تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سرو]:

صفحة 521 - الجزء 19

  وتَرى السَّرِيَّ مِن الرِّجالِ بنَفْسِه ... وابنُ السَّرِيِّ إذا سَرَا أسْراهُما⁣(⁣١)

  أَي إذا أَشْرَفَ فهو أَشْرَفُهما؛ ج أَسْرِياءُ وسُرَواءُ، كِلاهُما عن اللَّحْيانيّ، وسُرًى، كهُدىً؛ نقَلَهُ الأزهريُّ وهو على خِلافِ القِياسِ.

  والسَّرَاةُ: اسمُ جَمْعٍ، هذا مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه لأنَّه ليسَ لواحِدِه ضابِطٌ.

  وقالَ الجوهرِيُّ: هو جَمْعُ السَّرِييِّ؛ قالَ: وهو جَمْعٌ عَزِيزٌ أن يُجْمَع فَعِيلٌ على فَعَلَةٍ، ولا يُعْرَف غيرُه.

  وفي المِصْباح: السَّرِيُّ الرَّئيسُ، والجمْعُ سَراةٌ، وهو جمْعٌ عزيزٌ لا يكادُ يُوجَد له نظِيرٌ لأنَّه لا يُجْمَع فَعِيل على فَعَلَة.

  وفي التهْذيبِ: قوْمٌ سَراةٌ جمْع سَرِيٍّ، جاءَ على غيرِ قياسٍ؛ ومثْلُه في النهايَةِ؛ ج سَرَواتٌ، بالتحْريكِ؛ ومنه حدِيثُ الأنْصار: «قُتِلَت سَرَواتُهم»، أي أَشْرافُهُم؛ وهذا يُؤَيِّد مَذْهب سيبويه مِن كَوْنِ السَّراةِ اسْمُ جَمْع لا جَمْع.

  وهي سَرِيَّةٌ من سَريَّاتٍ وسَرَايا؛ كذا في المُحْكَم.

  وتَسَرَّى: تَكَلَّفَه، أَي السَّرْوَ وهو الشَّرَفُ والمُرُوءَةُ.

  أَو تَسَرَّى: أَخَذَ سُرِّيَّةً، أَي جارِيَةً؛ نَقلَهُ الجوهريُّ.

  قالَ: وقالَ يَعْقوب: أَصْلُه تَسَرَّرْت مِن السَّرور، فأَبْدلوا مِن إحْدى الرَّاآت ياء كما قالوا تقضَّى من تَقَضَّضَ؛ وقد مَرَّ ذلكَ في حرْف الراءِ.

  والسَّرْوَةُ، مُثَلَّثَةً؛ اقْتَصَر الجوهريُّ على الكسْرِ؛ وزادَ ابنُ الأثيرِ الضمَّ ونقلَ ابنُ سِيدَه الفَتْح عن كُراعٍ؛ السَّهْمُ الصَّغيرُ⁣(⁣٢) المُدَمْلك لا عَرْض له؛ أَو عَريضُ النَّصْلِ طَويلُه وهو مَعَ ذلكَ دَقيقٌ قَصيرٌ يُرْمى به الهَدَف.

  وقيلَ: العَريضُ الطَّويلُ يُسمَّى المِعْبَلَة؛ ومنه حدِيثُ أَبي ذرٍّ: «كان إذا الْتاثَتْ راحِلَةُ أَحدِنا طَعَنَ بالسِّرْوَةِ في ضَبْعِها»، والجَمْعُ السِّراءُ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وفي التَّهْذيب: السِّرْوَةُ تُدْعى الدِّرْعِيَّة، لأنَّها تدْخُل في الدُّرْوعِ ونِصالُها مُتسلَكَةٌ كالمِخْيَطِ، والجَمْعُ السُّرى؛ قال ابنُ أَبي الحُقَيقِ يَصِفُ الدروعَ:

  نَنْفى السُّرى وجِيادَ النَّبْل تَتْرُكُهُ ... مِنْ بَيْن مُنْقَصِفٍ كَسْراً ومَفْلُولِ⁣(⁣٣)

  والسَّرَاةُ: الظَّهْرُ؛ قال الشَّاعِرُ:

  شَوْقَبٌ شَرْحَبٌ كأَنَّ قَناةً ... حَمَلَتْه وفي السَّراةِ دُمُوجُ

  ومنه الحدِيثُ: «فمَسَحَ سَراةَ البَعيرِ وذِفْرَاهُ»؛ ج سَرَواتٌ، بالتَّحْريك ولا يُكَسَّرُ.

  والسَّراةُ مِن النَّهارِ: ارْتِفاعُه⁣(⁣٤) وأَعْلاهُ.

  ووَقَعَ في الصِّحاح: وَسَطُه؛ وهو خَطَأٌ نَبَّهوا عليه؛ قال البُرَيق الهذلي:

  مُقِيم عِنْدَ قَبْرِ أَبي سِباعٍ ... سَراةَ الليلِ عندَكَ والنَّهارِ⁣(⁣٥)

  فجعَلَ للَّيْل سَراةً، والجَمْعُ سَرَوات ولا يُكَسَّرُ.

  والسَّراةُ من الطَّريقِ: مَتنُهُ ومُعْظَمُه؛ والجمْع سَرَواتٌ؛ ومنه الحديثُ: «ليسَ للنِّساء سَرَواتُ الطرق⁣(⁣٦)، أَي لا يَتَوسَّطْنَها ولكنْ يَمْشِينَ في الجوانِبِ.

  ومحمدُ بنُ سَرْوٍ البلخيُّ وَضَّاعٌ للحَديثِ.

  ومِن المجازِ: انْسَرَى الهَمُّ عنِّي وسُرِّيَ تَسْريَةً: انْكَشَفَ وأُزِيلَ؛ وقد جاءَ ذِكْرُ سُرِّي في حديثِ نُزولِ الوَحْي، والتَّشْديدُ للمُبالَغَةِ.

  والسِّرْوُ، بالكسر: د قُرْبَ دِمْياطَ تُّجاه رأْسِ الخلِيجِ بَيْنهما بَحْرُ النِّيل، وقد دَخَلْته؛ منه الشيخُ العارِفُ أَبو عبدِ


(١) الصحاح «واللسان والتهذيب وفيهما» تلقي السريّ.

(٢) بعدها في القاموس: «القصيرُ» وقد سقطت من نسخ الشارح.

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) يعني ارتفاع الشمس في السماء، كما في التهذيب.

(٥) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٧٤١ برواية: مقيماً ... والنهارا» من قصيدة يرثي أخاه بقافية منصوبة، والمثبت كرواية اللسان.

(٦) في اللسان «الطريق» والمثبت كاللسان.