تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل النون) مع الباء

صفحة 430 - الجزء 2

  نَيْسَمٌ، بالميم، وهي لغة. أَو النَّيْسَبُ: ما وُجِدَ من أَثَرِ الطَّرِيقِ.

  والنَّيْسَبُ أَيضاً: النَّمْلُ نفسُها إِذا جاءَ مِنْهَا واحِدٌ في إِثْرِ آخَرَ كذا في النُّسخ، وفي بعض: في أَثَرِهِ آخَرُ. وقال ابْنُ سِيدَه: النَّيْسَب: طَرِيقٌ للنَّمْل وزاد غيرُهُ: والحيَّة، وطريق حَمِيرِ الوَحْش إِلى مَوارِدها. وعبارةُ الجوْهرِيّ: النَّيْسَبُ: الَّذِي تراه كالطَّرِيق من النَّمل نَفْسِها، وهو فَيْعَلٌ؛ قال دُكَيْنُ بْنُ رجَاءٍ الفُقَيْمِيُّ:

  عَيْناً تَرَى النّاسَ إِليها نَيْسَبَا ... مِنْ داخِلٍ وخارج أَيْدِي سَبَا⁣(⁣١)

  قال الصّاغانيُّ: والرِّوايةُ «مُلْكاً تَرى النّاس إِليه» أَي: أَعطِهِ مُلُكاً.

  ونَيْسَبٌ. اسْمُ رَجُل، عن ابْن الأَعْرَابيّ وحْدَهُ.

  ويُقَالُ: خَطٌّ مَنسوبٌ: أَي ذُو قَاعِدةٍ.

  وشِعْرٌ مَنْسُوبٌ: أَي فيه نَسِيبٌ وتَغَزُّلٌ، ج مناسِيبُ: وأَنشدَ شَمِرٌ:

  هل في التَّعَلُّل من أَسْماءَ مِنْ حُوبِ ... أَمْ في السَّلامِ وإِهْدَاءِ المَنَاسِيبِ⁣(⁣٢)

  ونَسِيبَةُ⁣(⁣٣) بنتُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيّةُ: هي أُمّ عُمَارَةَ.

  ونَسِيبةُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَسْلَمَتْ وبايَعَتْ، قاله ابْنُ سعد، بِفَتْحِ النُّونِ فيهما فقط.

  ونُسَيْبَةُ بِنْتُ نِيَارِ بْنِ الحارث، من بني جَحْجَبَى⁣(⁣٤)، قاله ابْنُ حبيب.

  وأُمُّ عَطِيَّة نُسَيْبةُ بنتُ الحارِثِ الغاسلة، بضمِّها. وهُنَّ صَحَابِيَّاتٌ رِضْوانُ الله عليهِنّ أَجمعين⁣(⁣٥). وفاتَه ذِكْرُ نُسيْبةَ بنتِ أَبي طَلْحَةَ الخَطْميّةِ، صحَابيّةٌ، ذكرها ابْنُ سعد.

  وقَيْسُ بنُ نُسَيْبةَ قدمَ على رسُولِ الله، ، من بني سُلَيْم، فأَسْلَمَ.

  ونُسيْبَةُ بنتُ شِهابِ بْنِ شَدّادٍ، بالضَّمّ أَيضاً فيهما، والأَخيرةُ هي الّتي قال فيها مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ:

  أَفَبَعْدَ مَنْ وَلَدَتْ نُسَيْبَةُ أَشْتَكِي ... زَوْءَ المَنِيَّةِ أَوْ أُرَى أَتَوَجَّعُ

  وكَذَا عاصِمُ بْنُ نُسيْبٍ، وهو شَيْخُ شُعْبةَ بْنِ الحَجّاجِ العَتكيّ، نقله الحافِظ.

  وأَنْسَبُ، كأَحْمَدَ: حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصون بني زُبَيْد، نقله الصّاغانيُّ: وفلانٌ يُنَاسِب فلاناً، فهو نَسِيبُه: أَي قَريبُهُ.

  وفي الصّحاح: تَنَسَّبَ: أَي ادَّعَى أَنَّهُ نَسِيبُك، ومنه المَثَلُ: القَرِيبُ من تَقَرَّبَ، لا مَنْ تَنَسَّبَ، أَي: القريبُ من تَقَرَّبَ بالموَدَّةِ والصَّداقة، لا من ادَّعَى أَنّ بينَكَ وبينَه نَسَباً.

  ويَقْرُبُ منه: «ورُبَّ أَخ [لَكَ]⁣(⁣٦) لم تَلِدْهُ أُمُّك»؛ وقال حَبِيبٌ [بن أوس]:

  ولَقَدْ سَبَرْتُ النّاسَ ثُمَّ خَبَرْتُهُمْ ... وَبَلَوْتُ ما وَضَعُوا من الأَسْبَابِ

  فإِذا القَرابَةُ لا تُقَرِّبُ قاطِعاً ... وإِذا المَوَدَّةُ أَقْرَبُ الأَنْسَابِ

  ومن المَجَاز: المُناسَبةُ: المُشَاكَلَةُ، يقالُ: بين الشَّيْئَيْن مُنَاسَبَةٌ وتَنَاسُبٌ: أَي مُشَاكَلَةٌ وتَشَاكُلٌ. وكذا قولهم: لا نِسْبَةَ بينَهمَا، وبينهما نِسْبَةٌ قَريبةٌ.

  وفي النَّوادر: نَيْسَبَ فلانٌ بيْنَهمَا نَيْسبَةً⁣(⁣٧): إِذا أَقْبَلَ وأَدْبَرَ بالنَّمِيمةِ، وغَيْرِها، نقله صاحبُ لسان العرب، والصّاغانيُّ.

  * وممّا يسْتَدْركُ عليه: النَّسِيب، كأَمِيرٍ: لقب أَبي القاسِم الدِّمشْقِيّ، محَدّثٌ مشهور.


(١) ويروى: من صادر أو وارد.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله هل في التعلل، أنشده في التكملة: هل في سؤالك عن أسماء من حوب» وفي اللسان: «أم في القريض» بدل «أم في السلام».

(٣) في تقريب التهذيب: نُسَيْبَة بالتصغير. وقال ابن ماكولا: بفتح أوله وكسر ثانيه كالأصل.

(٤) هم أسد الغابة، وفي الأصل: «حججبى».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أجمعين كذا بخطه والصواب جُمعَ لأن أجمعين من تأكيد المذكرين كما هو واضح.

(٦) زيادة عن العقد الفريد.

(٧) في اللسان: نسيب فلان بين فلان وفلان نيسبة.