تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الثاء المثلثة مع الواو والياء

صفحة 261 - الجزء 19

  والثَّنَوَيَّةُ، بالتحْرِيكِ: طائِفَةٌ تقولُ بالاثْنَيْنِيَّة، قبَّحَهم اللهُ تعالى؛ وثِنيٌ⁣(⁣١)، بالكسْرِ: مَوْضِعٌ بالجَزيرَةِ مِن دِيارِ تَغْلِب، كانتْ فيه وقائِعُ. ويقالُ: هو كغَنِيِّ؛ وأَيْضاً: مَوْضِعٌ بناحِيَةِ المذارِ، عن نَصْر.

  وشَرِبتُ أثنا القَدَح، واثْنَيْ هذا القَدَح، أَي اثْنَيْن مِثْلَه.

  وكَذلِكَ شَرِبْتُ اثْنَيْ مُدِّ البَصْرةِ، واثْنَيْن بمدِّ البَصْرَةِ.

  والكَلِمَةُ الثنائِيَّةُ: المُشْتَملَةُ على حَرْفَيْن كيَدٍ ودمٍ؛ وقَوْله أَنْشَدَه ابنُ الأعْرابيِّ:

  فما حَلَبَتْ إلَّا الثَّلاثة والثُّنَى ... ولا قَيَّلَتْ إلَّا قريباً مَقالُها⁣(⁣٢)

  قالَ: أَرادَ الثَّلاثَةَ من الآنِيَةِ، وبالثُّنَى الاثْنَيْن: وقَوْلُ كثيِّر عزَّةَ:

  ذكرتَ عَطاياهُ وليْسَتْ بحُجَّة ... عليكَ ولكن حُجَّةٌ لكَ فَاثْنِن⁣(⁣٣)

  قيلَ في تَفْسيرِهِ: أَعْطِني مرَّةً ثانِيَةً، وهو غَريبٌ.

  وحَكَى بعضُهم: أَنَّه ليَصومُ الثُّنِيَّ على فُعولٍ نَحْو ثُدِيِّ، أَي يَوْمَ الاثْنَيْن.

  والمثاني: أَرضٌ بينَ الكُوفَةِ والشامِ؛ عن نَصْر.

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: التَّثْنِيَةُ أَنْ يَفُوزُ قِدْحُ رجُلٍ منهم فيَنْجُو ويَغْنَم فيَطْلُبَ إليهم أَن يُعِيدُوه على خِطارٍ.

  والمَثْنَى: زِمامُ الناقَةِ؛ قالَ الشاعِرُ:

  تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيِّ كأَنَّهُ ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ⁣(⁣٤)

  وقالَ الرَّاغبُ: المَثْناةُ ما ثُنِي من طَرَفِ الزِّمامِ⁣(⁣٥). وجَمْعُ الثِّنْي مِن النّوقِ ثُناءٌ، بالضمِّ، عن سِيْبَوَيْه، جَعَلَه كظِئْرٍ وظُؤَارٍ.

  وقالَ غيرُهُ: أَثْناءُ، وأَنْشَدَ:

  قامَ إلى حَمْراءَ مِنْ أَثْنائِها

  والثُّنَى، كهُدَى: الأمْرُ يُعادُ مَرَّتَيْن؛ لُغَةٌ في الثِّنَى، كمَكانٍ سِوىً وسُوىً؛ عن ابنِ بَرِّي.

  وعَقَلْتُ البَعيرَ بثِنْيَتَيْن⁣(⁣٦)، بالكسْرِ: إذا عَقَلْت يداً واحِدَةٌ بعُقْدَتَيْن؛ عن أَبي زيْدٍ.

  وقالَ أَبو سعيدٍ: الثِّنايَةُ، بالكسْرِ: عُودٌ يُجْمَع به طَرَفا الحَبْلَيْن⁣(⁣٧) من فَوْق المَحَالةِ ومن تَحْتِها الأُخرى مِثْلها؛ قالَ: والمَحَالَةُ والبَكَرَةُ تَدُورُ بينَ الثِّنَايَتَيْنِ؛ وثِنْيا الحَبْل، بالكسْرِ: طَرَفاهُ، واحِدُهما ثِنْيٌ؛ قالَ طرفَهُ:

  لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى ... لَكالطِّوَلِ المُرْخى وثِنْياه في اليَدِ⁣(⁣٨)

  أَرادَ بِثْنَيْيه الطَّرَفَ المَثْنِيَّ في رُسْغِه، فلمَّا انْثَنَى جَعَلَه ثِنْيَيْن لأنَّه عقدَ بعُقْدَتَيْن.

  وجَمْعُ الثَّنِيُّ مِن الإِبِلِ، كغَنِيِّ، ثِناءٌ وثُناءٌ، ككِتابٍ وغُرابٍ، وثُنْيانٌ. وحَكَى سِيْبَوَيْه ثُن.

  ويقالُ: فلانٌ طَلَّاعُ الثَّنَا إذا كانَ سامِياً المعالي الأُمورِ، كما يقالُ طَلَّاع أَنْجُدٍ، أَو جَلْداً يَرْتَكِبُ الأُمُورَ العِظامَ، ومنه قَوْلُ الحجَّاجِ في خطْبتهِ:

  أَنا ابنُ جَلَا وطَلَّاع الثَّنايا⁣(⁣٩)

  ويقالُ للرَّجُل الذي يُبْدَأُ بذِكْرِه في مَسْعاةٍ أَو مَحْمَدةٍ أَو عِلْمٍ: فلانٌ به تُثْنَى الخَناصِرُ، أَي تُحْنَى في أَوَّلِ من يُعَدّ


(١) قيدها ياقوت بالفتح ثم الكسر وباء مشددة بلفظ الثنيّ من الدوابّ.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان وفيه: فاثنني.

(٤) اللسان.

(٥) الذي في المفردات: والمُثَنَّاةُ ما ثُني من طرف الزمان.

(٦) في اللسان والتهذيب: «بثِنْيَيْن».

(٧) اللسان: «الميلين» كرواية التهذيب.

(٨) من معلقته، ديوانه ص ٣٤ برواية: «وثنياه باليد» واللسان والتهذيب والصحاح.

(٩) الشعر لسحيم بن دثيل الرياحي، تمثل به الحجاج، وعجزه:

متى أضع العمامة تعرفوني

الكامل للمبرد ١/ ٢٩٢، وانظر حاشيته.