تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل التاء مع الواو والياء

صفحة 238 - الجزء 19

  وإِبْلُهُم مَتالٍ: أَي لم تُنْتَجْ حتى صافَتْ، وهو آخِرُ النِّتاجِ لأنَّها تبْعٌ للمبكرَةِ، واحِدَتُها مُتْلٍ ومُتْلِيَة.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَتْلَيْته: سَبَقْته؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  يقالُ: ما زِلْتُ أَتْلُوه حتى أَتْلَيْته، أَي تَقَدَّمْته وصارَ خَلْفي.

  واسْتَتْلَى فلاناً: انْتَظَرَهُ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  واسْتَتْلَى فلانٌ: طَلَبَ سَهْمَ الجِوَارِ؛ وأَنْشَدَ الباهِليُّ:

  إذا خُصْر الأَصَمِّ رميتَ فيها ... بمُسْتَتْلٍ على الأَذْنَيْنِ باغِي⁣(⁣١)

  وهو مَجَازٌ.

  وتَالاهُ مُتَالاةً: راسَلَهُ، وهو رَسِيلُه ومُتالِيه.

  ويقالُ للحادِي: المُتالِي.

  وفي الصِّحاحِ: هو الذي يُراسِلُ المُغَني بصَوْتٍ رَفِيعٍ؛ قالَ الأخْطَل:

  صَلْت الجَبينِ كأَنَّ رَجْعَ صَهِيلِه ... زجْرُ المُحاوِلِ أَو غِناءُ مُتالي⁣(⁣٢)

  هكذا أَنْشَدَه الجَوهرِيُّ له ولعلَّه أخَذَه مِن كتابِ ابنِ فارِسَ، فإنِّي لم أَجِدْه في دِيوانِ الأخْطَل؛ قالَهُ الصَّاغانيُّ.

  ويقالُ: وَقَعَ كذا تَلِيَّةَ كذا، كغَنِيَّةٍ، أَي عَقِبَه.

  والمَتالِي: الأُمَّهاتُ إذا تَلاها أَوْلادُها، الواحِدَةُ مُتْلٍ ومُتْلِية؛ وقد يُسْتعارُ الإِتْلاءُ في الوَحْشِ؛ قالَ الرّاعِي أَنْشَدَه سِيْبَوَيْه:

  لها بحَقِيلٍ فالنُمَّيْرَةِ مَنْزِلٌ ... تَرَى الوَحْشَ عُواذتٍ به ومَتالِيَا⁣(⁣٣)

  وقالَ الباهِليُّ: المَتالِي الإِبلُ التي قد نُتج بَعْضها وبَعْضها لم يُنْتَج.

  وقالَ ابنُ جنِّي: وقيلَ: المُتْلِية التي أَثْقَلَتْ فانْقَلَبَ رأْسُ جَنِينِها إلى ناحِيَةِ الذنَبِ والحَياءِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وهذا لا يُوافِقُ الاشْتِقاقَ.

  وتَلَّى الرَّجلُ تَتْلِيَةً: انْتَصَبَ للصَّلاة.

  وتَالِيات النُّجومِ: أَواخِرُها كالتَّوالي.

  والتّلَا، مَقْصوراً: البَقِيَّةُ من الشيءِ.

  وتلا: قَرْيةٌ بمِصْرَ من المنوفية.

  وتلّى، بالتّشْديد: قرْيَةٌ بالصَّعيدِ.

  والأَتلاءُ: قَرْيَةٌ بذمار باليَمَن، عن ياقوت.

  وتَتَلّى حَقَّه عنْدَه: تَرَك منه بَقِيَّة.

  وتَلِيَ له مِن حَقِّه، كرَضِيَ، تَلاً: بَقِيَ.

  وتَلا فلانٌ بعْدَ قَوْمِه تَأَخَّرَ وبَقِيَ.

  وتَتَلَّى: جَمَعَ مالاً كَثيراً؛ عن ابن الأَعرابيِّ.

  والتَّلْو، بالفتْحِ: مَصْدَر تَلاه يَتْلُوه إذا اتَّبَعَه؛ نَقَلَهُ شيْخُنا؛ وهو في مُفْرداتِ الرَّاغب.

  وقوْلُه تعالى: {وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ}⁣(⁣٤).

  قالَ عَطاءُ: أَي ما تُحَدِّثُ؛ وقيلَ: ما تَتَكَّلَمُ به.

  ويقالُ: فلانٌ يَتْلُو على فلانٍ ويقولُ عليه: أَي يكذُب عليه.

  وقَرَأَ بعضُهم: ما تُتَلِّي الشَّياطينُ.

  وهو يَتْلُو فلاناً: أَي يَحْكِيه ويَتْبَع فِعْلَه.

  وهو يُتْلي بَقِيَّة حاجَتِه: أَي يَقْضِيها ويتَعَهَّدُها.

  وفي حديث عذابِ القَبْر: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، قيلَ: أَصْلُه لا تَلَوْتَ فقُلِبَتْ للمُزَاوَجَة.


(١) اللسان والتهذيب وفيهما «باغِ».

(٢) اللسان وفيه «متالٍ» والصحاح ومجمل اللغة والتكملة، وجزء من عجزه في المقاييس ١/ ٣٥١ ولم أعثر عليه في ديوانه.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٨١ وانظر تخريجه فيه، واللسان.

(٤) سورة البقرة، الآية ١٠٢.