تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الواو والياء

صفحة 554 - الجزء 19

  قد يكونُ السّواءُ جَمْعاً؛ ومنه قوْلُه تعالى: {لَيْسُوا سَواءً}⁣(⁣١)، أَي لَيْسوا مُسْتَوينَ.

  والسَّويَّةُ، كغَنِيَّةٍ: العَدْلُ، يقالُ قسمْتُ بينهما بالسَّوِيَّةِ، أَي بالعَدْلِ.

  وهُما على سَوِيَّةٍ مِن هذا الأمْرِ: أَي على سَواءٍ.

  واسْتَوَى مِن اعْوِجاجٍ.

  واسْتَوَى على ظهْرِ دابَّتِه اسْتَقَرَّ.

  ورجُلٌ سَويُّ الخَلْقِ: أَي مُسْتوٍ.

  قالَ الرَّاغبُ: السَّويُّ يقالُ فيمَا يُصانُ عن الإِفْراطِ والتَّفْريطِ من حيثُ القدرِ والكَيْفيَّة، ومنه {الصِّراطِ السَّوِيِّ}⁣(⁣٢)، و {ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا}⁣(⁣٣)، ورجُلٌ سَوِيٌّ اسْتَوَتْ أَخْلاقُه وخلقُهُ عن الإِفْراطِ والتَّفْريطِ، و {بَشَراً سَوِيًّا}: هو جِبْريل، #.

  قالَ أَبو الهَيْثم: هو فَعِيلٌ بمعْنَى مُفْتَعل، أَي مُسْتَوٍ، وهو الذي بَلَغَ الغايَةَ مِن خلقه وعَقْلِه.

  وهذا المَكانُ أَسْوى هذه الأمْكِنَةِ: أَي أَشَدُّها اسْتِواءً؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  واسْتَوَتْ أَرْضُهم: صارَتْ جدباً⁣(⁣٤).

  ويقالُ: كيفَ أَمْسَيْتم؟ فيَقولونَ: مُسْوِينَ صالِحِينَ، أَي أَنَّ أَوْلادَنا وماشِيَتَنا سَوِيَّةٌ صالِحَةٌ.

  والسَّوَاءُ: أَكَمَةٌ أَيَّةً كانت.

  وقيلَ: الحَرَّةُ.

  وقيلَ: رأْسُ الحَرَّةِ؟ وبه فُسِّر قوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السابِقُ أَيْضاً.

  وقوْلُهم: اسْتَوَى الماءُ والخَشَبَةَ: أَي مَعَها.

  وإذا لَحِقَ الرَّجُلُ قِرْنَه في عِلْمٍ أَو شَجاعَةٍ قيلَ: سَاوَاهُ. وفي بعضِ رِوايَةِ الحديثِ: «مَنْ سَاوَى يَوْماه فهو مَغْبونٌ»، قيلَ: مَعْناه تَساوَى.

  وقالَ ابنُ بُزُرْج: يقالُ لَئِنْ فَعَلْتَ ذاكَ وأَنا سِواكَ ليَأْتِيَنَّكَ مِنِّي ما تَكْرَهُ؛ يُريدُ وأَنا بأَرْضٍ سِوَى أَرْضِكَ.

  وسوَّى تَسْوِيَةً: إذا اسْتَوى، عن ابن الأعْرابيّ.

  وسوَّى تَسْويَةً: غَيَّر.

  وقالَ الليْثُ: تَصْغيرُ السّواءِ المَمْدودِ سُوَيٌّ.

  وأَسْوَى: إذا بَرِصَ.

  وأَسْوَى: إذا عُوفيَ بَعْدَ عِلَّةٍ.

  وأَسْوَى: إذا اسْتَوى، كأَوْسَى، مَقْلوبٌ منه.

  والسَّواءُ: اسْمٌ مِن اسْتَوَى الشَّيءُ اعْتَدَلَ. يقالُ: سَوَاءٌ عليَّ قمْتَ أَو قعدْتَ.

  وسُوَى، كهُدىً: ماءٌ بالبادِيَةِ؛ قالَ الراجِزُ:

  فَوَّزَ من قُراقِر إلى سُوَى⁣(⁣٥)

  نقلَهُ الجوهرِيُّ.

  وقالَ نَصْر: بفْتحِ السِّين؛ وقيلَ: بكسْرِها: ماءٌ لقُضاعَةَ بالسَّماوَةِ قُرْبَ الشامِ، وعليه مَرَّ خالِدُ بنُ الوليدِ لما فَوَّزَ مِن العِرَاقِ إلى الشامِ بدَلالَةِ رافِع الطَّائيّ.

  قال: وسَوَى: بفتْحٍ⁣(⁣٦) وقَصْر: موْضِعٌ بنَجْدٍ.

  وفي حديثِ قُسِّ: «فإذا أَنا بهَضْبَةٍ في تَسْوائِها»، أَي المَوْضِع المُسْتَوِي منها، والتَّاءُ زائِدَةٌ.

  وأَرْضٌ سِواءٌ، ككِتابٍ: تُرابُها كالرَّمْلِ، نقلَهُ ابنُ الأثيرِ.

  وفي الحديثِ⁣(⁣٧): «لا يزالُ النَّاسُ بَخْير ما تَفاضَلُوا فإذا تَساوَوْا هَلَكُوا»، أَي إذا تَرَكُوا التَّنافسَ في الفَضائِلِ


(١) سورة آل عمران، الآية ١١٣.

(٢) سورة طه، الآية ١٣٥.

(٣) سورة مريم، الآية ١٠.

(٤) في اللسان: حدباً.

(٥) الصحاح واللسان منسوباً لخالد بن الوليد، وقبله في اللسان.

لله درّ رافع أنّى اهتدى

وفي معجم البلدان «قال الراجز».

(٦) في ياقوت: بفتح أوله ويروى بالكسر، والقصر.

(٧) في التهذيب: «قولهم».