تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جهو]:

صفحة 299 - الجزء 19

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: هو وِعاءُ القِدْرِ؛ والجَمْعُ أَجْوِيَةٌ؛ كالجِوَاءَةِ والجِياءِ والجِياءَةِ والجِياوَةِ على القَلْبِ.

  وفي حدِيثِ عليِّ: «لأنْ أَطَّلِيَ بجِوَاءِ قِدْرٍ أَحَبُّ إليَّ مِن أَنْ أَطَّلِيَ بزَعْفَرانِ».

  وجَمْعُ الجِياء بالهَمْز أَجْئِيةٌ.

  وفي الصِّحاحِ: والجِوَاءُ والجِيَاءُ لُغَةٌ في جآوة القِدْرِ، عن الأَحْمر.

  وجاوَى بالإِبِلِ: دَعاها إلى الماءِ وهي بَعِيدَةٌ منه؛ قالَ:

  جاوَى بها فهاجَها جَوْجاتُه

  قالَ ابنُ سِيدَه: وليسَتْ جاوَى بها مِن لَفْظِ الجَوْجاةِ إنَّما هي مِن مَعْناها، وقد يكونُ جاوَى بها مِن جوو.

  وجِياوَةُ، بالكسْر: بَطْنٌ من باهِلَةَ قد دَرَجُوا فلا يُعْرَفُون.

  والجَوِيُّ، كغَنِيِّ: الضَّيِّقُ الصَّدْرِ من داءٍ به لا يكادُ يُبَيِّنُ عنه لسانُهُ.

  والجَوِي، بتَخْفِيفِ الياءِ: الماءُ المُنْتِنُ المُتَغَيِّرُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  ثم كان المِزاجُ ماءَ سَحَاب ... لا جَوٍ آجِنٌ ولا مَطْرُوقُ⁣(⁣١)

  والجِيَّةُ، بالكسْرِ وتَشْديدِ الياءِ غَيْر مَهْموزٍ: الماءُ المُتَغَيِّرُ.

  وقالَ ثَعْلَب: الماءُ المُسْتَنْقِعُ في المَوْضِعِ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، يُشَدَّدُ ولا يُشَدَّدُ.

  وفي نوادِرِ الأعرابِ: وقيَّةٌ من ماءٍ وجِيَّةٌ من ماءٍ، أَي ماءٌ ناقِعٌ خَبِيثٌ، إمَّا مِلْحٌ وإمَّا مَخْلوطٌ ببَوْلٍ.

  أَو المَوْضِعُ الذي يَجْتَمِعُ فيه الماءُ في هَبْطَةٍ وقيلَ: أَصْلُها الهَمْز ثم خُفِّفَتْ. وقالَ الفرَّاءُ: هو الذي تَسِيلُ إليه المِياهُ.

  قالَ شَمِرٌ: يقالُ جِيَّة وجَيْأَةٌ وكُلُّ مِن كلام العَرَبِ.

  وقيلَ: هي الرَّكِيَّةُ المُنْتِنَةُ؛ ومنه الحدِيثُ: أنَّه مَرَّ بنَهْر جاوَرَ جِيَّة مُنْتِنَة.

  وأَجَوَيْتُ القِدْرَ عَلَّقْتُها على وِطائِها.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  جَوِيَ الرَّجُلُ، كَرَضِيَ: اشْتَدَّ وَجْدُه، فهو جَوٍ، كَدوٍ.

  وجَوِيَتِ الأرضْ: أَنْتَنَتْ.

  والجِوَاءُ، بالكسْرِ: الفُرْجَةُ بينَ بُيوتِ القوْم.

  يقالُ: نَزَلْنا في جِوَاءِ فلانٍ.

  وجُوَيُّ، كسُمَيِّ: جُبَيْلٌ نَجْدِيُّ عنْدَ الماءَةِ التي يقالُ لها الفالِقُ.

  والجويا، كحميا: ناحِيَةٌ نَجْدِيَّةٌ كِلاهُما عن نَصْر.

  وكَغَنِيَّة: جَويَّةُ بنُ عبيدٍ الدِّيليُّ، عن أَنَسٍ؛ وجَوِيَّةُ بنُ إياسٍ شَهِدَ فَتْح مِصْرَ.

  وكسُمَيَّة: جُوَيَّةُ السَّمَعيّ عن عُمَر؛ وجُوَيَّةُ في أَجْدَادِ عُيَيْنَة بن حِصنٍ الفَزَارِيّ.

  [جهو]: والجَهْوَةُ⁣(⁣٢): الاسْتُ المكشوفةُ، لا تُسَمَّى بذلِكَ إلَّا إذا كانتْ كذلِكَ؛ قالَ:

  وتَدْفَعُ الشَّيْخَ فتَبْدو جَهْوَتُه

  كالجَهْواءِ بالمدِّ ويُقْصَرُ، يقالُ: اسْتٌ جَهْوى أَي مَكْشوفةٌ، وقيلَ: هي اسمٌ لها كالجَهْوةِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجَهْوةُ مَوْضِعُ الدُّبُرِ من الإِنْسانِ، قالَ: تقولُ العربُ قَبحَ اللهُ جَهْوَتَهُ.

  قالَ الجوْهرِيُّ: ومِن كَلامِهم الذي يَضَعونه على أَلْسِنَةِ البهائِمِ قالوا: يا عَنْزُ جاءَ القُرُّ! قالتْ: يا وَيْلِي، ذَنَبٌ أَلْوَى واسْتٌ جَهْوَى، حَكَاه أَبو عبيدٍ في كتابِ الغنمِ.


(١) اللسان والأساس بدون نسبة، والتهذيب وبحاشيته نسبه محققه لعدي بن زيد.

(٢) ضبطت بالقلم في اللسان بالضم.