تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رذو]:

صفحة 458 - الجزء 19

  التي يَهتدِي بها إلى حُجْرِهِ، يُضْرَبُ للشيءِ العَتِيدِ ليسَ دُونَه شيءٌ.

  وقالَ النَّضْر: المِرْداةُ الحَجَرُ الذي لا يكادُ الرَّجُل الضَّابِطُ يَرْفَعُه بيَدَيْه يُرْدَى به الحَجَرُ، والمَكانُ الغَلِيظُ يَحْفرُونَهُ فيَضْرِبُونَه به فيُلَيِّنُونَهُ، ويُرْدَى به حُجْرُ الضَبِّ إذا كانَ في قَلْعةٍ فتَلِينُ القَلْعة ويَهْدِمُها، والرَّدْيُ إنَّما هو رَفْعٌ بها ورَمْىٌ بها.

  والمَرادِي: المَرامِي.

  ويقالُ للرَّجُلِ الشُّجاعِ: إنَّه لمِرْدَى حُروبٍ، وهُم مَرادِي.

  ويُشَبَّهُ بالمِرْداةِ الناقَةُ في الصَّلابَةِ فيُقالُ: مِرْداةٌ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وفي المُحْكَم: إنَّه لمِرْدَى خُصُومَةٍ وحَرْبٍ: أَي صَبُورٌ عليها، وهو مَجازٌ.

  ورَدَى على الشيءِ وأَرْدَى: زادَ.

  يقالُ: أَرْدَى على الخَمْسِينَ والثَّمانينَ.

  والرَّدَى: الزِّيادَةُ.

  يقالُ ما بَلَغَتْ رَدَى عَطِيّتك أَي زِيادَتك في عَطِيّتك.

  ويَعْجبُني رَدَى قَوْلِكَ: أَي زِيادتُه؛ قالَ الشاعِرُ:

  تضمَّنَها بَناتُ الفَحْلِ عنهم ... فأَعْطَوْها وقد بَلَغوا رَدَاها⁣(⁣١)

  وتَرَدَّى: وَقَعَ مِن جَبَلٍ فماتَ.

  ورَدِيَ فلانٌ في القَلِيبِ يَرْدَى، كرَضِيَ، لُغَةٌ في رَدَى كرَمَى، عن أَبي زَيْدٍ.

  وامْرَأَةٌ هَيْفاءُ المُرَدَّى: أَي ضامِرَةُ موضِعِ الوِشاحِ.

  ورِداءُ الشَّبابِ: حسنُه وغَضارَتُه ونعْمَتُه.

  ورِداءُ الشمْسِ: حسنُها ونورُها⁣(⁣٢). ورَدَّيْتُه تَرْدِيَةً: ألْبَسْتُه الرَّداءَ.

  [رذو]: والرَّذِىُّ، كغَنِيِّ: مَنْ أَثْقَلَهُ المَرَضُ.

  وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: هو الضَّعيفُ مِن كلِّ شيءٍ، وهي بهاءٍ، ج رَذَايا ورُذاةٌ، بالضَّمِّ، وهذه شاذَّةٌ، وعسَى أَنْ تكونَ على تَوهّمِ رَاذٍ؛ كما في المُحْكَم.

  وقد رَذِيَ، كرَضِيَ، رَذَاوَةً وأَرْذَيتُه.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وإِنَّما قَضَيْنا على هذه بالواوِ لوُجودِ رَذاوَةٍ.

  وأَرْذَى: صارَتْ خَيْلُهُ وإِبِلُه رَذَايا؛ نقلَهُ الصَّاغانيُّ.

  وأَرْذَى فُلاناً: أَعْطاهُ رَذِيَّةً، وهي الَّناقَةُ المَهْزولَةُ مِن السَّيْر.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: هي المَتْروكَةُ التي حَسَرَها السَّفَرُ لا تَقْدرُ أنْ تَلْحقَ بالركابِ.

  قالَ: وأَرْذَى ناقَتَهُ: خَلَّفَها وهَزَلَها؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  ومنه حدِيثُ ابنِ الأَكْوع: «وأَرْذَوْا فَرَسَيْنِ فأَخذتُهُما»، أَي تَركوهُما لضَعْفِهِما وهُزالِهِما؛ كذا في النهايةِ.

  وراذانُ: ع بأَصْبهان⁣(⁣٣)؛ هكذا في النسخِ، والصَّوابُ ببَغْدادَ على ما في اللبابِ والتَّبْصير.

  وقالَ نَصْر: طسوجٌ بينَ السَّوادِ، وهُما صعْقانِ راذانُ الأعْلَى والأسْفَل.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْتُ على أَلِفها بواوٍ لأنَّها عينٌ وانْقِلاب الألفِ عن الواوِ عَيْناً أَكْثَر من انْقِلابِها عن الياءِ.

  وأَصْلُه رَوَذانُ، ثم اعْتَلَّتْ اعْتِلالَ مَاهَان ودَارَان، ومَرّ ذلكَ في الصَّحِيح على قَوْل مَنن اعْتَقَدَ نُونَها أَصْلاً كطَاء سَاباط، وإنَّه إنَّما تركَ صَرْفه لأنَّه اسمٌ للبقْعَةِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أُرْذِي الرَّجُلُ، بالبِناءِ للمَجْهولِ: أَثْقَلَهُ المَرَضُ؛ كذا في المُحْكَم.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) في الأساس: وبهاؤها.

(٣) في القاموس: بأَصْفَهانَ.