تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهمزة مع الواو والياء

صفحة 155 - الجزء 19

  والإزاءُ: جميعُ، كذا في النسخ والصَّوابُ جَمْعُ ما بينَ الحَوْضِ إلى مَهْوَى الرَّكِيَّةِ مِن الطَّيِّ، أو هو حَجَرٌ أَو جِلْدٌ أو جَلَّةٌ يُوضَعُ عليها الحَوْضُ؛ الصَّوابُ: على فَمِ الحَوْضِ.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: هو صَخْرةٌ وما جَعَلْت وِقايَة على مَصَبِّ الماءِ حينَ يُفَرَّغُ مِن الدَّلْوِ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:

  فَرَماها في مَرابِضِها ... بإِزاءِ الحَوْضِ أَو عُقُرِه⁣(⁣١)

  أَو هو مَصَبُّ الماءِ في الحَوْضِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ الأَصْمعيُّ:

  ما بَيْنَ صُنْبُور إلى إزاءِ⁣(⁣٢)

  وقالَ خُفافُ بنُ نُدْبة:

  كأنَّ محافير السِّباعِ حفاضه ... لتَعْرِيسِها جَنْبَ الإزاءِ المُمَزَّق⁣(⁣٣)

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وأَمَّا قَوْلُ القائِلِ في صفَةِ الحَوْض:

  أفرغ لها في فرق نشوف ... إزاؤُه كالظَّرِبانِ المُوفي⁣(⁣٤)

  فإنَّما عَنَى به القَيِّم.

  قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ قتيبَةَ: حَدَّثَني أَبو العَمَيْثَل الأَعْرابيِّ، وقد رَوَى عنه الأصْمعيّ قالَ: سَأَلَني الأَصْمعيّ عن قوْلِ الرَّاجزِ في وصْفِ ماءٍ:

  إزاؤُه كالظَّرِبانِ المُوفي

  فقالَ: كيفَ يُشَبِّه مَصَبَّ الماءِ بالظَّرِبانِ؟ فقُلْتُ له: ما عنْدَك فيه؟ فقالَ لي: إنَّما أَرادَ المُسْتَقِيَ، وشَبَّهه بالظَّرِبانِ لذَفَرِ عَرَقِه ورائِحَتِهِ. وهُمْ إزاؤُهُمْ: أَي أَقْرانُهُم يُقاوِمِونَهم ويُصْلِحُون أَمْرَهُم؛ قالَ عبدُ اللهِ بنُ سليم الأزْدِيُّ:

  لقدْ عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّا لهم ... إزاءٌ وأَنَّا لهُم مَعْقِلُ⁣(⁣٥)

  وأَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ للكُمَيْتِ، وهو خَطَأٌ نَبَّه عليه ابنُ بَرِّي، وآزَى على صَنِيعِهِ إيزاءً: أَفْضَلَ.

  وفي الصِّحاحِ: عن أَبي زيْدٍ أَضْعَفَ عليه وبه فسّرَ قَوْل رُؤْبَة:

  نَغْرِفُ من ذي غَيِّثٍ ونُوزي

  أَي نُفْضِل عليه.

  قالَ ابنُ سِيدَه: هكذا رُوِي ونُوزِي بالتَّخْفيفِ على أنَّ هذا الشِّعْرَ كُلَّه غيرُ مُرْدَفٍ.

  وآزَى فلانٌ عن فُلانٍ: هابَهُ.

  وآزَى الشَّيءَ: حاذَاهُ؛ ولا تَقُل وَازَاهُ؛ كما في الصِّحاح.

  وقد جاءَ في حدِيثِ صلاةِ الخَوْفِ: «فَوَازَيْنا العَدُوَّ»؛ أَي قابَلْناهُم.

  وآزَاهُ: جارَاهُ وقاوَمهُ؛ ومنه الحدِيثُ: «وفِرْقَةٌ آزَتِ المُلُوكَ فقاتَلَتْهم على دِينِ اللهِ».

  وتَأَزَّى عنه: نَكَصَ وهابَهُ؛ عن أَبي عَمْروٍ.

  وقالَ غيرُهُ: تَأَزَّيْت عن الشيءِ إذا كَعَعْت عنه.

  وتَأَزَّى القِدْحُ: أَصابَ الرَّمِيَّةَ فاهْتَزَّ فيها؛ عن أَبي عَمْروٍ.

  وتَأَزَّى الحَوْضَ: جَعَل له إزاءً، وهو أن يَضَعَ على فَمِه حَجَراً أَو جُلَّةً أَو نَحْو ذلك؛ كأَزَّاه تَأْزِيَةً؛ عن الجَوْهَرِيّ، وهو نادِرٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٠٢ برواية: «في فرائصها» والمثبت كرواية اللسان.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) شعراء إسلاميون، شعر خفاف بن ندبة، ص ٤٦٠ وفيه حياضه، بدل «حفاضه». وانظر تخريجه فيه، واللسان وفيه «محافين» بدل «محافير».

(٤) الثاني في اللسان والصحاح والمقاييس ١/ ٩٩.

(٥) اللسان والصحاح والتهذيب.