تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تعي]:

صفحة 236 - الجزء 19

  قالَ الرَّاغبُ: أُرِيدَ به هنا الاتْباعُ على سَبيلِ الاقْتداءِ والمَرْتَبَةِ لأنَّ القَمَرَ يَقْتَبِسُ النُّورَ من الشمسِ وهو لَها بمنْزلةِ الخَلِيفَةِ.

  كَتَلَّيْتُهُ تَتْلِيَةً، وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ لذي الرُّمَّة:

  لَحِقْنا فَراجَعْنا الحُمول وإنَّما ... يتَلَّى بأَذْنابِ الوداعِ المَرجع⁣(⁣١)

  قالَ: يَتَلَّى يَتَتَبَّع.

  وتَلَوْتُه: تَرَكْتُه.

  قالَ ابنُ الأعرابيِّ: تَلا اتَّبَعَ، وتَلا تَخَلَّفَ ضِدٌّ وتَلَوْتُه: خَذَلْتُه وتَرَكْتُه؛ عن أَبي عبيد كَتَلَوْتُ عنه في الكُلِّ.

  يُقال: تَلا عَنِّيِ يَتْلُو تُلُوّاً: إذا تَرَكَكَ وتَخَلَّف عنك.

  وتَلَوُتُ القُرآنَ أَو كُلَّ كلامٍ؛ هكذا عَمَّ به بعضُهم؛ تِلاوَةً، ككِتابَةٍ: قَرَأْتُهُ.

  قالَ الرَّاغبُ: التِّلاوَةُ تَخْتَص باتِّباعِ كُتُبِ اللهِ المُنْزَلَةِ تارَةً بالقِراءَةِ وتارَةً بالارْتِسام⁣(⁣٢) لمَا فيه مِن أَمْرٍ ونَهْي وتَرْغيبٍ وتَرْهيبٍ أَو ما يُتَوهّمُ فيه ذلِكَ، وهو أَخَصُّ مِن القِراءَةِ، فكلُّ تِلَاوَةٍ قِراءَةٌ ولا عكس، انتَهَى.

  وأَنْشَدَ ثَعْلَب في عُمومِ التِّلاوَةِ قَوْلَ الشاعِرِ:

  واسْتَمَعُوا قولاً به يُكْوَى النَّطِفْ ... يَكادُ من يُتْلى عليه يُجْتأفْ⁣(⁣٣)

  وتَتالَتِ الأُمورُ: تَلا بَعْضٌ بَعْضاً، ومنه جاءَتِ الخَيْلُ تَتالِياً أَي مُتَتابَعَةً؛ كما في الصِّحاحِ.

  وأَتْلَيْتُه إِيَّاهُ: أَتْبَعْتُه؛ ومنه أَتْلاهُ اللهُ أَطْفالاً أَي أَتْبَعَه أَوْلاداً، كما في الصِّحاح.

  واسْتَتْلاهُ الشَّيءَ: دَعاهُ إلى تُلُوِّهِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  قَدْ جَعَلتْ دَلْوِيَ تَسْتَتْلِيني ... ولا أُريدُ تَبَعَ القَرِينِ⁣(⁣٤)

  ورجُلٌ تَلُوٌّ⁣(⁣٥)، كعَدُوِّ: لا يَزالُ مُتَّبِعاً؛ حَكَاه ابنُ الأعرابيِّ.

  ولم يَذْكره يَعْقوبُ في الأشْياءِ التي حَصَرَها كحَسُوِّ وفَسُوِّ.

  والتِّلْوُ، بالكسْرِ: ما يَتْلُو الشَّيءَ أَي يَتْبَعه. يقالُ: هذا تِلْوَ هذا أَي تَبَعُه.

  والتِّلوُ: الرَّفيعُ يقالُ إنَّه لتَلُوُّ المِقْدار أَي رفيعه.

  والتَّلْوُ ولد النَّاقَةِ يُغْظَمُ فيتلوها ج أتْلاءٌ.

  والتَّلُوُ ولدُ الحمار لاتِّباعِه أُمِّهِ ويقال لوَلَدِ البغل أيضاً تلوٌ.

  والتِّلْوَةُ، بالهاءِ: للأُنْثَى.

  والتِّلْوَةُ: العَناقُ إذا خَرَجَتْ مِن حَدِّ الإِجْفارِ حتى تتمَّ لها سَنَة فتُجْذِع وذلكَ لأنَّها تَتْبَع أُمِّها.

  وقالَ النَّضْر: التِّلْوَةُ مِن أَوْلادِ المِعْزَى والضأْنِ التي قد اسْتَكْرَشَتْ وشَدَنَتْ، والذَّكُرُ تِلْوٌ.

  والتِّلْوَةُ مِن الغَنَمِ: التي تُنْتَجُ قبلَ الصَّفَرِيَّةِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وفي حدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ: أَفْتِنا في دابَّةٍ تَرْعَى الشَّجَر وتَشْربُ الماءَ في كَرِشٍ لم يَتَغَيَّر⁣(⁣٦)، قالَ: تلكَ عنْدَنا الفطِيمُ، والتِّلْوَةُ⁣(⁣٧) والجَذَعةُ؛ رَوَاهُ الخطابيُّ.

  وتَلَّى صَلاتَهُ تَتْلِيَةً: أَتْبَعَ المَكْتُوبَةَ تَطَوُّعاً؛ عن شَمِرٍ؛ قالَ البَعِيثُ:

  على ظَهْرِ عادِيِّ كأنَّ أَرُومَهُ ... رجالٌ يُتَلُّون الصلاةَ قِيامُ⁣(⁣٨)


(١) اللسان وفيه «تتلى دباب الوادعات» والتهذيب.

(٢) كذا بالأصل والمفردات، وعلى هامش القاموس عن الشارح: بالارتباط.

(٣) واللسان وفيه: يجتأف.

(٤) اللسان.

(٥) هذه اللفظة من القاموس، وقد سها الشارح عنها.

(٦) في اللسان، والنهاية «ثغر»: «لم تثغر» أي لم تسقط أسنانها.

(٧) في اللسان: «والتوله».

(٨) اللسان والتهذيب والتكملة، وفي الأساس، ونسبه للبعث أيضاً، برواية: يتلون الصلاة خشوعُ».