تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دأو]:

صفحة 397 - الجزء 19

  ابنِ محمدِ بنِ يُونُسَ الخيويّ النضريّ البلخيّ المُلَقَّبُ بشيخِ الإسْلامِ، تُوفي سَنَة ٤١١.

  وخِياوان، بالكسْرِ: مدينَةٌ بفارِسَ.

  والخَوِيُّ، كغَنِيِّ: وادٍ؛ قالَ ذو الرُّمَّة:

  كأَنَّ الآل يُرْفَع بينَ حُزْوَى ... ورَابيَة الخَوِيِّ بِهمْ سَيَالا⁣(⁣١)

فصل الدال مع الواو والياء

  [دأو]: ودَأَى الذِّئْبُ للغَزالِ يَدْأَى دَأْواً: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ كما هو مُقْتَضى كتابته بالحُمْرة والصَّوابُ كتبه بالأَسّود، فإنَّ الجَوْهرِيَّ ذَكَرَه في الترْكِيب الذي يَلِيه فقالَ: ودَأَوْتُ له لُغَةٌ في دَأيْتُ.

  وهو شِبْهُ الخَتْلِ والمُراوَغَةِ؛ قالَ:

  كالذَّئْبِ يَدْأَى للغَزالِ يَخْتِلُهْ

  ووَقَعَ في نسخةِ شيْخِنا: دَأَى الذِّئْبُ يَدْأَى دَأْواً، فاعْتَرضَ عليه باصْطِلاحِه وقضيته أَنْ يكونَ كضربَ إلى آخِره ما قالَ، وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ النسخَ الصَّحِيحةَ: دَأَى الذِّئْبُ دَأْواً كما عنْدَنا، فتأَمَّل.

  [دأي]: ي الدَّأْيُ والدُّئيُّ، بضمِّ فكسْرٍ، والدِّئيُّ، بكسْرِ الدالِ والهَمْزةِ: فِقَرُ الكاهِلِ والظَّهْرِ، أَو غَراضِيفُ الصَّدْرِ، أَو ضُلوعُهُ في مُلْتقاهُ ومُلْتَقى الجَنْبِ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ لأبي ذُؤَيْبٍ:

  لها من خِلالِ الدَّأْيَتَيْن أَرِيجُ⁣(⁣٢)

  أَو الدَّأَياتُ، بالتَّحرِيكِ: أَضْلاعُ الكَتِفِ ثلاثَةٌ من كلِّ جانِبٍ، واحِدَتُها دَأْيةٌ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الدَّأْيُ جَمْعُ الدَّأْيةِ، وهي فَقارُ الكاهِلِ في مُجْتَمعِ ما بينَ الكَتِفَيْنِ مِن كاهِلِ البَعيرِ خاصَّةً؛ والجَمْعُ الدَّأَياتُ، وهي عِظامُ ما هُنالِكَ كلُّ عظمٍ منها دَأْيةٌ.

  وقالَ أَبو عُبيدَةَ: الدَّأَياتُ خَرَزُ العُنُقِ، ويقالُ: خَرَزُ الفَقارِ⁣(⁣٣).

  وقالَ ابنُ شُمَيْل: يقالُ للضِّلْعَيْن اللَّتَيْنِ تَلِيانِ الواهِنَتَيْن الدَّأْيَتانِ.

  وقال أبو زيْدٍ: لم يَعْرِفُوا، يَعْني العَرَب، الدَّأَياتِ في العُنُقِ وعَرَفُوهُنَّ في الأضْلَاعِ، وهنَّ ست يَلِينَ المَنْحر من كلِّ جانِبٍ ثلاث، لمَقَادِيمِهِنَّ جَوانِحُ، ويقالُ للَّتَيْنِ تَلِيانِ المَنْحَر النَّاحِرَتانِ.

  قالَ الأزهريُّ وهذا صَوابٌ، ومنه قُولُ طرفَةَ:

  كأنَّ مَجَرَّ النِّسْع في دَأَياتِها ... مَوارِدُ من خَلْقاءَ في ظَهْرِ قَرْدَدِ⁣(⁣٤)

  وفي الصِّحاحِ: ويُجْمَعُ على الدَّأَياتِ، بالتَّحْرِيكِ، ويُجْمَعُ الدَّأَيُ دَئِيّ مثْل ضَأْنٍ وضَئِينٍ ومَعْزٍ ومَعيزٍ؛ قالَ حُمَيْد الأَرْقط:

  يَعَضُّ منها الظَّلِفُ الدَّئِيّا ... عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصِ الخَطِّيَّا⁣(⁣٥)

  وحكَى ابنُ بَرِّي عن الأَصْمعيّ: الدُّئيُّ على فُعُولٍ جَمْع دَأْيَةٍ لفَقارِ العُنُقِ.

  ودَأَيْتُ للشَّيءِ، كسَعَيْتُ، أَدْأَى له دَأْياً: خَتَلْتُه، مثْلُ دَأَوْتُ له، نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عن أَبي زيْدٍ.

  وابنُ دَأْيَةَ: الغُرابُ، سُمِّي به لأنَّه يَقَعُ على دَأْيَةِ البَعيرِ الدَّبِرِ فيَنْقُرُها؛ قالَ الشاعِرُ يَصِفُ الشَّيْب:

  ولمَّا رأَيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْيةٍ ... وعَشَّشَ في وِكْرَيْهِ جاشَتْ له نَفْسِي⁣(⁣٦)


(١) ديوانه ص ٤٣١ والتكملة، وفي معجم البلدان: «ورايته الخوي ...»

(٢) ديوان الهذليين ١/ ٥٩ وصدره:

كأن عليها بالةً لطميةً

وعجزه في اللسان.

(٣) كذا بالأصل واللسان وفي التهذيب: خرز القَفَا.

(٤) من معلقته، ديوانه ط بيروت ص ٢٦ برواية: «كأن علوب النَّسع ...» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب، وبالأصل «حلقاء».

(٥) اللسان والصحاح والتكملة؛ قال الصاغاني: والرواية: وعض منها.

(٦) اللسان والصحاح بدون نسبة، والأساس وفيها: وأنشد ابن الأعرابي.