تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الواو والياء

صفحة 292 - الجزء 19

  أَي عن حقِيقَتِه؛ قالَ النابغَةُ:

  وآبَ مُضِلُّوه بغيرِ جَلِيَّةٍ ... وغُودِرَ بالجَوْلانِ جَرْمٌ ونائِلُ⁣(⁣١)

  أَي جاءَ دافِنُوه بخَبرِ ما عايَنُوه.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الجليَّةُ البَصيرَةُ، يقالُ عينٌ جَلِيَّةٌ؛ قالَ أَبو دُوَاد:

  بَلْ تَأَمَّلْ وأَنتَ أَبْصَرُ منِّي ... قَصْدَ دَيْرِ السَّوادِ عَيْنٌ جَلِيَّةْ⁣(⁣٢)

  وهو يُجَلِّي عن نفْسِه: أَي يُعَبِّر عن ضَمِيرِه.

  والجِلِّيان، كصِلِّيان: الإظْهارُ والكَشْفُ.

  واجْتَلى السَّيْف لنَفْسِه؛ ومنه قَوْلُ لبيدٍ:

  تَجْتَلِي نُقَبَ النِّصالِ⁣(⁣٣)

  ويَجوزُ في الكُحْلِ الجَلَا والجِلَا، بالفتْحِ والكسْر مَقْصوراً، فالفتْحُ والقَصْر عن النحَّاس وابنِ وَلَّاد وبهما رَوَيا قَوْلَ الهُذَليّ السابق، وضَبَطَه المُهلّبيُّ كسَحابٍ وبه رَوَى البَيْتَ المَذْكُورَ.

  وجَلَتِ المَاشِطَةُ العَرُوسَ: زَيَّنَتْها.

  وجَلَا الجَبينَ يَجْلَى جَلاً: لُغَةٌ في جَلِيَ، كرَضِيَ؛ عن أَبي عبيدٍ.

  والمَجالِي: ما يُرَى من الرأْسِ إذا اسْتَقْبَلْت الوَجْه؛ قالَ أَبو محمدٍ الفَقْعسيُّ، واسْمُه عبدُ اللهِ بنُ رِبْعيّ:

  قالتْ سُلَيْمى إنني لا أَبْغِيهْ ... أَراهُ شيْخاً ذَرِئَتْ مَجالِيهْ

  يُقْلي الغَواني والغَوانِي تَقْلِيهْ⁣(⁣٤)

  قالَ الفرَّاءُ: الواحِدُ مَجْليٌّ واشْتِقاقُه من الجَلا، وهو ابْتِداءُ الصَّلَعِ إذا ذَهَبَ شَعَرُ رأْسِه إلى نصْفِه.

  وقالَ الأصْمعيُّ: جالَيْتُه بالأَمْرِ وجالَحْتُه إذا جاهرْته، وأَنْشَدَ:

  مُجالحَة ليس المُجالاة كالدَّمَسْ⁣(⁣٥)

  وتَجَالَيْنا: انْكَشَفَ حالُ كلِّ واحِدٍ منَّا لصاحِبِه.

  واجْتَلَيْتُ العِمَامَةَ عن رأْسِي: إذا رَفْعَتها مع طَيِّها عن جَبِينك؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وابنُ أَجْلَى: الأَسَدُ، وأَيْضاً الصُّبْح، وبه فُسِّرَ قَوْلُ العجَّاجِ.

  وأَجْلَى عنه الهَمَّ: إذا فَرَّجَ عنه؛ نَقَلَه الليْثُ.

  وجُلَيُّ، كسُمِيِّ: ابنُ أَحْمس بنِ ضبيعَةَ بنِ نزارٍ، بَطْنٌ مِن العَرَبِ مِن ولدِهِ جماعَةُ عُلماء شُعَراء؛ قالَ المُتَلَمس:

  يكونُ نَذِيرٌ من وَرَائِي جُنَّةٌ ... ويَنْصُرُني منْهُمْ جُلَيِّ وأَحْمَسُ⁣(⁣٦)

  والتَّجَلِّي عنْدَ الصُّوفيةِ ما يَنْكَشفُ للقُلوبِ مِن أَنْوارِ الغيوبِ وهو ذاتيٌّ وصفاتي، ولهم في ذلك تَفاصِيلُ ليسَ محلّها هنا.

  والجاليةُ: قَرْيَةٌ بالدقهلية بالقُرْبِ مِن المَنْصورَةِ، ومنها الشيخُ شَهابُ الدِّيْن أَحمدُ بنِ محمدٍ الجاليُّ الشافِعِيُّ المُدرِّسُ بالجامِعِ الكبيرِ بالمَنْصورَةِ، وهو مِن أَقْرانِ مَشايخِنا.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٩٠ برواية:

فآب مصلوه بعين جلية ... وغودر بالجولان حزم ونائلُ

واللسان والتهذيب.

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٠٥ وتمامه:

جنوح الهالكين على يديه ... مكبّاً يجتلي نقب النصال

(٤) اللسان، والثاني والثالث في الصحاح برواية:

رأين شيخا ذرئت مجاليه

قال الصاغانيّ: والإنشاد مداخل، والرواية:

قالت سليمي: إنني لا أبغيه ... أراه شيخاً عارياً تراقيه

مرمصة من كبر مآقيه ... مقوساً قد ذرئت مجاليه

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) اللسان وعجزه في الصحاح.