تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أسي]:

صفحة 159 - الجزء 19

  والأُسا، بالضمِّ: الصَّبْرُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وعليُّ بنُ عبدِ القاهِرِ بنِ الخضرِ بنِ أَسَا الفَرَضِيُّ سَمِعَ ابنَ النَّقورِ؛ ضَبَطَه الحافِظُ بفَتْحَتَيْن مَقْصوراً.

  [أسي]: ي أَسِيتُ عليه وله، كرَضِيتُ، أَسى، مَقْصوراً مَفْتوحاً، حَزِنْتُ.

  وفي حدِيثِ أُبَيِّ بنِ كَعْبِ: «والله ما عَلَيْهِم آسَى ولكن آسى على مَنْ أَضلُّوا».

  ورَجُلٌ آسٍ وأَسْيانٌ، لُغَةٌ في أَسْوان.

  وامْرأَةٌ آسِيَةٌ وأَسْيى وأَسْيانَةٌ، ج أَسْيانُونَ وأَسْياناتٌ وأَسايَا وأَسايونَ وأَسْيَيَاتٌ.

  والآسِيَةُ من البِناءِ: المُحْكَمُ أَسَاسه.

  والآسِيَةُ: الدِّعامةُ يُدْعَمُ بها البِناءُ ليَتَقَوَّى.

  وأَيْضاً: السَّارِيَةُ والأسْطوانَهُ، والجَمْعُ الأَواسِي بالتَّخْفيفِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للنابِغَةِ:

  فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ غيرَ مُذَمَّمٍ ... أَواسِيّ مُلْكٍ أَثْبَتَتها الأَوائِلُ⁣(⁣١)

  وفي حدِيثِ ابنِ مَسْعودٍ: «يُوْشِكُ أَنْ تَرْمِيَ الأَرضُ بأَفْلاذِ كَبِدِها أَمْثَالَ الأَواسِي».

  ويقالُ: سُمِّيتِ الآسِيَة لأنَّها تُصْلِحُ السَّقْفَ وتُقِيمُه، من أَسَوْت بينَ القَوْمِ: أَصْلَحتُ بَيْنهم، فحينَئِذٍ الصَّوابُ ذِكْره في الواو، فتأَمَّل.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وأَهْلُ البادِيَةِ يُسمّون الخاتِنَةَ⁣(⁣٢) آسِيَة، كِنايَة.

  وآسِيَةُ: بِنْتُ مُزاحِمٍ امْرأَةُ فِرْعَوْنَ ذُكِرَتْ في القُرْآنِ.

  وآسِيَةُ: أُخْتُ الحافِظِ الضِّياءِ المَقْدِسِيِّ المُحَدِّثَةُ رَوَتْ بالإجازَةِ عن ابنِ شاتِيلِ.

  وأَسَيْتُ له من اللَّحْمِ خاصَّةً أَسْياً: أَبْقَيْتُ له. والأَسِيُّ، كغَنِيِّ، وفي بعضِ النسخِ والأسِيّ كعَتِيِّ وكِلاهُما غَلَطٌ، والصَّوابُ الآسِيُّ بالمَدِّ وتَشْدِيدِ الياءِ: بقِيَّةُ الدَّارِ وخُرْثِيُّ المَتاعِ.

  قالَ أَبو زيْدٍ خُرْثيُّ الدَّارِ وآثارُها مَن نحْوِ قِطْعَة القَصْعَةِ والرَّمادِ والبَعَر؛ قالَ الرَّاجِزُ:

  هَلْ تَعْرِف الأَطْلالَ بالجويِّ ... لم يَبْقَ من آسِيِّها العامِيِّ

  غَيرُ رَمادِ الدَّارِ والأُثْفِيِّ⁣(⁣٣)

  * وممَّا يُسْتَدركُ عليه:

  الآسِيُّ، بالمدِّ والشَّدِّ: الأَسْطوانَةُ، وزْنُه فاعُولٌ؛ قالَ الشاعِرُ:

  فَشَيَّدَ آسِيّاً فيا حُسْنَ ما عَمَر

  والجَمْعُ الأَواسِيُّ، بالتَّشْديدِ كآرِيِّ وأَوارِيِّ.

  والآسِي: ماءٌ بعَيْنِه؛ قالَ الأَواسِيُّ، بالتَّشْديدِ كآرِيِّ وأَوارِيِّ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ولا يَجوزُ أَنُ يكونَ آسِيٌّ فاعِيلاً لأنَّه لم يأْتِ منه غَيْر آمِين.

  والآسِي: ماءٌ بعَيْنِه، قالَ الراعِي:

  أَلَمْ تُتْرَكْ نِساءُ بَني زُهَيْرٍ ... على الآسِي يُحَلِّقْنَ القُرُونا؟⁣(⁣٤)

  ويقالُ: كُلُوا فلم نأس⁣(⁣٥) لَكُم مُشَدداً، أَي لم نَتَعَمَّدكم بهذا الطَّعامِ.

  وآسيا: علمٌ على مَمْلكَةِ الشَّرْقِ؛ نَقَلَه أَبو الرّيحانِ البيروني قالَ: وهي كلمةٌ يُونانيَّةٌ.

  وآسِيَةُ بنْتُ الفرجِ الجرهميَّةُ، لها صُحْبةٌ.

  [أشي]: ي أَشَى الكَلامَ، كَرَمَى، أَشْياً: اخْتَلَقَهُ.


(١) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٩٠ برواية: «ثبّتتها» واللسان والصحاح، والتهذيب وفيه: «ذممتها الأوائل».

(٢) في القاموس بالرفع، والنصب ظاهر.

(٣) اللسان وفيه «بالحوي».

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٢٧٥ برواية: «ألم نترك نساءَ» وانظر تخريجه فيه.

(٥) في اللسان: نُؤَسِّ.