تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نخشب]:

صفحة 424 - الجزء 2

  للنَّاقَة الفارهة، فقيل: نُونُهُ زائدةٌ، وأُصولُهُ: الخاءُ والرّاءُ والباءُ، وليس بظاهر الاشتقاق من الخراب، فينبغي أَصالةُ نُونِه، كعنكبوت، في قول سيبويه، قاله شيخُنا. وقد مَرَّ ذكر نَخْرَبُوت بالفوقيّة والكلام فيه: الشَّقُّ في الحَجَرِ⁣(⁣١)، واحدُ النَّخارِيبِ.

  وكذلك: الثَّقْبُ في كُلِّ شَيْءٍ نَخْرُوبٌ. والنَّخَارِيبُ أَيضاً: الثُّقَبُ المُهَيَّأَةُ من الشَّمْعِ، لتَمُجَّ النَّحْلُ العَسَلَ فيها، تَقُولُ: إِنَّهُ لأَضْيَقُ من النُّخْرُوبِ.

  ونَخْرَبَ القَادِحُ الشَّجَرَةَ: ثَقَبَهَا، وجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي ثُلاثِيًّا من الخَرَاب. وفي لسان العرب: النَخَارِبُ: خُرُوقٌ كبُيُوتِ الزَّنابيرِ، واحدها: نُخْرُوبٌ. وشَجرةٌ مُنَخْرِبَةٌ بكسر الراءِ، ومُنَخْرَبةٌ بفتحها: إِذا بَلِيَتْ وصارتْ فيها نَخَارِيبُ، أَيْ: شُقُوقٌ، نقله الصّاغانيّ.

  [نخشب]: نَخْشَب، كجَعْفَرٍ، بالشّين المُعْجمَة: أَهمله الجَوْهَرِيّ، وصاحِب اللّسان، وقالَ الصّاغانيّ: هو د، أَي: مَدِينَةٌ معروفة ببلاد ما وراءَ النَّهْرِ بينَ جَيْحُونَ وسَمَرْقَنْدَ.

  وليست على طريق بُخَارَى⁣(⁣٢)، وهي نَسَفُ نَفْسُها، بينَها وبينَ سَمَرْقَنْدَ ثلاثُ مراحِلَ، لها تاريخٌ كبير جامع، في مُجَلَّدَيْن لأَبِي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ. ونُونُهَا أَصلِيَّةٌ، لأَنّها من أَسماءِ العجم. والنِّسْبَةُ إِليها نَخْشَبِيٌّ على الأَصل. ومن اعتبرَ تَعريبِها، فقال: نَسَفِيٌّ على التَّغْيِيرِ، فهو نسبةٌ إلى المعرَّب، لا إِلى أَصلِ نَخْشَب، كما يُوهِمه كلامُ المُصَنِّف، قاله شيخُنا.

  وقد نُسِب إِليها جماعةٌ من المُحَدِّثين، والصُّوفيّة، والفُقَهاءِ: منهم: أَبو تُرَابٍ عَسْكَرُ بْنُ محمدِ بْنِ أَحمد⁣(⁣٣)، من كبار مَشَايخِ الصُّوفيّة، المُتَوَفَّى بالباديَةِ، سنة خمسِ وأَربعين ومِائَتَيْن⁣(⁣٤).

  والحافظ أَبو محمَّد عبدُ العزيز بن محمّد بن محمّد النَّسَفِيّ النَّخْشَبِيّ العاصِمِيّ⁣(⁣٥)، أَحد الأَئمّة، مات سنة ٤٥٦. وأَبو العبّاس جعفرُ بْن محمد المُسْتَغْفِريّ النَّخْشَبِيّ، مات سنة ٤٥٦⁣(⁣٦) كذا في المعجم.

  [ندب]: النَّدَبَةُ بفتح فسكون⁣(⁣٧)، كذا في النسخة، وهو صريح إِطلاقه. والصّوابُ أَنَّهُ بالتَّحْرِيك في معنى: أَثَرُ الجُرْحِ الباقي على الجِلْدِ إِذا لم يَرتَفع عنه. ج: نَدَبٌ بفتح فسكون⁣(⁣٨)، كذا في نسختنا. قال شيخُنَا. هو أَيضاً بالتّحْرِيك، اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ لِنَدَبَةٍ، كشَجَرٍ وشَجَرةٍ، وأَنْدَابٌ، ونُدُوبٌ، بالضَّمّ، كِلاهُمَا جمعُ الجمْعِ. وقيلَ: النَّدَبُ واحدٌ، والجمع أَنْدابٌ ونُدُوبٌ، كذا في اللِّسان وقال شيخُنا: وأَمّا الثّاني فهو جمعٌ لنَدَبٍ، كشَجَرٍ وأَشْجَارٍ، ونُدُوبٌ شاذٌّ، أَو هو جمعٌ لِنَدْبٍ ساكن الوَسَطِ على ما في بعض الأَشعارِ ضَرُورَةً.

  ونَدِبَ الجُرْحُ، كَفَرِحَ، نَدَباً: صَلُبَتْ نَدَبَتُهُ، بفتح فسكون، على ما في النُّسَخ، وقد تقدمَ أَنَّ الصَّوَابَ فيه بالتّحريك، كَأَنْدَب، فيه.

  ونَدِبَ الظَّهْرُ، يَنْدَبُ، نَدَباً بالتّحريك ونُدُوبَةً، ونُدُوباً، بالضَّمّ فيهما، فهو نَدِيبٌ، كذا في النُّسَخ. وفي اللِّسَان: فهو نَدِبٌ، كَفَرِح: صَارَتْ فيه نُدُوبٌ، بالضَّمّ، جمعُ نَدَبٍ، وهو الأَثَرُ وجُرْحٌ نَدِيبٌ: مَنْدُوبٌ، وجُرْحٌ نَدِيب: ذُو نَدَبٍ. وقال ابْنُ أُمِّ حَزْنَةَ⁣(⁣٩) يصِفُ طَعنَةً، واسمُه ثَعلبةُ بْنُ عَمْرٍو:

  فَإِنْ قَتَلَتْهُ فلم آلُهُ ... وإِنْ يَنْجُ منها فَجُرْحٌ نَدِيبُ⁣(⁣١٠)

  وأَنْدَب بظَهْرِه، وفي ظَهْرِه: غادَرَ فيها⁣(⁣١١) نُدُوباً.

  وفِي الصَّحاح: النَّدَبُ: أَثَرُ الجُرْحِ إِذا لم يرتفع عن الجِلْد، قال الفَرَزْدَقُ.

  ومُكَبَّلٍ تَركَ الحَدِيدُ بسَاقِهِ ... نَدَباً من الرَّسَفانِ في الأَحْجالِ


(١) في الصحاح: «الجُحر».

(٢) فإن القاصد من بخارى إلى سمرقند يجعل نخشب عن يساره.

(٣) في اللباب: حصين.

(٤) قيل نهشته السباع.

(٥) العاصمي نسبة إلى جدّ، عاصم بن رمضان بن علي بن أفلح.

(٦) في معجم البلدان: سنة ٤٥٢.

(٧) كذا وضبطت ضبط قلم في القاموس بفتح النون والدال والباء.

(٨) نَدَبٌ ضبط قلم في القاموس.

(٩) عن اللسان وبالأصل «أم ضرية».

(١٠) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في التكملة: ويروى رغيب».

(١١) في اللسان: فيه.