تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ركو]:

صفحة 473 - الجزء 19

  قالَ شيْخُنا: التَّثْليثُ فيها مَشْهورٌ والأَفْصَح الفَتْح.

  قُلْتُ: وقد اقْتَصَرَ عليه الجوهريُّ وغيرُه.

  قالَ الجوهريُّ: التي للماءِ.

  وقالَ ابنُ سيدَه: شِبْهُ تَوْرٍ مِن أَدمٍ.

  وفي المِصْباح: دَلْوٌ صَغِيرَةٌ.

  وفي النهايَةِ: إِنَاءٌ صَغيرٌ مِن جلْدٍ يُشْرَبُ فيه الماءُ.

  وكلُّ ذلكَ أَعْرَض عنه المصنِّفُ وهو عَجيبٌ منه.

  ثم قالَ ابنُ سِيدَه: والرَّكْوَةُ زَوْرَقٌ صَغيرٌ⁣(⁣١)؛ وهذا غير الذي ذَكَروه.

  والرَّكْوَةُ: رقعَةٌ تَحْتَ العَواصِرِ، والعَواصِرُ حِجارَةٌ ثلاثٌ بعضُها فَوْق بعضٍ؛ كما في المُحْكَم.

  والرَّكْوَةُ مِن المَرْأَة: فَلْهَمُها، أَي فَرْجُها؛ كذا في النسخ.

  وفي التّهذِيبِ قلْفَتُها، كما هو نَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ والجَمْعُ الرَّكَا وهو على التَّشْبيهِ بَرَكْوَةِ الماءِ، ج رِكاءٌ ككلْبَةٍ وكِلابٍ، ويَجُوزُ رَكَواتٌ بالتحْرِيكِ كشَهْوةٍ وشَهَواتٍ.

  والرَّكِيَّةُ، كَغَنِيَّةٍ: البِئْرُ، ج ركِيٌّ، كعُتِيٍّ، وضُبِطَ في الصِّحاحِ بالفتحِ، ورَكايَا.

  وفي النِّهايَةِ: الرُّكِيُّ جنْسٌ للرَّكيَّةِ وْالجَمْعُ رَكايَا؛ ومنه حدِيثُ: فأَتَيْنا على رَكِيٍّ ذَمَّةٍ؛ والذَّمَّةُ القَلِيلَةُ الماءِ.

  وفي حدِيثِ عليٍّ: «فإذا هو في رَكِيٍّ يَتَبَرَّدُ، وقد تَكَرَّرَ ذِكْرها مُفْرداً ومَجْموعاً.

  وقال ابنُ سيدَه: إنَّما قَضَيْت عليها بالواو لأنَّها من رَكَا الأرْضَ رَكْواً إذا حَفَرَ ها حَفْراً مُسْتطِيلاً.

  ورَكَا الأَمْرَ رَكْواً: أَصْلَحَ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  وأَمْرُكَ إلا تَرْكُهُ مُتَفاقِمُ

  (⁣٢) قالَ الأَزْهريُّ: أَي لا تُصْلِحْه.

  وفي الصِّحاحِ: هو قَوْل سُوَيْد وصَدْرُه:

  فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قد كَفَوْكَ شُؤُونَهُم ... وشَأْنُكَ

  الخ.

  قالَ في الحاشِيَةِ: تَرْكُه أَصْله تَركوه حذفَ الواو للجَازِمِ.

  ورَكَا عليه؛ وفي المُحْكم: عنه؛ أَثْنَى عليه ثَنَاءً قَبِيحاً.

  وفي التكْمِلَةِ: أَسْمَعَه مَكْرُوهاً أَو زَجَره بقَبِيحٍ.

  ورَكَا رَكْواً: أَخَّرَ؛ ومنه الحدِيثُ: «يَغْفِرُ في لَيْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِمٍ إلَّا للمُتَشاحِنَيْنِ فيُقالُ ارْكُوهُما حتى يَصْطَلِحا».

  قالَ الأزْهريّ: كذا رُوِيَ بضمِّ الألفِ أَي أَخّرُوهما.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: ويُرْوِى اتْرُكُوا، مِنَ التَّرْكِ؛ ويُرْوَى أَيْضاً: ارْهَكُوا.

  كأَرْكَى فيهما يقالُ: أَرْكَى عنه وعليه: إذا أَثْنَى قَبِيحاً.

  وأَرْكَى الأَمْرَ: أَخَّرَه؛ وبه رُوِيَ أَيْضاً الحدِيثُ المَذْكُور.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عَمْروٍ: ويقالُ للغَرِيمِ أَرْكِني إلى كذا، أَي أَخَّرْني.

  وبخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَويّ: يقالُ للفَزعِ بَدَلَ الغَرِيمِ.

  ورَكَا رَكْواً: شَدَّ وأَصْلَحَ؛ عن ابن الأَعْرابيِّ.

  ورَكَا الحِمْلَ على البَعيرِ: ضاعَفَهُ عليه وأَثْقَلَه به؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيَدَه.


(١) المشهور أن الركوة، إناء للماء من جلد خاصة، كما صرح به غير واحد، ا هـ محشي، ولعله محرف عن زق، لأن الزورق من السفن، وأما الزق فالسقاء؛ كتبه نصر (هامش القاموس).

(٢) التهذيب وفيه «فأمرك» والبيت في المقاييس ٢/ ٤٣١ منسوباً لسويد بن كراع، واللسان والصحاح لسويد برواية:

فدع عنك قوماً قد كفوك شؤونهم ... وشأنك ....

وفي الصحاح:

وشأنك إن لم تركه يتفاقم