتَأَتَّى للأُمورِ.

  وآتَتِ النَّخْلةُ إِيتاءً: لُغَةٌ في أَتَتْ.

  والآتي: النهيرُ الذي دونَ السّرى؛ عن ابنِ بَرِّي.

  [أثو]: وأَثَوْتُ الرَّجُلَ، وبه وعليه أَثْواً وإِثايَةً⁣(⁣٧)، بالكسْرِ؛ هكذا في النسخ والصَّواب إِثاوَةً بِالواوِ.

  [أثي]: ي وأَثَيْتُ به وعليه أَثْياً وإِثايَةً، بالكسْرِ: وشَيْتُ به وسَعَيْتُ عندَ السُّلْطانِ، أَو مُطْلقاً عندَ مَنْ كانَ مِن غيرِ أَن يُخَصَّ بهِ السُّلْطانُ.

  ومنه حدِيثُ أَبي الحارِثِ الأَزْدِيّ وغرِيمِه: «لآتِيَنَّ عَلِيّاً فلآتِيَنَّ بكَ»؛ أَي لآشِيَنَّ بكَ.

  وفي الحدِيثِ: «انْطَلَقْت إلى عُمَر آثي على أَبي موسَى الأَشْعريّ»؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ.

  ذو نَيْرَبٍ آثِ

  قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه:

  ولا أَكونُ لكُم ذا نَيْرَبٍ آثِ⁣(⁣٨)

  قالَ: ومِثْلُه قَوْل الآخرِ:

  وإِنَّ امْرأً يَأْثُو بِسادَةِ قَوْمِه ... حَريٌّ لعَمْري أَن يُذَمَّ ويُشْتَما⁣(⁣٩)


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) النحل الآية ٢٦.

(٣) الحشر الآية ٢.

(٤) في اللسان: دُهي.

(٥) في اللسان: «ومستأتي» وفي التهذيب: ومُسْتَوْتٍ.

(٦) الأصل واللسان، وفي التهذيب «أودفت» بالفاء، وفي حاشيته: أودفت: ضبعت.

(٧) في القاموس: وإثاوَةً.

(٨) اللسان والمقاييس ١/ ٦١.

(٩) اللسان والمقاييس ١/ ٦١.