تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جري]:

صفحة 281 - الجزء 19

  قالَ الجَوْهرِيُّ: يُرْوى بفتْحِ الجيم وبكسْرِها.

  وقَوْلُهُم: كَانَ ذلكَ أيَّام جَرَائِها، بالفتْحِ، أَي صِبَاها.

  قالَ الأخْفَش: والمَجْرَى في الشِّعْرِ: حَرَكَةُ حَرْفِ الرَّوِيِّ، فَتْحتُه وضمَّتُه وكسْرَتُه، وليسَ في الرَّوِيِّ المُقَيَّدِ مَجْرىً لأنَّه لا حَرَكَةَ فيه، فيُسَمَّى مَجْرىً، وإنَّما سُمِّي بذلكَ مَجْرىً لأنَّه مَوْضِع جَرْيِ حَرَكاتِ الإعْرابِ والبِناءِ.

  والمَجارِي: أَواخِرُ الكَلِمِ، وذلكَ لأنَّ حَرَكات الإعْرابِ والبناءِ إنَّما تكونُ هنالكَ.

  قالَ ابنُ جنِّي: سُمِّي بذلكَ لأنَّ الصَّوْتَ يَبْتدِئُ بالجَرَيانِ في حُرُوفِ الوَصْلِ منه؛ قالَ: وأَمَّا قَوْل سِيْبَوَيْه هذا بابُ مَجارِي أَواخِرِ الكَلِمِ مِن العَربيَّةِ، وهي تَجْرِي على ثمانِيَةِ مَجارٍ، فلم يَقْصُر المَجارِيَ هنا على الحَرَكاتِ فقط كما قَصَر العَرُوضيُّون المَجْرَى في القافِيَةِ على حركةِ حَرَفِ الرَّوِيِّ دون لكن غرض صاحب الكتاب في قوله: مجاري أواخرِ الكلم، أي: أواخر الكلم وأَحكامها، والصُّور التي نتشكل لها، فإذا كانت احوالاً واحكاماً فسكون الساكن حال له، كما ان حركة المتحرك حال له ايضاً، فمن هنا سقط تعقب من تَتَبَّعه في هذا الموْضِعِ فقالَ: كيفَ ذَكَرَ السكونَ والوقْفَ في المَجارِي، وإِنَّما المجَارِي فيمَا ظَنَّه الحَركاتُ، وسَبَبُ ذلِكَ خَفاء غَرَضِ صاحِبِ الكِتابِ عليه.

  وقَوْلُه تعالى: بِسْمِ اللهِ {مَجْراها وَمُرْساها}⁣(⁣١)؛ قُرئَ بالضَّمِّ والفتْحِ، وهُما مَصْدَرَا جَرَى وأَجْرَى ورَسَى؛ وكَذلِكَ قَوْلُ لبيدٍ:

  وغَنِيتُ سَبْتاً قبلَ مُجْرَى داحِسٍ ... لو كان للنفسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ⁣(⁣٢)

  رُوِي بالوَجْهَيْن، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. وجارِيَةُ بنُ قُدامَةَ؛ ويزِيدُ بنُ جارِيةً، كِلاهُما من رِجالِ الصَّحِيحَيْنِ؛ الأَخيرُ مَدنيٌّ عن معاوِيةً وعنه الحكمُ ابنُ مينا، وُثِّقَ، كذا في الكاشِفِ، واقْتَصَرَ عليهما اقْتِفاء لشيْخِه الذهبيِّ. وإلا فَمَنْ يُسَمَّى بذلِكَ عِدَّة في الصَّحابَةِ منهم: جارِيَةُ بنُ ظفر، وجارِيَةُ بنُ جميلٍ⁣(⁣٣) الأَشْجعيُّ، وجارِيَة بنُ أَصْرمٍ، وجارِيَةُ بنُ عبدِ اللهِ الأشْجعيُّ، ومجمّعُ بنُ جارِيَةُ أَخُو يَزِيد، وزيدُ بنُ جارِيَة الأوسي، وجارِيَةُ بنُ عبدِ المنْذرِ، والأسْودُ بنُ العَلاءِ بنِ جارِيةَ الثَّقَفيُّ، وحيُّ⁣(⁣٤) بنُ جَارِيَةَ، وأَبو الجارِيَةَ الأنْصارِيُّ، ¤.

  وفي الرُّواةِ: جارِيَةُ بنُ يَزيدَ بنِ جارِيَةَ، وعُمَرُ بنُ زيْدِ ابنِ جارِيَةَ، وجارِيَةُ بنُ إسْحاق بنِ أَبي الجارِيَةَ⁣(⁣٥)، وجارِيَةُ بنُ النُّعْمانِ الباهِليُّ كان على مَرْوَ الشَّاهجان، وجارِيَةُ بنُ سُلَيْمان الكُوفيُّ، وجارِيَةُ بنُ بَلْج الواسطيُّ، وجارِيَةُ بنُ هرمٍ ضُعِّفَ، وزِيادُ بنُ جارِيَةَ، وعيسَى بنُ جارِيَةَ، وإياسُ ابنُ جارِيَةَ المُزَنيُّ المِصْريُّ، وعَمْرُو بنُ جارِيَةَ اللّخميُّ، وأَبو الجارِيَةَ عن أَبي ذرِّ، وأَبو جارِيَةَ عن شعْبَةَ.

  وفي الشُّعَراء: جارِيَةُ بنُ حَجَّاج أَبو دُوَاد الإيادِيُّ، وجارِيَةُ بنُ مشمت العَنْبريُّ، وجارِيَةُ بنُ سبر⁣(⁣٦) أَبو حَنْبلٍ الطائيُّ، وجارِيَةُ بن سليط بنِ يَربوعٍ في تمِيمٍ، وغيرُ هؤلاءِ. فعُلِمَ ممَّا تقدَّمَ أَنَّ اقْتِصارَه على الاثْنَيْن قُصورٌ.

  والإِجْرِيَّا، بالكسْرِ والشّدِّ مَقْصوراً وقد يُمَدُّ، والقَصْرُ أَكْثر: الوَجْهُ الذي تَأْخُذُ فيه وتجْرِي عليه، قالَ لبيدٌ يصفُ الثوْرَ:

  وَوَلَّى كنَصْلِ السَّيْفِ يَبْرُقُ مَتْنُه ... على كلِّ إجْريَّا يَشُقُّ الخَمائِلا⁣(⁣٧)


(١) سورة هود، الآية ٤١.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٤٦، ويروى: «وغنيت حرساً»، ويروى: «بعد مجرى داحس» والبيت في اللسان والصحاح.

(٣) في التبصير ١/ ٢٣١ «حُميل».

(٤) في التبصير: حُيَي.

(٥) في التبصير: زيد بن إسحاق بن جارية.

(٦) في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٩٩ والتبصير: «مُرّ».

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٢٠ واللسان وعجزه في التهذيب، وبالأصل «الحمائلا».