تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الواو والياء

صفحة 529 - الجزء 19

  أَو هي بالفتْحِ كما رَجَّحه بعضٌ، منها أَبو طاهِرٍ أَحمدُ ابن محمد بنِ إسْماعيلَ بنِ الصّبَّاح الهَرِويُّ السَّفِيانيُّ وُلِدَ سَنَة ٣٨١ ورَوَى عن الحُسَيْن بن إدريس الأَنْصارِي؛ وعنه أَبو بكْرٍ البرقانيُّ، تُوفي في حدودِ سَنَة ٣٨٠.

  وسَفَوانُ، محرَّكةً: ع بالبَصْرَةِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للراجزِ:

  جارِيَة بسَفَوانَ دارُها ... تَمْشِي الهُوَيْنى ساقِطاً خِمارُها⁣(⁣١)

  وقال الأزهريُّ: هو ماءٌ مِن بابِ البَصْرةِ يَلِي المِرْبَد على مَرْحَلةٍ، كثيرُ السَّفَى، وهو التُّرابُ.

  وسَافاهُ مُسافاةً وسِفاءً: سافَهَهُ؛ وأنشد الجوهريُّ:

  إنْ كنتَ سافِيَّ أَخا تَمِيمِ ... فجِئْ بعِلْجَيْنِ ذَوَيْ وَزيمِ

  بفارِسِيِّ وأَخٍ للرُّومِ⁣(⁣٢)

  * قُلْتُ: ومنهم مَنْ رَواهُ بالقافِ.

  والذي في التَّهْذيب:

  إن سَرَّكَ الرّيُّ أَخا تَمِيمِ

  فتأَمَّل ذلك. وسَافاهُ أَيْضاً: إذا دَاواه، وهو مِن السّفاءِ.

  والمُسْفِي: النَّمَّامُ.

  وسَفَوَى⁣(⁣٣)، كجَمَزَى: ع.

  واسْتَفَى وجْهَه: اضطَرَفَهُ؛ كلُّ ذلكَ نقلَهُ الصَّاغاني.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  سَفَتِ الرِّيحُ وأَسْفَتْ: إذا هبَّتْ؛ عن ابن الأعرابيِّ.

  وسَفَتْ عليه الرِّياحُ؛ نقلَهُ الزَّمخشريُّ.

  والسَّفْواءُ من الخَيْلِ: القَلِيلُ الناصِيَةِ.

  والسَّوافِي مِن الرِّياحُ: اللَّواتي يَسْفِينَ التُّراب. يقالُ: لَعِبَتْ به السَّوافِي.

  ورِيحٌ سَفْواءٌ: سريعَةٌ؛ كما قيلَ هَوْجاء، وهو مجازٌ.

  وأَسْفَى الرَّجُل: أَخَذَ شَوْكَ البُهْمَى.

  وسَفا يَسْفُو سُفُوّاً، كعُلُوِّ: أَسْرَعَ في المَشْيِ والطَّيران؛ نقلَهُ الجوهريُّ؛ وهو مِن الواوِ كما تَرى.

  وأَبو سُفْيان بنُ حَرْبٍ: حُكِي فيه التَّثْلِيث، اسْمُه صَخْرُ والنِّسْبَةُ إليه سُفْياني.

  والسُّفْيانيُّ: هو أَبو العُمَيْطِر⁣(⁣٤) الخارجُ بدِمَشْق في زَمَنِ الأَمِين مِن ولدِ أَبي سُفيان، تقدَّمَ ذِكْرُه في الرَّاءِ.

  والسّفْيانيُّون: خَلْقٌ كثيرٌ ممَّنْ نُسِبَ إلى الجَدِّ وإلى مَذْهَبِ سُفْيان الثَّوْري، منهم ناسٌ بالدّينور.

  وفي هَمْدان: سُفْيانُ بنُ أَرْحَب بَطْنٌ منهم: شنيفُ بنُ معاوِيَةَ بنِ مالِكِ بنِ بِشْرِ بِنِ سَلْمانِ بنِ معاوِيَةَ بنِ سُفيان السّفْيانيّ، شاعِرٌ ذَكَره الأميرُ.

  والأسْفَى: الذي تَنْزِعُه شَعْرةٌ بَيْضاءُ كُمَيْتاً كانَ أَو غيرَ ذلكَ؛ عن ابنِ الأعرابيّ.

  وقالَ مرَّةً: السّفَى هو بَياضُ الشَّعْر الأدْهم والأشْقَر، والصِّفَة كالصِّفَةِ في الذَّكَر والأُنْثى.


(١) الصحاح والتهذيب واللسان وبعده:

قد أعصرت، أو قد دنا اعصارها

ونسبه لنافع بن لقيط وقيل هو المنظور بن مرثد.

(٢) الصحاح واللسان وبعده:

كلاهما كالجمل المخزوم

قال ابن بري ويروي:

إن سرك الري أخا تميم

والرجز في التكملة، قال الصاغاني: وقوله:

المسافاة: المسافهة صحيح، واستشهاده بالرجز عليه غير صحيح، وذلك أن الرجز محفوظ، ومقصود الراجز أن يحرض صاحبه على الاستقاء حتى أن بعض الناس يصحفون وينشدون ساقي بالقاف، فيوافق المعنى، ويخالف الرواية، والرواية ما أنشده أبو محمد الاعرابي:

إن كنت جابٍ يا أبا تميم ... أي جابياً

وترك بعد المشطور الأول مشطورين وهما:

فجيء بسانٍ لهم علكوم ... معاود مختلف الأروم

(٣) يرد على قول ابن سيده: ليس في الكلام واو متحركة بعد فتحة غير عفوة جمع عفو، بمعنى الجحش، ا هـ نصر (هامش القاموس).

(٤) اسمه علي بن عبد الله.