تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نعب]:

صفحة 441 - الجزء 2

  فُواقُها، وبَطُؤُ دِرَّتُها كذا في النُّسخ. قال شيخُنا: والأَوْلَى بطُؤَتْ.

  * وممّا يُستَدرَكُ عليه: نُضُوبٌ القوْمِ: بُعْدُهُمْ، وهو مجازٌ.

  والنَّاضِبُ: البعيدُ، عن الأَصْمعيّ، وهو في الصِّحاح.

  ومنه قليل للماءِ إِذا ذَهَب: نَضَبَ، أَي بَعُدَ. وكلّ بعيد ناضِبٌ؛ وأَنشد ثعلب:

  جريءٌ على قَرْعِ الأَساوِد وَطْؤُهُ ... سَمِيعٌ برِزِّ الكَلْبِ والكَلْبُ ناضِبُ

  وجرْيٌ ناضِب: أَي بعيد.

  ويُقالُ: نُوقٌ كقداحِ التَّنْضُبِ.

  ومن الْمجَاز: نَضَب القومُ: جدُّوا ومنه أَيضاً، عن أَبي زيْد: إِنَّ فُلاناً لَناضِبُ الخَيْرِ، أَي: قَليلُه، وقد نَضَبَ خَيْرُهُ⁣(⁣١) نُضُوباً؛ وأَنشد:

  إِذا رَأَيْن غَفْلَةً من راقِبِ ... يُومِينَ بِالأَعْيُنِ والحَوَاجِبِ

  إِيماءَ بَرْق في غَمَاءٍ ناضِبِ⁣(⁣٢)

  ومنه أَيضاً: نَضَبَ ماءُ وَجهِه: إِذا لم يَسْتَحْيِ.

  والتَّناضِبُ: موضعٌ، كأَنّه جَمعُ تَنْضُب، استدره شيخُنَا، وقد تقدَّم بيانُه.

  [نطب]: النِّطَابُ، بالكَسْرِ: أَهملهُ الجَوْهَرِيُّ. وقال ثعلبٌ: هو الرَّأْسُ وفي قول زِنْبَاعٍ المُرَادِيّ⁣(⁣٣):

  نَحْنُ ضَربْنَاهُ على نِطابِهِ ... بالمَرْجِ من مُرْجَحَ إِذْ ثُرْنَا بِهِ

  قال ابْنُ السِّكِّيت: لم يُفَسِّرْه أَحدٌ، والأَعرف «على تَطْيابِه» أَي: على ما كان فيه من الطِّيب، وذلك أَنّه كان مُعَرِّساً بامْرأَةٍ من مُرَادٍ، وقيل: النِّطابُ هو حَبْلُ العُنُق، حكاه أَبو عدْنَانَ، ولم يُسْمع من⁣(⁣٤) غيره، وعن ابن الأَعْرَابيّ: النِّطَابُ: حَبْلُ العاتِقِ، وأَنشد قولَ زِنْباعٍ السّابقَ.

  والمِنْطَبُ، والمِنْطَبَةُ، بالكَسْر فيهما: المِصْفاة، كالناطِبِ، وهو خَرْقُ المِصْفاةِ، وجمعُه النَّواطِبُ، على ما يأْتي.

  ويقالُ: المَنْطَبَةُ، بالفَتْحِ: الرَّجُلُ الأَحْمَقُ.

  ونَطَبَهُ، يَنْطُبُه، نَطْبَاً: ضَرَبَ أُذُنَهُ بإِصْبَعِهِ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، وقال أَبو عَمْرٍو: يقالُ: نَطَبَ⁣(⁣٥) أُذُنَه، ونَقَرَ، وبَلَّطَ، بمعنًى واحدٍ.

  وقال الأَزْهريّ: النَّطْمَةُ: النَّقْرَةُ من الدِّيك وغيره، وهي النَّطْبَةُ، بالبَاءِ أَيضاً.

  والنَّواطِبُ: خُرُوقٌ، تُجْعَلُ في مِبْزَلِ الشَّراب⁣(⁣٦) وفِيما يُصَفَّى بِهِ الشَّيْءُ، فيَتَصَفَّى مِنْهُ⁣(⁣٧). واحدتُهُ ناطبةٌ، قال:

  تَحَلَّبَ من نَوَاطِب ذي ابْتِزالِ

  وخُروقُ المِصْفاةِ: تُدْعَى النَّوَاطِبَ.

  ويقالُ: ناطَبْتُهُمْ، أَي: هارَشْتُهُمْ، وشارَرْتُهم، وبينَهم مُنَاصَبَةٌ ومُناطَبةٌ. وهذا من الأَساس⁣(⁣٨) وقد وجدت⁣(⁣٩) هذِه المادَّةَ مكتوبةً عندَنَا في سائر النُّسخ بالسَّواد، ولم أَجِدْها في الصَّحاح، فَلْيُنْظَرْ.

  [نعب]: نَعب الغُرَابُ وغَيْرُهُ، كمنَع وضَرَب، يَنْعَبُ، وينْعِبُ، نَعْباً بالفتح، ونَعِيباً كأَمِيرٍ، ونُعَاباً بالضَّمّ، ولم يذكُرْهُ الجَوْهريُّ، وتَنْعاباً بالفَتْح، ومثلُهُ في الصَّحاح،


(١) في الاساس: نضب بخيره.

(٢) اللسان: عماء ناضب.

(٣) نسب الرجز في اللسان لجعيل المرادي. وبهامش المطبوعة المصرية: «وقال ابن الكلبي هو لهبيرة بن عبد يغوث وبعده:

بكل عضب صارم نعصى به ... يلتهم القرن على اغترابه

ذاك وهذا انفضّ من شعابه ... قلنا به قلنا به قلنا به

قلنا به أي قتلناه أفاده في التكملة»

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) «نطب ... ونقر» عن اللسان، وبالأصل «أنطب ... وأنقر».

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله في مبزل الشراب هو آلة يصفى بها الشراب. قال المجد: وبزل الشراب: صفاه اه».

(٧) في اللسان: «فينزل منه ويتصفى».

(٨) في الاساس: وقد ناطبوهم: سارُّوهم.

(٩) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وقد وجدت الخ لعلها سقطت في النسخة التي اطلع عليها وإلا فهي موجودة بالنسخة المطبوعة ويوافق نسخته نسخة الصاغاني فإنه قال في التكملة: نطب أهمله الجوهري.».