تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جيا]:

صفحة 300 - الجزء 19

  وفي الأساسِ: جاءَ القُرُّ فما سِلاحُكِ، قالتْ: ما لي سلاحٌ إلا اسْتٌ جَهْوَى والذَّنَبُ أَلْوَى فأيْنَ المَأْوَى.

  * قُلْتُ: ومِثْلُه ما نَقَلَه اللّحْيانيُّ قيلَ للمعزى ما تَصْنَعِين في اللَّيلةِ المَطِيرَةِ؟ فقالتْ: الشَّعَر دقاقٌ والجِلْدُ رقاقٌ والذنَبُ جَفاءٌ ولا صَبْر بي عن البَيْت.

  قالَ ابنُ سِيدَهُ لم يُفَسِّر اللّحيانيُّ جَفاء، وعنْدِي أَنَّه مِن النبو والتَّباعُدِ وقلَّةِ اللّزوقِ.

  والجَهْوَةُ: الأَكَمَةُ.

  وأَيْضاً: القَحْمَةُ أَي المُسِنَّةُ مِن الإِبِلِ.

  وفي بعضِ النُّسخِ الضَّخْمَة وصَوَّبه شيْخُنا وكلُّ ذلكَ خَطَأٌ والصَّوابُ الهَجْمَةُ من الإِبِلِ كما هو نَصُّ التكْملةِ ولكنَّه ضَبَطَه بضمِّ الجيمِ فتأَمَّل.

  وأَجْهَتِ السَّماءُ: انْكَشَفَتْ وأَضْحَتْ وانْقَشَعَ عنها الغَيْمُ فهي جَهْواءٌ.

  وأُجْهَتِ الطُّرُقُ: وضَحَتْ وانْكشَفَتْ.

  وأَجْهَتْ فلانَةُ على زَوْجِها: إذا لم تَحْبَلْ.

  وأَجْهَى فلانٌ علينا: بَخِلَ. يقالُ: سأَلْتُه فأَجْهَى عليَّ، أَي لم يُعْطِنِي شيئاً.

  وجَهِيَ البيتُ، كرَضِيَ: خَربَ، فهو جاهٍ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  قالَ: وخِباءٌ مُجْهٍ أَي بلا سِتْرٍ عليه.

  والأَجْهَى: الأَصْلَعُ.

  ويقالُ: أَتَيْتُه جاهِياً، أَي علانِيَةً.

  وجَهَّى الشَّجَّةَ تَجْهِيَةً: وسَّعَها.

  والمُجاهاةُ: المُفاخَرَةُ، عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَجْهَيْنا نحن أَي أَجْهَتْ لنا السَّماءُ، نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  وأَجْهَى الطَّريقَ والبيتَ: كشَفَه.

  وبيتٌ أَجْهَى بيِّنُ الجَهَاءِ ومُجْهىً مَكْشوفٌ بلا ستْرٍ ولا سقْفٍ.

  وأَجْهَى لكَ الأَمْرُ: وَضَحَ.

  وبيتٌ جَهْوٌ كجاهٍ.

  وعنزٌ جَهْو⁣(⁣١): لا يَسْتُر ذنَبَهُا حَياءَها.

  وقالتْ أُمُّ حاتمٍ العنزيّة⁣(⁣٢): الجَهَّاءُ والمُجْهِيَةُ الأَرضُ التي ليسَ بها شَجَر.

  وأَرضٌ جَهَّاءُ: سواءٌ ليسَ بها شيءٌ.

  وأَجْهَى الرجُل: ظَهَرَ وبَرَزَ.

  وفي الأساسِ: ويقُولونَ بيتٌ جَهْوَانُ، قالَ: وقِياسُ المُؤنَّثِ جَهْوَى كسَكْرى.

  [جيا]: ي الجِياءُ والجِياوَةُ والجِيَّةُ: ذُكِرَتْ في «ج وي» قريباً، وهو الموضِعُ الذي تَجْتَمع إليه المِياهُ، والأَخيرَةُ تُشَدَّدُ وتُخَفَّفُ عن ثَعْلَب.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الجِيَّةُ فِعْلَة مِن الجَوِّ، وهو ما انْخَفَضَ من الأرضِ، وجَمْعُها جِيٌّ؛ قالَ ساعِدَةُ بن جُوءَيَّة:

  مِنْ فَوْقِهِ شَعَفٌ قُرٌّ وأَسْفَلُه ... جِيٌّ تَنَطَّقُ بالظَّيَّانِ والعَتَمِ⁣(⁣٣)

  وجِيُّ بالكسْرِ: وادٍ عنْدَ الرُّوَيشَة بينَ الحَرَمَيْن، وهو الذي سالَ بأَهْلِه وهُم نِيامٌ.

  وجَيُّ، بالفتْحِ: لَقَبُ أَصْبَهانَ قديماً وإليه مالَ نَصْر؛ وكانَ ذو الرُّمَّة وَرَدَها فقالَ:

  نَظَرْتُ ورَائِي نَظْرَة الشَّوْق بَعْدَ ما ... بَدَا الجَوُّ مِن جَيٍّ لنا والعَسَاكِر⁣(⁣٤)

  أو هي: ة بها، أَو محلَّةٌ برأْسِها مُفْردَةٌ، وقد اسْتَوْلَى عليها الخَرابُ إلَّا أَبيات، ومنها كانَ سَلْمانُ الفارِسِيُّ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه والحافِظُ أَبو طاهِرٍ السّلفيُّ.


(١) في اللسان: جهواء.

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: أم جابر العنبرية.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ١٩٤ واللسان والتهذيب.

(٤) اللسان وفيه: والدساكر.